أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رفعت نافع الكناني - يغرقون في كأس ويبحرون في أنهار














المزيد.....

يغرقون في كأس ويبحرون في أنهار


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 14:47
المحور: حقوق الانسان
    


بداية لست من معاقري الخمر لذلك اجد نفسي محاورا حياديا بعيدا عن التعصب والانغلاق . في عالمنا المعاصر كل القوانين والدساتير والأعراف تؤكد على موضوعة الحقوق المدنية والحريات في اشكالها وصورها المتعددة بعيدا عن التهور والاعتداء على حريات وخصوصيات الاخرين على اعتبار ان الحرية ترتبط بالوعي والإدراك ، فهناك حرية العقيدة وحرية التعبير وحرية الاختيار والانتخاب واحترام حقوق الانسان المدنية وتطلعاته الفكرية وما الى ذلك من الحريات الأساسية التي تقرها القوانين والدساتير والشرائع السماوية . هذا في المجتمعات التي تؤمن ايمان مطلق بحرية الانسان وكرامته ، اما في مجتمعاتنا فالقوانين والتشريعات لصالح اصحاب السلطة والقوة وأنها جاءت لخدمتهم وتسهيل مصالحهم وأهدافهم وامتيازاتهم لذلك يشك في نزاهتها وواقعيتها على اعتبار ان سن تلك القوانين في غفلة من الزمن يخضع لغايات مرسومة مسبقا اضافة لما تلعبه العوامل الخارجية من تأثير مباشر او غير مباشر .

قانون تحريم استيراد وتصنيع وبيع الخمور الذي بشر به العراقيون النائب عن دولة القانون محمود الحسن اضاف اليه تشريع آخر من صنعه ويتوقع ان يأخذ براءة اختراع في ذلك ، هو احالة كل فرد او حزب او بالمختصر المفيد احالة الشعب العراقي الى القضاء بمجرد التفكير في انتقاد هذا القانون او الاعتراض عليه او رفضه بالمطلق معتبرا ان الانتقاد هو انتقاد لشريعة الله وشريعة السماء !! على اعتبار ان شريعة الله وقوانينه الالهية وعدالته طبقت على الواقع العراقي من قبلهم وجنينا الخير والرفاهية والعدالة والتقدم . ما هذا الارهاب الفكري والاستخفاف وبشاعة التسلط وقرف الكلام ! في حين اعتبر النائب يونادم كنا هذا القانون يتناقض ومضامين المادة الدستورية الثانية التي تمنع اي تشريعات تتناقض مع الحقوق والحريات الفردية ومبادئ الديمقراطية

الذين سعوا لإقرار هذا لقانون وفرضه في غير اوانه والبلد يمر بأصعب مرحله في تاريخه في مواجهه الارهاب وشبابه يفترشون الارض والجبهات دفاعا عن سيادته ووحدته ومصيره ومستقبل ابناءه ، اعتبروا المواطن مجرد سلعة او بضاعة او شيئ ، اي انزاله من صنف البشر من خلال سلب خصوصيته وحجب سعادته والتعرض لحقوقه وحرياته . اي انه اصبح سلعة او وسيلة لإشباع رغبات الغير من الذين يختلفون عنه فكريا وعقائديا ودينيا ، وان وجوده في هذه الدنيا يقترن بالشقاء والاستغلال والعبودية ولا يحق له الاستمتاع بمباهج الحياة وسعادتها ، وهذا بمفهومه اشد انواع القهر والظلم والعدوانية . وقد جسد احد المتضررين من تنفيذ هذا القانون بعبارة لها معنى كبير ( يغرقون في كأس ويبحرون في أنهار ) !!!

المجتمعات المتقدمة غالبا ما تجابه المشاكل والأزمات والمعوقات بطريقة شجاعة في التصدي والاجتهاد في الحلول ودراسة الواقع بحيث تضع الحلول المختلفة للمشكلة الواحدة على عكس الدول التي ابتليت بطبقة سياسية فاسدة جاهلة متخلفة تريد فرض رؤاها وأفكارها وأيدلوجيتها التي تؤمن بها على شعوبها ، لذلك يلاحظ ان تلك الحكومات وأنظمتها المتخلفة تستثمر وقتها وجهدها وأمكاناتها لفرض قوانين وتشريعات تعالج التفاهات والصغائر والغيبيات القائمة على التصورات والاجتهادات والعواطف بعيدا عن المنطق والواقع في وقت يغرق البلد فيه بأنواع من المشاكل والمعوقات والأزمات . لماذا تثار تلك المواضيع في بلد لم يعرف الاستقرار والوحدة والعدالة والمساواة ؟ اذن لا معنى لأدانة ما توصف بالرذائل في قواميسهم من دون كشف الجرائم وهدر المال العام والدم العراقي وتخلف البلد على كافة المستويات بظل تلك العقول !

قانون منع الخمور لا يشكل اهمية تذكر لغالب الشعب العراقي الذي يئن من تخبطات وفساد الحكومات المتعاقبة منذ 2003 ، ولكن الخوف من تبعات هذا القانون وما يمكن ان يصاغ في الغرف المظلمة لوأد أسس الدولة المدنية والتضييق على الحريات العامة وما تتعرض له المرأة العراقية من تهميش لدورها والتدخل الفج في خصوصيتها وملبسها لحد وصل الى التدخل في مقاسات أزيائهن وحرمة تعاطي العطور والتزين والتبشير بعزل البنين عن البنات في المعاهد والجامعات ، ولا نستثني المدارس الابتدائيه وما تتعرض له التلميذات من فرض الحجاب من دون رغبة ذويهم وهَن في عمر الورود . والدعوات والشعارات التي تملئ جدران الدوائر الرسمية والشوارع بحرمة الغناء والابتسامة والموسيقى وتسفيه من يدعوا للمسرح الجاد والمهرجانات الفنية والموسيقية والرياضية . ختاما نقول ان العراق ليس ضيعة للمسؤول وحزبه والأمل كل الأمل على الشعب العراقي الذي أسس المدنية والتحضر على مر العصور ، وعشق الحياة والسعادة وحارب التخلف والعتمة ونشر قيم السلام والمحبة والجمال ان يدافع عن حقوقه وحريته وأسس دولته المدنية .



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوارق من فكر إدريس طه حسن
- تفجيرات الكرادة .. استخدام لسلاح دمار شامل !!
- الاعلام العربي والتناغم مع الارهاب ومموليه
- الفلوجة معركة الفكر والقيم !!
- هل التحالف الاسلامي الثلاثيني .. غيمة سوداء ؟
- أسقاط الطائرة الروسية عمل متهور لايمكن تبريره
- ما هي دوافع العراقيين للثورة على الفاسدين ؟
- الانتفاضة تفرض علينا الصبر والمطاولة
- حسن الابانة في كنى وألقاب أعلام ومشاهير قبائل بني كنانة
- فوبيا نوري المالكي
- الاتحاد العام للادباء والكتاب يفضحهم موقع ( ويكيليكس )
- السيد القائد العام للقوات المسلحة .. الرمادي ليست ثغرة
- أحداث الأعظمية ... عبر ودروس
- الشبوط وحملة العلاقات العامة !!
- عاصفة الحزم السعودي ... ماذا انتجت لنا ؟
- تهنئة خاصة للمالكي
- أهل الموصل هل استوعبتم الدرس جيدا ؟
- هناك عوامل اضيفت لتولي المالكي لدورة الثالثة
- في ذكرى 14 رمضان و 17 تموز اجتمعنا في عمان !!
- ثورة 14 تموز 1958 ... عبر ودروس


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رفعت نافع الكناني - يغرقون في كأس ويبحرون في أنهار