أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - استفتاء كردستان وحصار قطر














المزيد.....

استفتاء كردستان وحصار قطر


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان على السيد مسعود البارزاني أولا أن يعالج مشكلة رئاسته غير الشرعية للإقليم قبل أن يوقع قراره بإجراء ما سماه "استفتاء استقلال كردستان" من طرف واحد و عبر سياسة فرض الأمر الواقع على بغداد واعتمادا على صفقة سرية محتملة مع حلفائه في التحالف الشيعي الملتزم الصمت بإصرار. كان عليه و على حلفائه الطالبانيين ان يوحد ويتصالح مع القوى السياسية الكردية المنقسمة حول الموضوع، والخارجة لتوها من انقسام جديد حول صفقة "روسنفت" التي عقدها البارزاني ورفضتها أربع كتل في برلمان الإقليم المعطل. ثم أن البارزاني سيجري استفتاء على استقلال الإقليم ليس بقرار من أعلى سلطة تشريعية في الإقليم هي البرلمان بل بقرار شخصي منه كرئيس منتهي الصلاحية وفاقد للشرعية منذ شهر آب 2015، و قد طالبه الجميع وفي مقدمتهم حلفاؤه الطالبانيون - على لسان النائبة ريزان الشيخ ديلر بتاريخ 11 شباط 2016 – بتقديم استقالته وإجراء انتخابات رئاسية.
كان الأجدر بالبارزاني والأنفع لجماهير الإقليم، أن يُفَعِّلَ برلمان الإقليم المعطل بعد طرد رئيسه و نواب حركة التغيير "كوران" من البرلمان ومن مدينة أربيل ذاتها، وأن يكون قرار إجراء الاستفتاء صادرا عن البرلمان في الإقليم بعد التوافق مع البرلمان العراقي الاتحادي ويصدر كقانون أو كقرار دستوري كما هي الحال في سائر الاستفتاءات في العام وليس بقرار شخصي عن رئيس منتهي الصلاحية، ما يجعل الاستفتاء حول استقلال الإقليم مجرد عبث لا طائلة تحته سوى الكسب السياسوي الانتخابي والإضرار بحق الإمة الكردية في تقرير مصيرها وتحويله إلى ورقة على طاولة القمار السياسية في الإقليم وفي ظل عدم تجاوب أو تأييد علني دولي إلا من طرف دولة عنصرية معادية لشعوب الشرق الأوسط كلها هي إسرائيل.
وأخيرا كان على البارزاني وحلفائه الطالبانيين أن يأخذوا العبرة المفيدة من الحصار السعودي على قطر والتفكير جديا بمشاريعهم السياسية قبل رمي جماهير الإقليم في ورطة كارثية جديدة. إنَّ إمارة قطر تشبه إقليم كردستان -العراق من الناحية جغراسية ( géopolitique ) تماما فهي شبه جزيرة ليس لها حدود برية إلا مع السعودية، ومياهها الإقليمية يمكن محاصرتها من قبل العدو بسهولة وفعالية خلال ساعات قليلة. هذا الواقع الجغراسي للإقليم ليس اكتشافا جديدا بل تحدث عنه جلال الطالباني شخصيا قبل سنوات قليلة حين سخر ذات مرة من مشاريع البارزاني الاستقلالية و وصفها بـ "أحلام الشعراء" لأن كردستان مطوقة برا من جميع الجهات وليس لها منفذ بحري ولا يبقى لها سوى الطيران للتواصل مع العالم إن دخلت في حالة عداء مع دول الجوار جميعا. لكن البارزاني يراهن على علاقاته الجيدة مع الرئيس التركي أردوغان وهذا رهان خاسر، فأردوغان لا يطيق قيادة الطالباني وإذا كانت علاقة الطالبانيين جيدة مع إيران فإيران لديها ألف خلاف مع البارزاني فهل سيجرؤ أردوغان أو روحاني على تأييد استقلال كردي في العراق دون أن يفكروا بالخوف من انتقال العدوى إلى دولتيهم حيث يعيش الأكراد دون أية حقوق سياسية وقومية تساوي 5% من حقوقهم في العراق بل و لا تعترف الدولتان التركية والإيرانية بوجودهم القومي رسميا فيهما؟
بالعودة إلى تجربة الحصار السعودي على قطر نسجل التالي: لم تكد تمضي 488 ساعة على بدء الحصار البحري والبري الذي فرضته السعودية على شبه جزيرة قطر حتى ظهرت أولى إشارات الاستسلام القطري و البحث عن حل تفاوضي ولولا التلويح التركي بالتدخل العسكري الذي تحول إلى أمر واقع بعد موافقة البرلمان التركي على قرار بهذا الخصوص، ولولا النجدة الإيرانية بالمواد الغذائية العاجلة عبر البحر لكان الأمير تميم قد وافق على جميع شروط الملك سلمان و غادر قطر هو و والدته بما خف وزنه وغلى ثمنه!
وأخيراً: سجل المراقبون أن قرار البارزاني إجراء الاستفتاء جاء ليشمل المناطق غير التابعة للإقليم ومنها كركوك وخانقين وسنجار وهذا يعني فتح باب الصراع من طرف البارزاني وحلفائه علنا وبقوة مع حلفائهم في التحالف الشيعي إلا إذا كانوا قد ضمنوا سكوت او موافقة هؤلاء وهذا محتمل جدا ، كما سجلوا قرارا مرافقا لقرار شخصي آخر بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الإقليم وكأن البارزاني يريد دفن البرلمان الحالي المعطل قبل أشهر من انتهاء عهدته - عهدة البرلمان -رسميا في تشرين الثاني القادم والقفز إلى الانتخابات القادمة على أجنحة الكسب الإعلامي بواسطة إجراء الاستفتاء. لماذا لم يصبر البارزاني قليلا فيجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أولا ثم يصدر قرار إجراء الاستفتاء بالتوافق مع بغداد عن البرلمان الجديد والرئاسة الجديدة في الإقليم؟ السبب هو ان البارزاني أراد أن يستثمر الاستفتاء الدعائي للكسب السياسي فيضمن فوزه وفوز حزبه وحزب حليفه الطالباني أولا ليكرس وجود برلمان ورئاسة تتقاسمهما العائلتين النافذتين البارزانية والطالبانية.

فهل سيدمر البارزاني المكتسب الكردستاني الوحيد ذا القيمة التاريخية الحقيقية المتمثل بالبرلمان التعددي ويأتي ببرلمان لا يمثل سكان الإقليم بل العائلتين النافذتين فيه والمسيطرتين على كل شيء؟ والسؤال الأخير هل سيسكت الأكراد بعد ان تذهب سكرة الاستفتاء وتأتي فكرة الواقع المر- كما يقول المثل السائر- على ما سيحل بهم وبحقوقهم الإنسانية على أيدي المتاجرين بها؟
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار المالكي غير السرية
- الاستفتاء الكردي من وجهة نظر الرفيق رائد فهمي
- البنية الخدماتية في بغداد العباسية
- إلى عادل مراد ..بالكردي الفصيح : فايده ي نيه = ماكو فايدة!
- صفة -رفيق- في بغداد العباسية و كبف استعملها العيارون والشطار ...
- العيارون والشطار البغداديون واستخدامهم لرتبة وصفة -رفيق-!
- نسخة طبق الأصل للمحاصصة الطائفية العراقية عن سيريلانكا
- برنامج مرشح اليسار الجذري الفرنسي ملينشون
- لماذا هذه الحملة التشنيعية ضد الروائي الراحل عبد الرحمن منيف ...
- الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -2من 2-
- الدين والدولة والعلمانية والمثال العراقي -1من 2-
- التطهير العرقي في كوك كما كشف عنه وزير حقوق الإنسان العراقي
- بالطائفي الفصيح: لن يقبل العرب السنة بحكم الشيعة كطائفة أبدأ
- ج2 : حول رسالة عزة الدوري لحسن العلوي
- ج1:حول رسالة عزة الدوري إلى حسن العلوي
- ما هدف المالكي في الانتخابات القادمة
- من الموصل ينعق غراب الأمير السعودي حازم الأمين
- الدفاع عن المحاصصة الطائفية صراحة - 2من 2 -
- الدفاع عن المحاصصة الطائفية صراحة - 1 من 2 -
- كل التضامن والاحترام لطلاب جامعة واسط المعتقلين


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - استفتاء كردستان وحصار قطر