أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم














المزيد.....

في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس يوم الثامن من شباط 1963 ، الذي جاء فيه حزب البعث بقطار امريكي _ كما صرح لاحقاً علي صالح السعدي - إلى السلطة ، هو يوم شؤم على الشعب العراقي فحسب ، بل هو يوم شؤم على الشعب السوري أيضاً . فلولا نجاح إنقلاب حزب البعث في هذا اليوم في العراق ، لما كان هناك يوم الثامن من آذار في نفس العام ، الذي قاد فيه حزب البعث السوري وحلفاؤه " المغدور بهم لاحقاً " إنقلاباً ناجحاً في سوريا . إذ منذ أن سيطر إنقلابيو 8 شباط على الحكم في بغداد بدأوا بتقديم كل الدعم للبعث السوري وحلفائه للقيام بانقلابهم المشؤوم في دمشق . وعندما انسحب العقيد زياد الحريري بقطعاته العسكرية من الجبهة مع إسرائيل ، وانقض على الإذاعة ورئاسة أركان الجيش في العاصمة السورية ، أعلن انقلابيو بغداد وقوفهم إلى جانب الإنقلاب السوري ، وأعلنوا على الملأ أن الطائرات الحربية العراقية جاهزة على مدارجها للقيام بضرب أي تحرك ضد الإنقلاب البعثي السوري . ومنذ 8 شباط العراقي و8 آذار السوري عام 1963 بدأت مرحلة ا ستبداد وانحدار وفساد في المشرق العربي لم تتوقف حتى الآن

وفي مشهد آخر ، لم يكن يوم 14 تموز 1958 عرس حرية في العراق فحسب ، بل كان عرس حرية لسوريا وللمشرق العربي كله ، يوم انقض الثوار العسكريون والمواطنون الشرفاء العراقيون بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي الرجعي الموالي للإنكليز ، وأسقطوا نظاماً كان أحد رموزه " نوري السعيد " يقول بوقاحة : أنا صهيوني وافعلوا ماشئتم ، وأسقطوا معه " حلف بغداد " الذي كان يضم إلى جانب العراق كل من بريطانيا وتركيا وإيران وباكستان كأعضاء أساسيين والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائل أعضاء داعمين ، الذي كانت أهدافه أن يحقق السيطرة على منابع البترول وأن يضرب حركات التحرر الوطني في الشرق الأوسط، وأن يكون حلقة ربط وتكامل مابين حلف الأطلسي غرباً وحلف السياتو شرقاً ، لإحكام الحصار للمعسكر الاشتراكي والحيلولة دون توسعه إلى أقواس جيو - سياسية جديدة ، والذي انصبت جهوده التآمرية في تلك الفترة على سوريا لاسقاط النظام الوطني التحرري فيها ، وتمديد الضلع الغربي للحلف حتى البحر الأبيض المتوسط لتأمين نقل البترول العراقي عبر أراضيها وا ستخدامها في توسع الحلف نحو لبنان والأردن

ولهذا فإن الزعيم عبد الكريم قاسم باسقاطه النظام الملكي الرجعي العميل المتآمر على سوريا وا سقاط " حلف بغداد " الخطر الاستعماري الأكبر على حق شعوب الشرق الأوسط بتقرير مصيرها ، في 14 تموز 1958 ، قد حرر سوريا من خطر إلغاء كيانها الوطني ، وفتح أمام الشعب العراقي والشعوب المجاورة للعراق ، وخاصة سوريا ، آفاق تحررية وتقدمية بالغة الأهمية ، وأعطاها فرصة ا ستعادة الثقة بالنفس .. بالقدرة على مواجهة الإمبريالية وتحقيق التحرر والتقدم

في ضوء هذا الفعل الثوري الكبير تقاس القيمة التاريخية لشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم

لم يستطع الزعيم قاسم أن ينجز في مجال التحرر أكثر من تفجير الثورة على الملكية والاستعمار وتحطيم " حلف بغداد
لم يستطع أن يقدم في مجال النهوض الاقتصادي أكثر من مبادرات ومحاولات لحل أزمات الفقراء المتعددة
لم يستطع أن يذهب في مسألة الديمقراطية أكثر من تحطيم القيود الهرية للشعب العراقي
لم يستطع أن يحقق أكثر وأبعد من ذلك وفق معايير اليوم ، ليس لأنه رجل عسكري تنقصه الخبرة والمعرفة ، فهذه مسائل إن لم توجد يمكن تعويضها بالخبراء والمستشارين ومشاركة المختصين .. ألخ .. وإنما لأن الأشقاء في الجمهورية العربية المتحدة وامتداداتهم في داخل العراق ، كانوا مستعجلين لإلحاق العراق بالمتحدة .. لم يفسحوا له المجال بالتآمر والتحريض ومحاولات الإنقلابات والمعارك الجانبية كي يتفرغ لبناء العراق . ولأن القوى السياسية " التقدمية " والقومية " اليسارية " كان خيارها التنازعات والتصفيات فيم بينها أحياناً وفي معظم الأحيان بينها وبينه

وقضى الزعيم شهيداً نظيف التاريخ واليد والرصيد
كم نفتقده عنما نجول بأبصارنا الآن في عالمنا العربي بحثاً عن زعيم .. عن قائد شجاع صادق .. فلا نرى غير زعماء محبطين متخاذلين فاشلين فاسدين
كم هو هائل الفارق بين 14 تموز 1958 وبين 8 شباط 1963 .. بين فجر الحرية الذي فتحه الزعيم الشهيد على مداه .. وبين ظلام الاستبداد والقهر الذي أغرق به انقلابيو 8 شباط العراق .. بين قائد دمر بالثورة السيطرة الاستعمارية على شعبه وبين " قائد " دمر بالديكتاتورية وطنه وا ستدعى ظلمه وفساده وجهله القوى الاستعماري لاحتلال بلده

وقضى الزعيم شهيداً حاملاً أوسمة رصعت دمه المسفوح ظلماً وغدراً
أنه الرجل الذي أطلق الطلقة الأولى في ثورة 14 تموز الخالدة
أنه كسر القيد الاستعماري في أعتى قلاعه " حلف بغداد
أنه فتح أمام المقهورين أبواب الأمل



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 3
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 2
- الطبقة العاملة السورية تبحث عن حزبها .. 1
- العدالة أولاً .. الآن وغداً
- راية أخرى لليسار ترتفع
- هل من حوار ديمقراطي .. مع - الحزب القائد - !! ؟
- من يخدم خدام .. ؟
- شمعة ضوء على درب الحلم
- لابد للقيد أن ينكسر
- العودة إلى الوطنية الديمقراطية
- الحوار المتمدن في عيده الرابع
- الاستبداد والاحتلال .. والانسان المستباح في العراق
- الحرية الغائبة بين الذريعة والضرورة .. سوريا للجميع
- مريم نجمة في - مدارات الكلمة
- النظام السوري ورهاب الشبهة
- من هو
- حتى يدفع الجلاد الثمن
- جولات ووعود ا ستعراضية
- سوريا أمام الامتحان الأخير
- إعلان دمشق .. والاستحقاقات الملحة


المزيد.....




- فرنسا وألمانيا وبريطانيا تستعد لتقديم -عرض تفاوض شامل- لإيرا ...
- تحذير سعودي من استهداف المحطات النووية السلمية في إيران.. هذ ...
- أضرار في مناطق بإسرائيل جراء هجوم إيراني جديد.. ومراسل CNN ي ...
- نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة -الغامضة- للدولة العبري ...
- الكرملين: الشرق الأوسط ينزلق إلى هاوية اللاستقرار والحرب
- خل التفاح.. هل يساعد فعلا على إنقاص الوزن؟
- التغير المناخي يدق ناقوس الخطر: سطح البحر إلى ارتفاع غير مسب ...
- إسرائيل تنشر صورا لتدمير منصات إطلاق صواريخ إيرانية
- إسرائيل تصادق على إقامة مستوطنة جديدة على جبل عيبال: خطوة نح ...
- المواجهة بين إسرائيل وإيران تدخل يومها الثامن.. حرب عالية ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم