أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 15:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة
في مثل هذا اليوم 21 آب-اغسطس- من العام 1969، تمّ حرق المسجد "القبليّ" في الأقصى الشّريف، مع سبق الاصرار والتّرصد، وتمّت الصاق التّهمة بسائح استرالي، لفّقت له تهمة الجنون، لتبرئته من الجريمة، تماما مثلما تتمّ تبرئة أيّ عنصر من دولة الاحتلال عندما يرتكب جريمة بحقّ أي عربيّ، بغضّ النظر اذا كان فلسطينيّا أو من أيّ اقليم آخر، وما البسمة العريضة التي بدت على وجه بنيامين نتنياهو وهو يستقبل الحارس الاسرائيلي في سفارة اسرائيل في عمّان لقتله مواطنين أردنيّين ببعيدة عن هكذا أمور.
وإذا كانت جولدة مائير رئيسة حكومة اسرائيل يوم احراق المسجد الأقصى لم تنم ليلتها خوفا من ردود الفعل العربيّة والاسلاميّة على حريق المسجد الأقصى، فقد خيّب العرب والمسلمون ظنّها، فما حرّكوا ساكنا، إلا أنّها بالتّأكيد كانت أكثر حكمة من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيليّة الحاليّة، الذي أغلق المسجد الأقصى في شهر تمّوز –يوليو- الماضي، واستباحت أذرعه الأمنيّة حرمات المسجد، وقامت بتركيب بوّابات ألكترونيّة، وكاميرات ذكيّة عند بوّاباته، وما لبثت أن تراجعت عن ذلك، أمام غضبة المقدسيّين وفلسطينيّي الدّاخل دفاعا عن معتقداتهم ومقدّساتهم، فافترشوا شوارع وأسواق القدس يؤدّون صلواتهم على مداخل المسجد العظيم، غير آبهين بالتّواجد الأمنيّ الاحتلاليّ المكثّف، وما صاحب ذلك من بطش وارهاب، فتحرّكت الدّبلوماسيّة الفلسطينيّة والأردنيّة وبعض الدّول العربيّة بنشاط دبلوماسيّ غير مسبوق، استطاع تجنيد الرّأي العامّ العالميّ للضّغط على حكومة الاحتلال للتّراجع عن قراراتها لتجنيب المنطقة صراعات دينيّة لم ولن تحمد عقباها.
ومع أنّ الاعتداءات الاسرائيليّة على المسجد الأقصى لم تتوقّف، بعد حريق العام 1969، وحتّى يومنا هذا، وأنّ المخطّطات الاسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى أو هدمه لبناء الهيكل اليهوديّ على أنقاضه، وتقسيمه الزّمانيّ لم تتوقّف حتّى يومنا هذا أيضا، إلّا أنّ الحوادث الكبيرة "حريق العام 1969 واستباحة المسجد في تموز 2017"، لم يتمّ استغلالها دبلوماسيّا بطريقة صحيحة، وسيسجّلها التّاريخ كفرص ضائعة في تاريخ الصّراع الشّرق أوسطي، تماما مثلما كانت الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى عام 1987 فرصة ضائعة، لو تستثمر دبلوماسيّا بشكل صحيح، من أجل كنس الاحتلال ومخلّفاته، وتمكين الشعب الفلسطينيّ من حقّه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، حسب قرارات الشّرعيّة الدّوليّة.
فوزراء الخارجيّة العرب لم يجتمعوا إلا بعد انتهاء أزمة البّوابات الأكترونية والكاميرات الذّكيّة، ولم تتجنّد دول الجامعة العربيّة لطلب اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدّولي لبحث القضيّة، واتّخاذ قرارات حاسمة لانهاء الاحتلال برمّته، واكتفت بطلب "فرنسا، السويد ومصر" لمجلس الأمن للتّشاور! في حين لو كان العرب عربا، لجرى استقطاب الرّأي العامّ العالميّ، للخروج بصيغة تجبر دولة الاحتلال على الرّضوخ لمتطلّبات السّلام الذي لن يتحقّق لأحد دون كنس الاحتلال ومخلّفاته.
وإذا كانت الدّول العربيّة ذات التأثير الاقتصادي، والثّقل الاقليمي تتسابق على التذيّل لأمريكا حليفة اسرائيل الاستراتيجيّة، فإنّها لم تكلّف نفسها حتّى "بتوسّل" حلّ للصراع من أمريكا! في حين لا زالت ناشطة في مجال الاحتراب الدّاخليّ في بعض الدّول الشّقيقة خدمة للمصالح الأمريكيّة، وتواصل التّطبيع مع اسرائيل على أكثر من صعيد، ممّا يعني اغفال ممارسات الاحتلال وفي مقدّمتها الاستيطان الدّؤوب، وما يترتّب عليه من ترسيخ للاحتلال سيمنع إقامة الدّول الفلسطينيّة حسب قرارات الشّرعيّة الدّولية.
21-8-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الفلسطينيون وجحا وحماره
- تقديم د. خضر محجز لثقافة الهبل
- صدور ثقافة الهبل وتقديس الجهل
- بدون مؤاخذة-ارحمونا من المناكفات
- بدون مؤاخذة- عنجهية القوة خاسرة دائما
- سرديّة اللفتاويّة في ندوة اليوم السابع
- دعسوقة طارق المهلوس في القدس
- بدون مؤاخذة- الأقصى ليس بحاجة لحماية الاسرائيليين
- بدون مؤاخذة- أزمة الأقصى سياسية وليست أمنية
- بدون مؤاخذة- حكومة نتنياهو تشعل الحرب الدينية
- طير بأربعة أجنحة في اليوم السابع
- ريتا عودة والحب المباغت
- بدون مؤاخذة- الصلاة بالعبرية الفصحى
- -زهرة في حوض الرّب- في اليوم السّابع
- زهرة سعاد المحتسب في حوض الرّب
- وداعا أبا سميح
- وسادة جمعة السمان عش دبابير في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- اللاجئون العرب بين دول الكفر والايمان
- بدون مؤاخذة- النصر العربي المبين
- بيان شراونة تفتح الأبواب المغلقة في روايتها البكر


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على جدل الضربات الأمريكية على الم ...
- جنرال أمريكي عن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية: -عملت ...
- الجيش الإسرائيلي يقتل فتى في الـ15 من عمره في بلدة اليامون ب ...
- حملة -تحالف أبراهام- الإسرائيلية تثير الجدل بين الناشطين الع ...
- إيران: مجلس صيانة الدستور يقر قانون تعليق التعاون مع الوكالة ...
- كييف ومجلس أوروبا يوقعان اتفاقا لإنشاء محكمة خاصة بالحرب في ...
- غموض يلف تأثير الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيران ...
- ما هي أهمية مشروع خط انابيب الغاز «قوة سيبيريا 2» بالنسبة إل ...
- سقوط أكثر من 50 قتيلا فلسطينيا بنيران إسرائيلية في قطاع غزة ...
- ريبورتاج: -قلبنا معهم-... كيف تنظر الجالية العربية بالولايات ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة