أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - إساءة نادية مراد لأهلها بزيارة إسرائيل














المزيد.....

إساءة نادية مراد لأهلها بزيارة إسرائيل


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أن نادية مراد، الضحية التي اضطهدها واغتصبها مجرمو داعش مع المئات وربما الآلاف من بنات طائفتها ضمن مئات الآلاف من العراقيات والعراقيين، أساءت بزيارتها الى إسرائيل العنصرية الى أهلها المظلومين والمستهدفين وطائفتها اليزيدية قبل أي طرف آخر، لأنها بحماقتها هذه حملتهم مسؤولية خطيرة ومجانية عن هذه الزيارة وأعطت للتكفيريين والعنصريين المعادين لليزيديين مبررا رخيصا مع أنه زائف من حيث الجوهر لتهجماتهم وأفعالهم التي حدثت أو التي ستحدث لهم مستقبلا.

لقد أخطأت خطأ نادية مراد جسيما بقيامها بهذه الزيارة إلى كيان عنصري تقوده حركة فاشية ورجعية هي الحركة الصهيونية، لأنها شخصية عامة وقد أصبحت تحمل رمزية هائلة. السيدة مراد انحازت وهي المظلومة إلى حركة صارت دولة ظالمة تمارس ممارسات داعش نفسها، فقد استولت إسرائيل على وطن شعب آخر وطردت نصفه وما يزال الملايين من هذا الشعب يقيمون في مخيمات اللجوء. ثم أنها قامت بزيارتها في الأيام التي يقوم بها هذا الشعب المظلوم بانتفاضة سلمية دفاعا عن مقدساته ضد إسرائيل الصهيونية النووية التي تطالب ايوم الجميع باعتبارها دولة يهودية.

لو كانت نادية مراد قامت بزيارتها إلى إسرائيل قبل أن تكتسب هذه الرمزية لما اهتم بها أحد فقد سبقها الكثيرون فما زادوا (في الإسلام خردلة ولا الصهاينة لهم شغل بحنون)، ولكن زيارة هذه المرأة الضحية اليوم ألحقت ضررا بأهلها وسمعتهم كطائفة مضطهدة ومستهدفة. إنني لأعجب وأستغرب حقا لمن لا يوجه كلمة نقد واحدة لصاحبة الفعلة القبيحة بل يوجه كل النقد لمن تحفظ أو رفض زيارة هذه المرأة الى الكيان الصهيوني العنصري، أو قام بردة فعل في أمر يعود له وهو صاحبه (مثال ذلك الكاتب العراقي وارد بدر السالم الذي سحب إهداء روايته "عروس سنجار" إلى نادية مراد، ويبقى الكاتب صاحب الحق في كتابه، وهو لم يكن ليهديه إليها لولا رمزيتها المأساوية الإنسانية وربما يكون من حقه ان يعتبر أنها خانت مبرر الإهداء بانحيازها للطرف الصهيوني الذي يضطهد شعبا آخر). وأعجب أكثر ممن راحوا يبحثون عن مبررات ويقومون بمقارنات لا معنى لها وتكشف لنا عن مستوى مخجل من الترهل الفكري والسياسي، فقد قارن أحدهم بين زيارة نادية مراد إلى برلمان الدولة الصهيونية وبين زيارة الشيخ أمين الحسيني إلى ألمانيا النازية ولقائه بهتلر، أو بالتذكير أن المرحوم رشيد عالي الكيلاني زار هتلر ويتناسى هذا البعض الذي يحسب نفسه على اليسار أن الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين عقد اتفاقية كبرى مع هتلر النازي سنة 1936! ومع ذلك فمأساة اليزيديين وغير اليزيديين من ضحايا داعش التكفيرية تبقى مأساة إنسانية وعارا على جبين من ارتكبها ومن ساندهم أو سهَّل لهم ارتكابها فهرب من ميدان المعركة وترك أهالي سنجار الأبرياء لقمة سائغة للمجرمين التكفيريين، ويبقى الدفاع عن اليزيديين وجميع ضحايا داعش مهمة نبيلة ولن تغير من طبيعة هذه المأساة والمهمة زيارة نادية أو غيرها الى إسرائيل العنصرية المجرمة بحق شعب آخر، أما الذين استغلوا حماقة نادية مراد ليسيئوا إلى اليزيديين ككل فلا يستحقون الرد لأنهم من قماشة داعش وإسرائيل العنصرية الطائفية ذاتها.

وأخيراً، فليس لنا سوى أن نقول لنادية مراد وأمثالها ومَن يبرر لها فعلتها هذه: لقد خنتم أصدقاءكم الذين تضامنوا معكم تضامنا إنسانيا عميقا ومتجردا حين اصطففتم مع جلادينا وانحزتم إليهم وأعطيتموهم شرفا لا يستحقونه هو شرف التضامن مع ضحايا الاضطهاد وهم الذين يضطهدون شعبا بكامله ويمنعون نصفه من العودة إلى وطنه منذ أكثر من نصف قرن وحتى اليوم!
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الانتصار الموصلي وردود الأفعال
- لماذا التهجم على ثورة العشرين الآن؟
- حملة جاهلة وشتائمية ضد ثورة العشرين.. لماذا الان؟
- ج3/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- ج2/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- ج1/قراءة اقتباسية في كتاب تشومسكي(من يمتلك العالم)
- بغداد العباسية 10: الأطباء والمستشفيات والمكتبات
- استفتاء كردستان وحصار قطر
- أسرار المالكي غير السرية
- الاستفتاء الكردي من وجهة نظر الرفيق رائد فهمي
- البنية الخدماتية في بغداد العباسية
- إلى عادل مراد ..بالكردي الفصيح : فايده ي نيه = ماكو فايدة!
- صفة -رفيق- في بغداد العباسية و كبف استعملها العيارون والشطار ...
- العيارون والشطار البغداديون واستخدامهم لرتبة وصفة -رفيق-!
- نسخة طبق الأصل للمحاصصة الطائفية العراقية عن سيريلانكا
- برنامج مرشح اليسار الجذري الفرنسي ملينشون
- لماذا هذه الحملة التشنيعية ضد الروائي الراحل عبد الرحمن منيف ...
- الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -2من 2-
- الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -1من 2-
- التطهير العرقي في كوك كما كشف عنه وزير حقوق الإنسان العراقي


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - إساءة نادية مراد لأهلها بزيارة إسرائيل