أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تهاون رئيس جامعة الأزهرفى حق مصر؟














المزيد.....

لماذا تهاون رئيس جامعة الأزهرفى حق مصر؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 12:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا ترسيخ سعودية الجزيرتيْن فى عقول طلابنا؟
وأليس من فعل ذلك يـُـدرك أنّ فعله سـيُـسعد النظام؟
وهل يمكن أنْ يحدث ذلك فى أى نظام مُـحترم؟
يوم بعد يوم تتأكــّـد حقيقة المأساة التى تشهدها مصر، وهى مأساة (مُـركــّـبة) أحد أطرافها النظام الذى يسمح بخروج الكثيرين على كافة الأعراف الدولية، فى المحافظة على (هيبة الدولة) وسيادتها على أراضيها، وكذلك احترامها للسلطة القضائية..إلخ، والطرف الثانى: المتعلمون الذين نصـّـبوا من أنفسهم (هيئة دفاع) عن كل ما يفعله النظام (سواء بالحق أو بالباطل) والكارثة عندما يكون الدفاع عن النظام له علاقة بحدود الدولة المصرية ومياهها، كما حدث فى موضوع تيران وصنافير.
وكان المثال الأخيرعن تلك المأساة التى تعيشها مصر، هو ما فعله أحد (الدكاترة) واسمه (سعود واكد) أستاذ الترجمة فى كلية اللغات والترجمة- جامعة الأزهر، والمُـنتدب لتدريس الترجمة للفرقة الثالثة. فماذا فعل سيادة الدكتور فى تملق رخيص للنظام المصرى وللنظام السعودى؟
طلب سيادة الدكتور من الطلبة (فى الامتحان التحريرى) ترجمة فقرة طويلة فيها تأكيد على أنّ ((جزيرتىْ تيران وصنافير سعوديتان)) فكان هذا السؤال المطلوب من الطلبة ترجمته كى يضمنوا الحصول على درجة النجاح فى مادة الأستاذ، هو الكارثة الأولى، أما الكارثة الثانية فقد تمثــّـلتْ فى موقف جامعة الأزهر، حيث اللامبالاة التامة عن الجريمة التى ارتكبها أستاذ مادة الترجمة، وهذه اللامبالاة شملتْ رئيس الجامعة وجميع أعضاء هيئة التدريس، وكأنّ ما فعله الدكتور أستاذ الترجمة (من الأمور الطبيعية والمألوفة والمُـتعارف عليها) فى أعراف الترجمة، ولذلك فإنّ الدكتور الذى ارتكب تلك الجريمة لم يعترضه أحد ولم يـُـستدع للتحقيق، بل لم يـُـوجـّـه إليه (اللوم) أو لفت نظره إلى أنّ ما حدث منه (ما كان يجب حدوثه) بمراعاة أنّ القضاء (المصرى) حسم موضوع النزاع وأقرّ ملكية مصر للجزيرتيْن.
ثـمّ كانت المفاجأة – أو التطور الدراماتيكى فى موقف رئيس جامعة الأزهر، وأعضاء هيئة التدريس – وهو الموقف النقيض من الموقف السابق. وتفاصيل هذا الموقف الجديد أنّ د. سعود واكد أستاذ مادة الترجمة (فى آخر امتحان للطلبة) كتب فى ورقة الأسئلة من الطلبة ترجمة الفقرة التالية ((يعتزم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة زيارة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى منزله فى منطقة مصر الجديدة، بعد إخلاء سبيل الأخير وعودته إلى منزله))
عندما علم رئيس جامعة الأزهر بهذه الفقرة، قرّر- وبصفة عاجلة ودون إبطاء أو تأخير- إنهاء انتداب الدكتور المذكور، وعودته إلى جامعته الأصلية. فلماذا اختلف موقف رئيس جامعة الأزهر لدرجة التناقض بين جريمة مطالبة الطلبة ترجمة فقرة حاولتْ (بخبث) ترسيخ مقولة زائفة فى عقول أبنائنا : أنّ تيران وصنافير سعوديتان، فلم يهتم رئيس الجامعة، بينما فى الموقف الثانى اهتمّ وألغى انتداب الدكتور(صاحب الواقعتيْن) فلماذا تغيـّـر موقف رئيس جامعة الأزهر؟ وهل تصرف من تلقاء نفسه وبإرادته الحرة؟ أم اتصل بجهاز أمن النظام وأبلغ المسئولين بما فعله الدكتور المذكور؟ وسألهم بماذا ينصحون وماذا يفعل مع دكتور المادة؟ وهل السبب - سواء كان من (وحى) رئيس الجامعة، أو بناءً على تعليمات (جهاز أمن النظام) هو أنّ فى الفقرة المطلوب من الطلبة ترجمتها، توحى وتــُـشير إلى أنّ زيارة ملك البحرين لصديقه مبارك، ستكون الزيارة الرابعة؟ وتبعـًـا لذلك - وفقــًـا للعقلية الأمنية التى تدرّب عليها أمثال هذا الدكتور، فإنّ مقر إقامة مبارك، من المكن أنْ يتحول إلى (مقر شبه رسمى لرئاسة الدولة) ويتوازى مع المقر الرسمى، الذى يشغله الرئيس السيسى، وبالتالى فإنّ (مقر مقام المخلوع مبارك) من الممكن أنْ يصير مثل (مقامات الأولياء) ولو حدث فسوف يؤثر على شعبية المقر الرسمى.
ووفقــًـا لهذا التفسير الأمنى - كما يذهب ظنى – شعر رئيس جامعة الأزهر بأنّ الأرض تهتز تحت قدميه، وكأنّ زلزالا وقع على أم رأسه، ولو أنه استسلم لهذا الزلزال فسوف يجد نفسه خارج أسوار الجامعة، بعد الاطاحة به وعزله من منصبه، أو إجباره على (تقديم استقالته)
وأعتقد أنّ ما حدث من أستاذ مادة الترجمة، وما حدث من رئيس جامعة الأزهر من رد فعل متناقض : أحدهما يمس سيادة الدولة على أراضيها ومياهها (فكان الموقف هو اللامبالاة) والآخر: زيارة ملك البحرين لمبارك (المقترحة والتى لم تحدث) فى منزله. أعتقد أنّ ما حدث من تناقض فى الواقعتيْن يصلح لعمل إبداعى فانتازى من الدرجة الرفيعة، لو لدينا المُـبدع الذى يمتلك موهبة مُـبدعى الرواية والمسرح فى أوروبا، أمثال كافكا ويوجين أونسكو..إلخ. ولكننى أعتقد أيضًا، أنه حتى ولو ظهر هذا المبدع المصرى الموهوب، فإنه سيتردّد فى الكتابة - خشية تضييع وقته هباءً، لأنه يـُـدرك الواقع المأساوى (على صعيد حركة الفن فى السنوات الأخيرة) وهذا الإدراك يجعله فى حالة يأس من وجود المخرج الذى سيتحمّـس لمثل هذا العمل، وإذا وُجد هذا المخرج فهل سيجد المُـمول؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر وسوريا والسودان والأسئلة المسكوت عنها
- هل القرآن كتاب دين أم كتاب علم ؟
- كيف وصل تشويه مصر لدرجة الانحطاط ؟
- دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ
- العقلانية وتحليل العهد القديم
- إلى من تٌوجه مقولة الخلل فى فهم الإسلام؟
- حرب النصوص الدينية
- قراءة فى مذكرات بنيامين نتنياهو
- لماذا يصمت النظام على جريمة مكتبات المساجد
- قراءة فى مذكرات جولدا مائير
- لماذا انتقل البعض من الماركسية إلى الإسلام ؟
- زويل ومصير العلماء المصريين
- العلاقة بين الجاهلية والإسلام
- الخطر الحمساوى والغيبوبة المصرية
- صعود السماء بين القرآن والأساطير
- أليس التعليم المدنى أرقى من التعليم الدينى ؟
- لماذا لم يغفر (الله) لأم نبيه ؟
- تناقضات شيخ الأزهر حول بنى إسرائيل
- أليست اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدرواحد؟
- نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تهاون رئيس جامعة الأزهرفى حق مصر؟