أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزن مرشد - عَشِقَتهُ ميتاً














المزيد.....

عَشِقَتهُ ميتاً


مزن مرشد

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 12:46
المحور: الادب والفن
    


عَشِقَتهُ ميتاً
حتى بعد موته احتفظ بسحره.
عيشيقاته كلهن بقين على ذكراه .
واصدقاءه اغرقوه بالمرثيات والقصائد والمقالات.
اما هي تلك التي لم تعرفه حياً ابداً ،وقعت في غرامه منذ ان سمعت نبأ مقتله بحادثةٍ مفجعةٍ صعقت كل من عرفهُ.

كان لاسمهِ وقعٌ خاصٌ على مسامعها اسمه اخترق روحها كسهم من نار،لم تعد تدري ماذا تفعل تحرقها نيران الوله ،تتبع برقيات تعازيه ،تغار من دموع الاصدقاء ،ومن مرثيات الاقرباء ،وترثي لحالها عندما تتصفح صوره .

كان حباً لم تشهده من قبل ،امتلكها ،غُرِسَ في قلبها مثل ناب ذئب لم تستطع استئصاله .

تابعت بشوقٍ،وحسرةٍ،وحزنٍ ،وشغف ،كل كلمة كتبت عنه ،وكل حرف نشر عنه ،واحتفظت بكل صوره ،حتى تلك التي جمعته بأصدقائه كانت تحدق فيها ، تتأمل بوجوه النساء في تلك الصور الكثيرة ،والاصدقاء الكثر، تتامل في تفاصيل وجوههن ،في بريق عينونهن في شعرهن ،وتفاصيل أجسادهن، تغرق لساعاتٍ متأملة ً كل الوجوه،محاولةً أن تصل الى لمحةٍ، نظرةٍ، تشي بعلاقةٍ ما مع إحداهن.
تغار عليه ميتاً، يا لحظها البائس.
تترك جهازها المحمول وتدخل الى غرفتها .

أمام مرآتها الكبيرة، تتعرى وتسدل شعرها الاشقر على كتفيها تنظر بحقد الى جسدها النحيل وتقارنه بتلك الصور التي حفظت تفاصيل نسائها عن ظهر قلب.

تمد يدها للأعلى متحسسه قمة راسها سادلة يدها ببطئ شديد على شعرها حتى اخر خصلة ،مكملة مشوار يدها على صدرها، على خصرها ،على فخذها ،وتنحني حتى تلمس اصابع قدميها.
تقف امام المرآة محدقةً بجسدها ، بوجهها بتفاصيل انوثتها،متساءلةً بحقد أفعى ،وشوق انثى ،وايمان كاهن : لو عرفته هل كان سيحبني ؟؟
خالت نفسها مجنونة كيف لها ان تعشق رجلا مات .
كيف تغرم بهذا الشكل برجل ميت .
تلبس ثيابها تدخل مطبخها الصغير تغلي ابريق قهوة يكفي قبيلة ،وتشربه وحدها مع سجائر لم تعد تعدها منذ ان عشقته.

امتلأ بيتها بصوره ولوحاته ومشاريع لوحاته
واكتظت رفوف مكتبتها بكل الصحف والمجلات التي كتبت عنه منذ ان بدأ وحتى مماته .
طبعت كل حرف نشر عنه في الفضاء الالكتروني .
وجلست وحيده تتامل عيناه الغائرتان ولحيته الخفيفة الموشاة بالشيب ، شعره الطويل ، شفتاه المكتنزات ، اغمضت عيناها وحلمت بقبلته
ايقنت انه الحب الوحيد الذي غزاها،أدركت أن في اسمه حياتها.

نون نسوتها اختزلت في نظرته الغائرة، في زرقة عينيه ،في حمرةٍ غريبة لبشرته السمراء.
من الصورة على الجدار المقابل لسريرها أدركت ان حبه ولد معها يوم ولدت وسيبقى معها بعد الممات ،لم تعرفه في هذه الحياة لكنها عرفته منذ ألف عام .

في سريرها وبثوبها الازرق الشفاف الذي تحب ، اختصنت صورة اخرى له ،صورة كبيرة ماتزال تنام بجانبها منذ أن وقعت في سحره ،نظرت في عينيه ،عبرها الحزن كنهر ، وانفطر قلبها للمرة الألف كما كل ليلة.

نظرت في فراغ الوقت ،وفي فراغ الموت ،وفي فراغ الحياة ،تلمست صدرها ، شعرت بالصدمة ، فجوة كبيرة في صدرها .
فجوة كبيرة مكان القلب ، أدخلت يدها فيها لتتأكد انها لا تحلم ، عبرت يدها الفراغ المتروك كثقب في جدار، تكورت على جسدها مشدوهة من هول صدمتها من اين اتت هذه الفجوة وكيف ؟
نظرت حولها لا صورة له في حضنها لا مكتبة في منزلها لا معالم للمكان
تذكرت ...
هي من ماتت وهو ما زال يعيش هناك



#مزن_مرشد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تائهة لا تعرف نفسها
- دليل اللجوء في فرنسا أو دحض الأقوال في اللجوء إلى بلاد الغال
- عين واحدة تكفي
- ثلاث حالات للحزن
- ثنائية الحرص والمواطن
- انتبه... أنت مؤقت !
- الصحافة السورية .. لاممنوع ولا مسموح
- الى السيدة فيروز.... لأننا نحبك
- دمشق عاصمة للثقافة حوار مع الامين العام للاحتفالية الدكتورة ...
- حوار مع د. عبد الرحمن منيف قبل وفاته بسنة
- خطايا امرأة
- فضاءات نسائية
- سندريلا الحلم
- أطفال عروبيون
- عداوة النجاح.. معركة بلا قواعد
- ثقافة الفساد ..... ابن شرعي لسفاح محرم
- الرأي من ذهب والصمت من صدأ
- نتواطأ مع المجتمع ضد انفسنا
- كاسك يا فساد
- المرأة في المجتمع بين العولمة والتاريخ


المزيد.....




- وزير الثقافة الفلسطيني السابق أنور أبو عيشة: لا حل غير الاعت ...
- خدعوك فقالوا: الهوس بالعمل طريقك الوحيد للنجاح
- بـ24 دقيقة من التصفيق الحار.. -صوت هند رجب- لمخرجة تونسية يه ...
- تصفيق حار استمر لـ 14 دقيقة بعد انتهاء عرض فيلم -صوت هند رجب ...
- -ينعاد عليكم- فيلم عن الكذب في مجتمع تبدو فيه الحقيقة وجهة ن ...
- رشحته تونس للأوسكار.. فيلم -صوت هند رجب- يخطف القلوب في مهرج ...
- تصفيق 22 دقيقة لفيلم يجسد مأساة غزة.. -صوت هند رجب- يهزّ فين ...
- -اليوم صرتُ أبي- للأردني محمد العزام.. حين تتحوّل الأبوة إلى ...
- للصلاة.. الفنان المعتزل أدهم نابلسي في معرض دمشق الدولي
- تمثال الأسد المجنح في البندقية.. -صُنع في الصين-؟


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزن مرشد - عَشِقَتهُ ميتاً