أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - المُستشار














المزيد.....

المُستشار


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 00:02
المحور: كتابات ساخرة
    


مشهد (1): نهاري داخلي – غرفة مكتب بأثاث فخم.

يرنّ الهاتف، يمتشق المسؤول السمّاعة برشاقة ويردّ:
- نعم.. (وبلحظة يهبُّ وافقاً) احتراماتي سيدي!... المازوت والغاز والبنزين وخلافه؟ عُلِم، حاضر سيدي!
يغلق السمّاعة بحماس ويطلب من هاتف آخر:
- ألو، ابعثوا لي بالمستشار الخبير بسيكولوجيا الجماهير.
لحظات ويُدقّ الباب ويدخل المستشار:
- أهلاً بالمستشار العظيم.
- أهلاً بكم سيدي.
- لدينا توجّه برفع سعر المشتقات النفطية بنسبة 50% اخترْ لنا طريقة لتمريره دون جرصة..
- بسيطة سيدي، إنها مهمة سهلة، لقد اعتدنا عليها. سوف أطلب من «رئيس فرع الإشاعات الترويج» بأن الزيادة المرتقبة لأسعار المحروقات سوف تبلغ 200% وننتظر أسبوعاً، نتحسّس خلاله نبض الشارع وردّ فعله. ثم نكلّف «رئيس قسم الردّ على الإشاعات» بأن القيادة لن توافق على هذه النسبة مهما اشتدّت ظروف المؤامرة، وأن سقف موافقتها هو 50% فقط لا غير. وتوته توته، خلصت الحدّوته..
- برافو عليك، هيّا باشرْ مهامّك.

مشهد (2):

- أهلاً بالمستشار.. (يخرج من خلف مكتبه متجهّم الهيئة عابس الأسارير، ويسير متمهّلاً وقد عقد ذراعيه على صدره) بعض الحمقى من أصحاب الرؤوس اليابسة ما زالوا يفكرون بقضايا كبرى؛ يتحدثون عن مصائب الليبرالية وقانون التشاركية وعن فوائد القطاع العام وتأميم شركات الخليوي وما إلى ذلك.. تصوّر! ما زال لديهم الوقت الكافي للثرثرة! (يرضى عليك)، هزّ اكتافك وابحثْ لنا عن حلّ سريع لهذه المهزلة..
- (يزفر مستسلماً معبّراً عن فراغ جعبته من الحِيَل ويرفع يديه إلى الأعلى) أُقسم لك سيدي، أكاد أرفع العشرة؛ غلاء فاحش، لا مازوت، لا غاز، لا كهرباء، لا طعام ولا شراب مثل العالم.. ومع ذلك – لا حول ولا قوة إلا بالله – والله سيدي لدينا شعب بسبع أرواح الله وكيلك؛ شعب يتمتع بقدرات أسطورية على التحمّل!
- (يهزّ رأسه بامتعاض العارف بالبديهيات) نعرف ما ذكرتَ وأكثر، ولكن علينا البحث والتفكير بطرق نتمكّن من خلالها السحق النهائي لكلّ من تسوّل له نفسه تشغيل مخّه. لقد محضناك ثقتنا والباقي عليك. هيّا!
يلبث المستشار برهة جامداً لا يتحرك، وفجأةً تلمع في ذهنه فكرة، فيصفّق بإصبعيه الوسطى والإبهام بفرح مَن تذكّر شيئاً منسيّاً:
- جاءتني فكرة سيدي! يوم القيامة، أي نعم يوم القيامة! فأغلبية الناس متدينة. سوف نطلب من «رئيس فرع التهويل والترويع» الحديث عن أن يوم القيامة بات قريباً. وبأن الشعب، بل كل شعوب الأرض ستلفظ أنفاسها وتُحشر في يوم الحساب. ونكلّف «رئيس فرع الأبراج والفلك» بالتعاون مع «رئيس قسم جنان الخلد» بالإيعاز إلى رجال الدين بكافة مذاهبهم ومللهم أن يكون شغلهم الشاغل هذا الحدث. فينشغل الشعب لعدة أشهر بالتفكير كيف سيقضون أواخر أيامهم بالتحلّي بالزهد، والتخلّي عن الرغبات الدنيوية الدنيئة، والانصراف إلى التعبّد والتقرّب من الله تعالى جلّ جلاله.
- (تضيء عيناه ببريق النصر) يا عيني عليك يا أحلى مستشار..

المشهد (3): وتتوالى لوحات السيناريو بالتأليف.. ويستمر الصراع. ومع ذلك، ما زال الكثير الكثير من العيون، وحتى التعبة منها، تقاوم المخارز.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صُبحيّة..
- المتأهِّبُ دوماً.. للحُبِّ
- كيف تعلّمنا الإنكليزية؟
- الثور العجوز
- أوّاه.. يا حماتي!
- بلسم الرّوح
- أعذب موسيقى!
- نهود في شارع هنانو
- السّماح يا «بوتشي»..!
- أطيب شاي «باله» في العالم
- قراءتي لانخفاض سعر صرف الدولار
- وكالة «عذراء»..!
- ما هي غايتهم من رفع أسعار صرف الدولار في سورية؟
- قراءة سريعة في أسباب تدهور الليرة
- حَدَثَ في سورية – قصّة حقيقية
- «دَقَّة قديمة..»
- في أسباب ضعف اليسار
- مرشّح غير شكل!
- الرّاحل الذي نَفَدَ بِجِلْدِه!
- سْتوووبْ.. أوقِفوا التصوير!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - المُستشار