أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ضيا اسكندر - التأمينات الاجتماعية وعمّال القطاع الخاص في سورية














المزيد.....

التأمينات الاجتماعية وعمّال القطاع الخاص في سورية


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 01:15
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تهدف التأمينات الاجتماعية في كل البلدان إلى تعويض المؤمّن عليه أو أسرته بحسب الأحوال، عن الخسارة التى يتعرّض لها والمتمثلة فى فقده الدخل نتيجة تحقّق أحد المخاطر المؤمّن ضدّها والتى تتمثل فى (بلوغ سن التقاعد – العجز – الوفاة – الإصابة – المرض) .
وهذه الأخطار تؤدّي إلى انقطاع الدخل، وهنا تتدخّل التأمينات الاجتماعية لتعويض المؤمّن عليه أو أسرته (فى حالة الوفاة). والتعويض الذى تقدّمه التأمينات الاجتماعية يتمثل إما فى تعويض نقدي أو تعويض عيني، والتعويض النقدى يتمثل بصفة أساسية فى (المعاش - تعويض الدفعة الواحدة – المكافأة - تعويض الأجر فى حالة المرض والإصابة ..إلخ). أما التعويض العينى فيتمثل فى العلاج والرعاية الطبية فى حالة تحقق خطر المرض أو خطر إصابة العمل.
تلكم هى الأهداف التى تبغيها التأمينات الاجتماعية .
وقد صدر قانون التأمينات الاجتماعية في سورية عام 1959 وهو من أقدم وأفضل القوانين في المنطقة. ومن المفيد التذكير بأنواع التأمين: (تأمين إصابات العمل مقداره 3% من أجور العمال ويدفعها صاحب العمل شهرياً. تأمين الشيخوخة والعجز والوفاة، وهذه تدفع على شكل حصتين: حصة يدفعها العامل 7%، وأخرى يدفعها صاحب العمل 14%).
إن التأمين وتشميل العمال بالمظلة التأمينية إلزامي وفق أحكام القانون 91 لعام 1959 وهذا الأمر لا يجوز مخالفته، وبالنسبة للقطاع العام لا توجد مشكلة في تطبيقه، فكافة العمال في القطاع العام والمشترك مؤمّن عليهم ومسجّلين لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية. أما بالنسبة للقطاع الخاص، فالكثير من العمال الذين تنطبق عليهم صفة العامل وفق أحكام القانون، غير مشمولين بالمظلة التأمينية.
إن الكثير من أصحاب الأعمال لا يلتزموا بتسجيل عمالهم لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وهذا يحرم العامل وصاحب العمل من المزايا التأمينية، فتعمد المؤسسة الى إرسال مفتشين لمواقع العمل من أجل تسجيل العمال لدى المؤسسة. وهناك تظهر الصعوبات؛ كأن يقوم صاحب العمل بتهريب عمّاله، أو بتخفيض الأجور التي يتقاضونها، وتغيير تاريخ الالتحاق بالعمل، وتزوير عدد العمال.. والمشهد الأكثر إيلاماً عندما يتناغم العمال مع ربّ عملهم بإفاداتهم فيقولون عكس ما يتمنّون كي لا يغضب منهم صاحب العمل فيعرّضون أنفسهم لخطر الطرد من العمل . ‏
من المتفق عليه لدى أرباب العمل أن نظام التأمين غير مشجّع بالنسبة لهم؛ إذ إنهم يعتبرون أن الاشتراكات عن كل عامل كبيرة ومرهقة وهي (14 % ونسبة إصابة 3 % والمجموع 17 %)‏.
علماً أن النسبة التي تفرضها التـأمينات، هي ضمن الحدود المعقولة؛ فسورية من بين الدول العشرة الأقل في نسبة التأمين المفروضة (سورية 24%، مصر33 %، ليبيا40%، الكويت 25%، فرنسا 49%، رومانيا 55%..الخ)
ولعلّ إحدى المشاكل التي يعاني منها الكثير من العمال والحرفيين والمهنيين الذين هم بذات الوقت (عمّال وأصحاب عمل): الخياط – الحلاّق – المعمرجي – عامل صيانة الموبايلات – بائع سمانة.. إلخ. وهؤلاء يبلغ عددهم مئات الآلاف في سورية. والحقيقة أنه لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد العمال غير المسجلين في التأمينات. وهناك بعض الدراسات تقول بأن النسبة تتعدّى بكثير الـ 50% من عدد العاملين في القطاع الخاص.
والسؤال: هل يدفع هؤلاء إلى التأمينات ضمن ما يُسمّى (التأمين الشخصي) الرسوم المتوجّبة والتي تبلغ حوالي ربع دخلهم؟!
لا شكّ في أنها نسبة كبيرة إذا ما قُورِنَت بالحدّ الأدنى لمستوى المعيشة في ظلّ الانخفاض الشديد لقيمة الليرة. كما أن عدداً كبيراً من عمّال القطاع الخاص يفتقرون إلى الوعي التأميني، ومنهم من لا يعرف عنه شيئاً! وأمام ضغط الحاجة قد لا يستطيعون أصلاً التفكير بما يمكن أن تقدّمه لهم التأمينات من مزايا وخدمات. ولعلّ الثغرة الكبرى فيما يتعلق بالتأمين الشخصي أنها لا تشمل إصابات العمل والأمراض المهنية، بل فقط معاش الشيخوخة. وهذا الخلل يجب تداركه سريعاً، إذ إن أغلبية العمال في هذه المهن يتعرّضون بسبب مخاطر المهنة إلى الإصابات والأمراض. ومن غير المنطقي وغير الأخلاقي أن يُحرَموا من ميزات التأمين الشامل.

ولدى قيام «قاسيون» باستبيان عددٍ من العمال والعاملات حول هذا الموضوع كانت الأجوبة الصادمة التالية:
- هدى. م - (تعمل في خدمة المنازل): لقد قارب عمري الخمسين عاماً. وبدأت قواي تخور، ولم أعد بذات النشاط الذي كنته قبل عشر سنوات. وبعض ربّات البيوت بدأن بالاستغناء عني. زوجي متوفّى ولديّ خمسة أولاد ونسكن بالإيجار. وأخشى أن أصل إلى مرحلة أتوقّف خلالها عن العمل. بصراحة، لم يخطر ببالي في يومٍ من الأيام فكرة التسجيل بالتأمينات التي لا أعرف عنها شيئاً!
- محمد. ق – (سائق تكسي أجرة): صدّقني يا أستاذ كنت أعتقد بأن التأمينات الاجتماعية تشمل فقط العاملين في الدولة. ولا أعرف فيما إذا كان يحقّ لي التسجيل فيها! وأردف قائلاً: يا ليت لو يتم تخصيص برامج إذاعية وتلفزيونية، وتشكيل لجان تطوّعية تدور في الأحياء، تشرح فوائد الاشتراك بالتأمينات لتحفيز الناس على ذلك.
- عبد الله. م – (كهربجي): منذ مدة تعرّضتُ للصعق بالكهرباء وبقيتُ ملازماً فراشي قرابة الثلاثة أشهر، لم يدخل خلالها جيبي ملّيم واحد. ولولا مساعدة أشقّائي لي لكنت في خبر كان.. حبّذا لو تهتم الحكومة بهذا الموضوع وتلزم كافة المواطنين العاملين الاشتراك بالتأمينات. وأضاف مازحاً: إذا أردتَ الاشتراك بهاتف جديد لمنزلك، يشترطون عليك إبراز براءة ذمة من مؤسّسَتي الكهرباء والمياه، طيّب لماذا لا يطالبوننا مثلاً بوثيقة تثبت أننا مسجّلون بالتأمينات؟
- سليم. ح – (مزارع): لا تزعل منّي، إذا كانت الدولة قاصرة وعاجزة، بل الأصحّ غير مهتمّة، لما يصيب الفلاح من أضرار نتيجة الكوارث الطبيعية في حال تعرّض موسمه لـ(عواصف ثلجية – سيول – احتباس مطري.. إلخ) يا أخي ما بدنا تأمين على شيخوختنا – الله بيرزق – بس على الأقلّ ينظروا بأوضاعنا عند تعرّضنا للشدائد والمحن التي ذكرت!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوّل لقاء..
- قراءة في مشروع تعديل القانون الأساسي للعاملين في الدولة
- وثيقة عهد
- فلاشات من هنا وهناك (4)
- السبب والنتيجة
- فلاشات من هنا وهناك (3)
- «القرضاوي» يشرح، ثم لا يجيب!
- ياي، كل شيء فيها طبيعي!
- عمّو الله، أرجوك لا تسهو!
- اللغة «العصفورية»
- فلاشات من هنا وهناك (2)
- فلاشات من هنا وهناك (1)
- الزنود السّمر
- حُبّ تحت المطر
- شهامة
- لينين والقذّافي
- ويلٌ لأمّةٍ لا تكرِّمُ مبدعيها..
- قصّتي مع والنبي موسى
- صديقي النبيل
- أنا وزوجتي والبامياء


المزيد.....




- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ضيا اسكندر - التأمينات الاجتماعية وعمّال القطاع الخاص في سورية