محمد بقوح
الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 00:01
المحور:
الادب والفن
أرى الأرض تنتشي وتدور في اتجاه المياه الشقراء والسماء عربية أراها غيمة تبكي دمعا يرمم الجراح البابلية .. فالأرض أرضهم والسماء تعريهم .. في أرضنا التي ضاقت بنا أرى اليابس يأكل الأخضر والأزرق يبتلعه ابتلاعا . أرى سياسة الأخضر على التلفاز العليل تطغى . يُقال عنه الكائن الشريف الذي لصّ قلوب المياومين الكادحين منا، أما الطاغين منهم في مدن ملحنا القديم والمعاصر فقد رفعتهم رافعةُ الأقدار الإلهية والصفقات الوطنية إلى العالم الملائكي الجميل، لأنّ قُبته الشاهقة أحدّ معنى وكلاما من قُبة البرلمان في هذا الوطن . استغربتُ كيف يجتمع الأخضر الباسم بالعلة الموصوفة بجرم السفهاء في تلفاز البؤساء ؟ تساءلتُ قد يكون هذا الكائن الأخضر العظيم المركب الهوية مريضا بفوضى الفطرة النافعة له، أو مروّض باقي الألوان القزحية التي تحوم حوله بالرغم من ظهوره اليومي الباذخ على ساحاته الموصدة كما لو كان كائنا تلفزيا سليم الروح والجسد . هي لعبة المدّ والجزر اللعينة في أدغال جدلية ماء الوطن ونار المواطن. الاخضرار هنا آلة لصناعة موت الأشجار، والتلفاز عندنا علة زائفة تختفي وراء خوفها من حمم رسائل جبال الريف .. إنها تخاف من قوة جلالة الطفل البحري الآتي على متن صهوة أبجدية الممكن السفلى حيث يكبر حلم الرافضين لصعقات المطر.
#محمد_بقوح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟