أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفعت نافع الكناني - حسين برطلة ... رافقتك السلامة














المزيد.....

حسين برطلة ... رافقتك السلامة


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 04:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



حسين سلطان حسن ابا علي ، هل قذفتك امواج بحر الطائفية المقيتة العاتية ، ام دفعتك رياح داعشية صفراء غادرة من ربوع غناء تنعم بالمحبة والتسامح والألفة والضحكة البريئة والربيع الدائم ، فتركت مرابع الطفولة والنشأة الاولى وموطن الاباء والاجداد منذ مئات السنين وذكريات الحب الاول والعشق من بعيد عندما كنت صبيا يافعا ، هاربا من اعصار همجي طائفي مقيت لايعرف الدين والانبياء والرحمن الرحيم . اعرف ان في ذاكرتك الف حكاية وحكاية ، الف حكاية عن وحوش بشرية قطعت اوصالكم وقتلت أعز اهاليكم واحبابكم وسبيت أشرف نسائكم واطهر صباياكم ، ونهبت ثرواتكم واموالكم وما تملكون والتي افنيتم العمر لمواصلة دروب العمل الشاقة الشريفة ، لتصبحوا بين يوم وليلة مشردين لاجئين نازحين في اوطانكم . نعم انه التاريخ الرديئ الذي يعيد نفسه مرات ومرات وبأسم الاسلام وهدًي السلف الصالح وتحت ساريات الرايات السوداء لدولة الاسلام الجديدة !

تركت بيتك في ليل دامس لاتنساه الذاكرة ابدا ، وشددت الرحال الى المجهول وانت لا تعلم الى اية جهة تقصد ، وفي اي جزء من هذه الارض تلقى نصيرا ومواليا وانت لاتعلم بأي طريق مجهول سائروماذا يتنظرك من احداث ومأثر وخطوب . اين المستقر في هذه الدنيا التي اصبحت كغابة وحوش وكواسر ؟ اين المأوى وانت خائر القوى تتساقط احلامك وجيوبك خاويات ؟ لعن الله من سرق احلامك وذكرياتك الجميلة ومواطن الصبا ، لعن الله من حرق المساجد والكنائس وهي عامرة منذ مئات السنين تتعانق بحب سرمدي ، لا اسوار لا فواصل لاجدران عالية تفصل الاثنين ! اي ظلمة حلًت عليكم ابناء وطني الجريح المسلوب . لقد اجتمعت عليكم وعلينا وحوش الارض وشذاذ الافاق وفاقدي الشرف والوجدان ... وحوش لايجمعها جامع ولا يربطها رابط ، ردائهم قصير وفكرهم عقيم ، وجدائلهم كثة اشبه بالكلاب السائبة !

وصدق من قال ان ارض الله واسعة ، ولسان حاله ( حسين السلطان ) يردد ساحتفظ بهويتي ، ساحتفظ بكرامتي ، ساحتفظ ببقايا احلامي ، وأرنوا من بعيد لعشًي الذي سلبوه والذي منحني الدفئ والكرامة وحب الاخر منذ سنين .تبا لكم زناة الارض ، تبا لكم قوادي الطائفية ، تبا لكم ياوحوش الصحراء ، تبا لكم ياجرابيع الرمال العربية ، تبا لكم مطايا الجهاد ، تبا لكم ابناء البغايا والغانيات ... ارض الفراتين واسعة وستبقى امواج دجلة والفرات تغسل ادران من استباحوا المدن الامنة ونكلوا بأهلها وكتبوا اسوء قصة طائفية عرفتها البشرية . وكما اوصلت المياه الصندوق الذي حمل الرضيع موسى الى قصر فرعون بدون (تشابيه ) ، حملت اكف القدر ، الغريب في وطنه من مدينة برطلة العذراء الى مدينة تغفو على شاطئ دجلة اسمها العزيزية واسط تحتضن كل ضيف يحل في ربوعها ، تتلقاه بالاحضان ، تحترم خصوصياتهم وتقضي حوائجهم وتتفاعل مع معاناتهم وهمومهم .

لم تكن غريبا بيننا ، لم تكن نازحا وخائفا بل انتم اهل الدار ، كنت اخا لنا وصديقا وفيا ، تعلمنا منك اسطورة البسالة وحب الناس والثبات على المبادئ ، اقمت 3 سنوات بيننا لم نعرف عنك وعن عوائلكم المحترمة الا الخير والامانة ، كنتم نموذج للاخلاق الحسنة والشرف القويم والسلوك الجيد ... مئات العوائل احتضنتها مدينتنا ، لقد كانوا نموذج للناس الاشراف المسالمين ، كانوا مدرسة للصبر وتحمل ذاك البلاء الكبير الذي حل بهم وبمدنهم ، نقف اجلالا لكم ونرفع قبعاتنا احتراما لكم . اليوم ابطال العراق حرروا برطلة مدينة الكنائس والمساجد ودور العبادة المختلفة ، وتم طرد مجرمي داعش من هذه الديار المقدسة بعد ان هدموا وحرقوا كل شيئ ، اليوم فاجئني ابا علي حسين السلطان وهو يقبلني ويقول (ابرينا الذمة ابا محمد ) غدا نعود لديارنا ، صمت رهيب انتابني وقلت له ( انت تبرئنا الذمة ) بقدر ما حزنت لفراقهم فرحت وزهوت لعودتهم الى ديارهم التي تنتظرهم بفارغ الصبر والشوق . واخر عبارة نطق بها ننتظركم في ربوعنا .



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ان زيارة السيد الصدر للسعودية بداية لعهد جديد ؟
- لاتلهيكم تجارتهم !
- بين هزيمة داعش وبناء الوطن والانسان
- الشعوبية تهمة اعداء العراق للزعيم قاسم
- ثورة 14 تموز 1958 انعطافة تاريخية كبيرة
- طوبى لكم وتعسا لهم
- مؤتمر الطوائف وجني ثمار النصر
- الأمير محمد بن سلمان الملك المنتظر لعرش المملكة
- ماهي الرسالة التي يحملها العبادي للرياض ؟
- العلاقات الأمريكية القطرية وما أفرزتة قمم الرياض
- العلاقات الأمريكية القطرية وما أفرزته قمم الرياض
- ليبرمان : تصحيح التاريخ يأتي بهذا الموقف !!!
- جمال الشهرستاني وطارق الكناني وزنكم اثقل من المليار !!
- جامعة القادسية ومقر الحزب الشيوعي ... والدروس البليغة
- هل ان صواريخ التوماهوك تحدد مصير الرئيس الاسد ؟
- الكلمة الرائدة توقظ فينا حب المقام
- هل يمثل فوز ترامب مرحلة جديدة في عالم السياسة الدولية ؟
- وعود الرئيس ترامب ومحددات السياسة الامريكية
- دونالد ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة
- كريحه Greha نحتاجك في هذا الزمان الصعب !!


المزيد.....




- حبّ على المنحدرات.. ثنائي مُغامر في لبنان يتزلّجان بثياب الز ...
- الهند وباكستان.. معنى اسقاط طائرات صينية الصنع لمقاتلات غربي ...
- بعد تصريحات أحمد الشرع عن إسرائيل.. هل يلتقي ترامب بزيارته ا ...
- بوتين في الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى: روسيا ...
- شاهد.. وحدات من الشرطة العسكرية المصرية في الساحة الحمراء بم ...
- أين يقف ليو الرابع عشر من سياسات ترامب؟
- بعد قرار الهدنة.. اتهامات من أوكرانيا لروسيا بقصف 220 قرية
- موسكو.. انطلاق العرض العسكري في الذكرى الـ80 للنصر على الناز ...
- بوتين في الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى: روسيا ...
- البابا الراحل فرنسيس تبرع بأمواله لدعم نزلاء سجن في روما


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رفعت نافع الكناني - حسين برطلة ... رافقتك السلامة