أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - ياي، كل شيء فيها طبيعي!














المزيد.....

ياي، كل شيء فيها طبيعي!


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 19:37
المحور: كتابات ساخرة
    


دقّات على باب شقتي أشبه بتلاعب ماهر لعازف على الدربكّة. إنه موعد لقائي مع صديقي الباحث الولهان عن شريكة العمر. فور دخوله كاد يرقص فرحاً وهو يضمّني صائحاً:
- فُرِجَت، فُرِجَت، فُرِجَت، ولك فُرِجاااااااات..

انتقلت غبطته إليّ بالعدوى فسألته متلهّفاً:
- خيراً صديقي! شوّقتني؟!

أجاب بعد أن التقط بعضاً من توازنه:
- آه يا عزيزي، وأخيراً (وعاد يهتف باعقاً كمعلّقٍ رياضي في مباراة لكرة القدم وقد وصل المهاجم إلى مرمى الخصم) ولك وأخييييييراااً.. وصلت إلى مرادي. لقد وجدتُ الفتاة التي سأتزوّجها بعد جهدٍ جهيد من البحث المضني والطويل.

ابتسمتُ قائلاً:
- ألف مبروك يا صديقي. أرجو ألّا يخيب أملك وتتبخّر أحلامك كسابقاتها..

همد فجأةً واتخذ سيماء الجدّية وأجاب شارحاً:
- لا، هذه المرة غير شكل. الله وكيلك كل شيء فيها طبيعي؛ يا رجل، الأنف ولا عملية تجميل، الحاجبان حقيقيان لا تاتو ولا غيره، الشفاه لا سيليكون ولا من يحزنون، الوجه لا شدّ ولا نفخ، الصدر ناهد كما خلقه ربّك. الشعر، يا أمّي ما أحلاه! وحياة أختي بقيتُ عدة أيّام، كلما قابلتها كان شغلي الشاغل التدقيق بجذور شعرها، حتى أنني استعنتُ بنظّارة مكبّرة لأتأكّد من لونه الحقيقي.. يعني يمكنك القول بنت أكسترا، وكأنك تشاهد ممثلات السينما أيام الأبيض والأسود. وختم مداخلته بالقول: يا أخي فعلاً جميلة الله يستر عليها.

أجبته مختصراً وقد تملّكتني ابتسامة دائمة على طريقة وصفه لفتاته:
- لا ريب في أن الشكل مهمّ. وأنا شخصياً لستُ ضدّ عمليات التجميل في حال الضرورة. لكنني ضدّ التركيز على الجمال الظاهري وإغفال حقيقة الجمال الإنساني للمرأة؛ بتفاؤلها وحلاوة روحها ومرحها وذكائها وثقافتها وحسن تدبيرها وإبداعها وكفاحها لخير البشرية.. وما أتمنّاه أن ينطبق مضمون عروسك على شكلها يا عزيزي.

تجهّم وجهه فجأةً وسرعان ما قاطعني وقد رمى عليّ نظرة استنكار:
- يا رجل، أنتم الماركسيون دائماً تصرعوننا بمقولات الديالكتيك؛ الضرورة والصدفة، السبب والنتيجة، الشكل والمحتوى.. برأيي، غالباً ما يكون الشكل انعكاساً للمحتوى. وفي حالتي، أنا متأكّد من توافقهما. وإذا كنتَ تؤمن بالديالكتيك فهذا ينفي أيّ قلق أو ريبة. من هنا مبعث اطمئناني.

قلت له موضّحاً وحريصاً بذات الوقت على احترام تفاؤله:
- لا يا صديقي، الشكل لا يعكس المضمون دائماً. ثم إن ماركس يقول: «الشكل لا قيمة له إذا لم يكن شكلاً للمضمون». فالكثير من الأنظمة تدّعي شكلاً محاربة الإرهاب والفساد والظلم و.. وفي حقيقة الأمر هي تمارس وتحمي وترعى ما ذكرت.

ولما شعر بأن سعادته قد اختلّت واقتربت من الخدش استطرد قائلاً بنبرة مستاءة:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، أبوس إيدك حبيب قلبي، أرجوك ثمّ أرجوك، عندما أتحدّث عن الحبّ والغرام، أبعدنا عن الفلسفة وعن السياسة، كرمال النبيّ محمّد.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمّو الله، أرجوك لا تسهو!
- اللغة «العصفورية»
- فلاشات من هنا وهناك (2)
- فلاشات من هنا وهناك (1)
- الزنود السّمر
- حُبّ تحت المطر
- شهامة
- لينين والقذّافي
- ويلٌ لأمّةٍ لا تكرِّمُ مبدعيها..
- قصّتي مع والنبي موسى
- صديقي النبيل
- أنا وزوجتي والبامياء
- المُستشار
- صُبحيّة..
- المتأهِّبُ دوماً.. للحُبِّ
- كيف تعلّمنا الإنكليزية؟
- الثور العجوز
- أوّاه.. يا حماتي!
- بلسم الرّوح
- أعذب موسيقى!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - ياي، كل شيء فيها طبيعي!