ضيا اسكندر
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 02:32
المحور:
كتابات ساخرة
سألت زميلي في العمل عن نتائج التحليل الذي أجراه البارحة في أحد المخابر، فأجاب باطمئنانٍ واعتزاز:
- الحمد والشكر لله، كل النتائج عال العال..
سألته مجدداً:
- بالمناسبة، أين أجريت التحليل؟
فأجابني: عند مخبر (.....) وذكر اسم الدكتورة.
سارعتُ لسؤاله بمكر، كونه من المسلمين المتعصّبين: وكيف تثق بها لوحدها وهي أنثى؟! لماذا لم تطلب شاهداً آخر إلى جانبها للإقرار بصحة التحليل؟!
ارتبك قليلاً، وابتسم بعد أن أدرك سخريتي وأضاف:
- إذا كنت تلمّح بنقدك لشهادة المرأة في ديننا الحنيف، فالموضوع يتعلق بالقضاء وحسب، ولا علاقة له بالطب والعلم وخلافه.. وأردف مدمدماً: يا إلهي! مو معقول إنت يا رجل أبداً!
--------------------
سألني وقسمات الحيرة ترتسم على وجهه:
- أن تصل بي الأمور إلى أن أصبّ القهوة في النفّاضة وأنفض سيجارتي بالفنجان، فهذه سابقة لا تبشّر بالخير أبداً!
قلت له مازحاً مخففاً:
- لا تستغرب يا صديقي، لقد سبقتك منذ مدة، فأنا في كثير من الأحيان أجلس على التربيزة وأضع صينية القهوة على الكنبة..
قال لي:
- أنت هكذا لأنك تحبّ التجديد وتكره الروتين.. أما أنا فتصرفاتي تنمّ عن إصابتي بالخرف!
قلت له مواسياً:
- والله يا عزيزي إذا بقيت الأزمة السورية دون حلّ، قد يأتي يوم نرتدي فيه قبعاتنا بأقدامنا وأحذيتنا برؤوسنا ..
--------------------
ضرب كفّاً بكفّ وقهقه مجلجلاً وطفرت من عينيه دموع الضحك، وبالكاد فهمت منه وهو يقول لي:
- تخيّل، اليوم كنت مارّاً قرب كراج البولمان وإذ بشحّادة تعترض طريقي مردّدةً (من مال الله يا محسنين). تفحّصتها، إنها صبيّة مليحة الوجه.
فبادرتها مازحاً:
- شو رأيك تتجوّزيني وترتاحي من هالشّحيده؟
فردّت مبتسمةً:
- وشو بتشتغل حضرتك؟
أجبتها بزهوّ وافتخار:
- موظّف قدّ الدنيا..
شقلتني من فوق لتحت، وبرمت رأسها يميناً ويساراً وقالت ضاحكةً:
- هه.. حلو والله، هاد اللي كان ناقصنا؛ شحّاد وبدّو يتجوّز شحّادة..
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟