أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف وصل تشويه مصر لدرجة الانحطاط ؟














المزيد.....

كيف وصل تشويه مصر لدرجة الانحطاط ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف وصل الأمر لدرجة بيع الجنسية المصرية؟
وماذا سيبيع فى المرحة القادمة؟
يمتلك نظام الحكم فى مصر (فى عهد الرئيس السيسى) قدرة (ساحقة ماحقة) ضد أبسط قواعد الانتماء الوطنى، ليس هذا (فقط) وإنما الأمر وصل لدرجة الاعلان عن أنّ ((كل شىء، وأى شىء، خاص بالشأن الوطنى، معروض للبيع))
وكان آخر ما تفتــّـق عنه (ذهن) السادة أعضاء البرلمان (المصرى) هوعرض الجنسية المصرية (فى مزاد علنى) وهو ما حدث عندما وافقتْ لجنة الدفاع والأمن القومى، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القرار بقانون رقم89 لسنة1990بشأن دخول وإقامة الأجانب فى مصر، والخروج منها، والقانون رقم26 لسنة1975بشأن الجنسية المصرية.
ولأنّ مصر- من سوء حظها - محكومة بضباط الجيش والشرطة، لتنفيذ مخطط (عسكرة المجتمع المصرى) منذ يوليو1952، فى شكل مناصب المحافظين ورؤساء مدن ورؤساء أحياء ورؤساء شركات..إلخ، لذلك لم تكن مصادفة أنْ يكون رئيس لجنة الدفاع (والأمن القومى) أحد الضباط وهو اللواء كمال عامر، الذى برّر موافقته على هذا المشروع (الكارثى) بالكلام التقليدى الذى لا يملك أى نظام حكم فاشل غيره، حيث قال إنّ ((هذا المشروع يتماشى مع المصالح المصرية (هكذا) وليس به أى عوارعلى الأمن القومى)) والأهم - من وجهة نظرسيادة اللواء- أنّ هذا المشروع، داعم للاقتصاد المصرى. وقال إنّ إيداع وديعة نقدية بالعملة الأجنبية، ليس غاية فى حد ذاته، بل مجرد تنظيم إجراءات الحصول على الجنسية المصرية. وأنّ الحصول على جنسية مصر مقابل مبالغ نقدية (فى شكل وديعة) موجود فى بعض الدول، مثل قبرص وهونج كونج والأردن. وهكذا لم يجد سيادة (اللواء) إلاّ تلك الدول ليستشهد بها فى (بيع الجنسية) أى أنه اختار3 دول من بين230دولة عدد دول العالم حاليـًـا.
هذا الموضوع أحدث ردود أفعال كثيرة لدى كل من له أدنى اهتمام بالشأن العام، فكانت غالبية الآراء أنّ ما أقدمتْ عليه لجنة الدفاع والأمن (القومى) هوجريمة فى حق مصر، وتشويه لسُـمعتها (عالميـًـا) حيث أنه بحجة عجز الموازنة العامة للدولة، وتخبط الاقتصاد المصرى، وترديه، وفشل أى خطط اقتصادية تنموية حقيقية، فإنّ النظام لجأ إلى ورقة (بيع الجنسية المصرية) لمن يدفع، بغض النظرعن خطورة هذا (البيع) على الأمن القومى (المصرى)
وكان من بين الذين انتقدوا مشروع قانون (بيع الجنسية المصرية) د. نار الفرجانى (رئيس تحرير تقرير التنمية البشرية) حيث قال : أليس غريبـًـا وممجوجـًـا أنّ السلطة (المصرية) البائسة تلجأ إلى تحويل الجنسية المصرية إلى (سلعة) تــُـتاجر فيها الحكومة؟ ورأى آخرون أنّ مشروع (بيع الجنسية المصرية) مقابل إيداع (وديعة نقدية) سيكون مدخلا لعمليات (غسيل الأموال) وبالتالى تدخل مصر فى دائرة الأنظمة العالمية التى تسمح بهذه الجريمة الاقتصادية.
أما السفير إبراهيم يسرى (الذى وقف كثيرًا فى المحافل الدولية للدفاع عن سيادة مصر، والمشهود له بمواقفه الوطنية العديدة) فكان رأيه فى مشروع قانون (بيع الجنسية المصرية) أنّ الجنسية المصرية أصبحتْ (لعبة) فى يد ساسة مصر، ينزعونها ممن يشاؤون، ويمنحونها لمن يشاؤون. وكان المذيع ومقدم البرامج (وائل الأبراشى) على درجة من الشجاعة الأدبية عندما خاطب السياسيين المصريين فى برنامجه (العاشرة مساءً) قائلا لهم ((ليه قللتوا من قيمة الجنسية المصرية؟ وأعلن رأيه صراحة أنّ ما تمّ هو (بيع للجنسية المصرية) كما أنه استضاف عددًا من الباحثين (المحترمين) الذين أجمعوا على أنّ القانون اسمه الحقيقى (بيع الجنسية المصرية) وكانت المفاجأة أنّ مصطفى بكرى (الذى أيــّـد كل الحكام) كان أحد الذين رفضوا مشروع القانون وقال إنه ((إهانة للشعب المصرى))
وقد انقسم القانونيون بهيئة قضايا الدولة إلى شريحتيْن : شريحة مع تأييد النظام بشكل مطلق، مثل المستشار أحمد عاشور (هيئة قضايا الدولة بقنا) حيث ردّد كلام النظام بالحرف فقال : إنّ الدولة تمر بأزمة اقتصادية..إلخ وكأنّ الأزمة الاقتصادية فيها التبرير(الكافى) كى يـُـفرّط النظام فى الجنسية. أما الشريحة الأخرى من المستشارين (المؤمنين) بمصر، ويرونَ أنّ الأزمة الاقتصادية (مجرد شماعة) لتمرير قانون بيع الجنسية، فكان من بين هؤلاء المحترمين، المستشارأحمد إسماعيل (هيئة قضايا الدولة بالقاهرة) الذى قال : إنّ الجنسية جزء من سيادة الدولة، ولا يجوز إعطاء الجنسية لأى (أجنبى) خاصة أنه لو حصل عليها، سيكون - فى هذه الحالة - له حق ممارسة حقوقه السياسية والاجتماعية، مقابل مبالغ مالية، وهو أمرٌ يـُـهـدّد الأمن القومى، ويجعل اقتصادنا فى مهب الريح.
وأعتقد أنّ ما غاب عن السلطة التنفيذية وعن أعضاء البرلمان، أنّ منح الجنسية المصرية للأجانب سيكون (الباب الرسمى) لتسلل أعداء مصر إلى (سدة الحكم) حيث أنّ الحصول على الجنسية، سوف يسمح لمن حصل عليها بأنْ يكون له حق الانتخاب والترشح للبرلمان، فإذا كان الأمر كذلك، فمن يضمن استبعاد استغلال إسرائيل لهذا القانون؟ و(الحيلة) سهلة، فيأتى المواطن الإسرائيلى (الأصلى) على أنه مواطن يحمل جنسية بلد (عربى) أو بلد (أوروبى) فكيف غاب هذا الاحتمال عن الساسة المصريين؟
وهل نظام الحكم لم يجد وسيلة غير بيع الجنسية لعلاج عجز الموازنة؟ ولماذا لا يستخدم الآليات التى تستخدمها الأنظمة المحترمة، مثل الضريبة التصاعدية، ومثل إلغاء تعيين (جيش المستشارين)؟ ومثل ترشيد الانفاق الحكومى إلخ. وإذا كان النظام يرى أنّ (البيع هو الحل) فماذا سيبيع (بعد التفريط فى ممتلكات الدولة والجنسية)؟
000
هامش : نادر الفرجانى : مفكر مصرى ليبرالى، من رأيه أنّ نظام الحكم فى مصر- حاليـًـا - امتدتْ جرائمه لتقويض بنيان ما كان مستقرًا من مؤسسات الدولة الحديثة، ودمّر الاقتصاد. وأنّ مصر (بجلالة قدرها) تحوّلتْ إلى تابع ذليل للأسر الملكية الرجعية فى شبه الجزيرة العربية.



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ
- العقلانية وتحليل العهد القديم
- إلى من تٌوجه مقولة الخلل فى فهم الإسلام؟
- حرب النصوص الدينية
- قراءة فى مذكرات بنيامين نتنياهو
- لماذا يصمت النظام على جريمة مكتبات المساجد
- قراءة فى مذكرات جولدا مائير
- لماذا انتقل البعض من الماركسية إلى الإسلام ؟
- زويل ومصير العلماء المصريين
- العلاقة بين الجاهلية والإسلام
- الخطر الحمساوى والغيبوبة المصرية
- صعود السماء بين القرآن والأساطير
- أليس التعليم المدنى أرقى من التعليم الدينى ؟
- لماذا لم يغفر (الله) لأم نبيه ؟
- تناقضات شيخ الأزهر حول بنى إسرائيل
- أليست اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدرواحد؟
- نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم
- إلى متى ستستمرظاهرة عبادة الفرد؟
- لماذا أخفى المفتى الوجه الآخر للجهاد ؟
- هل عرف الإسلاميون مفهوم المواطنة؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف وصل تشويه مصر لدرجة الانحطاط ؟