أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - جامعة القادسية ومقر الحزب الشيوعي ... والدروس البليغة














المزيد.....

جامعة القادسية ومقر الحزب الشيوعي ... والدروس البليغة


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



احداث جامعة القادسية وما جرى فيها وما تلاها من اعتداء مرفوض على مقر الحزب الشيوعي العراقي على اعتبار ان احد الطلاب او والده كان شيوعيا . ذكرتني بحادثة مضى عليها قرابة نصف قرن من الزمان وهي حادثة اغتيال استاذ يحمل الدكتوراه في جامعة البصرة يحمل الفكر اليساري الوطني لم تسعفني الذاكره من ذكر أسمه . هذا الحدث هز مشاعر الناس في مدينة البصرة عامة وحرم الجامعة بصورة خاصة لما له من تأثير على الامن والاستقرار في هذه المدينة الهادئة والتي تعتبر المنفذ الاقتصادي المهم للعراق ورئته النابضة ثقافيا وحضاريا وسياسيا وسياحيا . عند سماع الخبر تجمع اساتذة الكليات وطلابهم ومضوا بتظاهرة غاضبة الى مركز المدينة للتنديد بمنفذي هذه الجريمة الشنعاء وكنت احد المتظاهرين وبجانبي طالب كلية الهندسة مناضل فاضل عباس المهداوي . كانت التظاهرة بحق تجمع كافة الوان الطيف العراقي السياسي والاجتماعي في ذلك الوقت للتعبير عن شجبها واستنكارها لمثل تلك الجرائم بحق النخبة المثقفة من العراقيين وبهذه الطريقة الغادرة .

توقفت التظاهرة مقابل بناية المحافظة في منطقة العشار مركز المدينة للتعبير عن السخط والغضب على منفذي هذه الجريمة البشعة ومعرفة منفذيها لتطالهم يد القانون ... وأذا بمجموعات من رجال النظام يقال انهم من رجال الامن والأستخبارات بزي مدني تقدموا الصفوف وبدأوا بالهتاف ضد الايرانيين وحث جموع المتظاهرين للتوجه والهجوم صوب بناية القنصلية الايرانية لأنها من خططت ونفذت هذا العمل الاجرامي ، وبالفعل انطلت هذه الكذبة على المتظاهرين وبدء التوجه صوب القنصلية الايرانية للتعبير عن سخطهم واستنكارهم لهذه الجريمة . بعد ان عبرنا عن غضبنا وأدانتنا لهذا الفعل الاجرامي انفضت الجموع وهي تضرب الاخماس بالاسداس عن جدوى قتل استاذ من قبل الايرانيين وهو لا يحمل منصبا سياسيا او أمنيا لدى النظام !!! وأذا بالحقائق تطفوا على السطح وبيانات الاستنكار تتعالى من القوى والاحزاب الوطنية تتهم حزب البعث وأزلامه بتنفيذ هذه الجريمة . العبرة من ذلك لا يمكن ان نتهم حزب عريق ومناضل كالحزب الشيوعي العراقي بجريرة منتسب له او احد مؤيديه .

دستور العراق يحمي المواطن ويؤكد على حريته واحترامه مهما كان جنسه او دينه او طائفته ، والتعددية الحزبيه وما يفكر به المواطن وما يطرحه من افكار بطريقه سلميه مسار معترف به دستوريا وقانونيا . فأن كان الرأي الذي اطرحه والهتاف الذي اطلقه وما احمله من عقيدة يعتبر جريمة غير مسموح بها في عرف الاخرين فهذه هي المصيبة الكبرى بعد اكثر من عقد ونصف من الزمان على قبر الدكتاتورية . والمصيبة اكبر ونحن على اعتاب الانتصار وهزيمة الفكر التكفيري الداعشي على ايدي قواتنا وشرطتنا وحشدنا وعشائرنا وكافة القوى الخيًرة التي بذلت الدماء رخيصة في سبيل حرية هذا الوطن وكرامته . هذا الحدث وما اعقبه من تطورات يعطينا الدروس البليغة لاحترام الرأي الاخر والفكر المختلف لان المرحله المقبلة عصيبة وان مرحلة البناء اكثر صعوبة وتعقيد من مرحلة الحرب ... وان من يريد ان يصبح قائدا وزعيما جماهيريا عليه ان يكون أبا وأخا وخادما للجميع يسمع منهم برحابة صدر وعقل مفتوح لان المرحلة القادمة شعارها التسامح ومحاسبة الفاسدين والرفعة عن صغائر الامور .

العراق في اصعب مراحله التاريخية ومهدد في وجوده من قبل كثير من القوى المحلية والاقليمية والدولية . وهناك قوى كثيرة لا تريد للعراق ان ينهض ويتطور ويعمًر ، وهذه القوى والعناصر لا تحمل فكرا او منهجا علميا سوى لغة العنف واستخدام السلاح والضغينة ضد من يخالفها الرأي وأنها لا تؤمن بالحرية والتعددية الحزبية ، ان هذه الاعتداءات وما يحدث من صراعات وتجاذبات مؤشر خطير ورسالة تهديد تحذرنا جميعا من نتائجها الوخيمة مستقبلا على الساحة العراقية وتعكس نزعة عدوانية خطيرة لا يمكن تبريرها ويجب ادانتها من قبل رأس السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية التي التزمت الصمت المطبق عن هذه الظاهرة الخطيرة . وأود ان أشير الى بيان الشجب الذي اصدره السيد نوري المالكي في 9 حزيران 2016 والذي ادان الاعتداء على مقرات الاحزاب ووصفها على حد تعبيره مجموعات الشغب يشكل خطورة جدية لأثاره الفوضى والاضطرابات ويذكرنا بحقبة البعث . اذن لنبني العراق الحر المستقل التعددي ونعتنق مذهب احترام الاخر لان اهل العراق اضناهم بذل الدماء رخيصة وخراب وتدمير بلدهم ونهب ثرواتهم وتأخرهم في كافة ميادين الحياة .. وختاما تحية لمن يريد خدمة العراقيين بطيب خاطر ليوصلهم لبر الامان والحياة الحرة السعيدة .



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ان صواريخ التوماهوك تحدد مصير الرئيس الاسد ؟
- الكلمة الرائدة توقظ فينا حب المقام
- هل يمثل فوز ترامب مرحلة جديدة في عالم السياسة الدولية ؟
- وعود الرئيس ترامب ومحددات السياسة الامريكية
- دونالد ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة
- كريحه Greha نحتاجك في هذا الزمان الصعب !!
- يغرقون في كأس ويبحرون في أنهار
- بوارق من فكر إدريس طه حسن
- تفجيرات الكرادة .. استخدام لسلاح دمار شامل !!
- الاعلام العربي والتناغم مع الارهاب ومموليه
- الفلوجة معركة الفكر والقيم !!
- هل التحالف الاسلامي الثلاثيني .. غيمة سوداء ؟
- أسقاط الطائرة الروسية عمل متهور لايمكن تبريره
- ما هي دوافع العراقيين للثورة على الفاسدين ؟
- الانتفاضة تفرض علينا الصبر والمطاولة
- حسن الابانة في كنى وألقاب أعلام ومشاهير قبائل بني كنانة
- فوبيا نوري المالكي
- الاتحاد العام للادباء والكتاب يفضحهم موقع ( ويكيليكس )
- السيد القائد العام للقوات المسلحة .. الرمادي ليست ثغرة
- أحداث الأعظمية ... عبر ودروس


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - جامعة القادسية ومقر الحزب الشيوعي ... والدروس البليغة