أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - لاتلهيكم تجارتهم !














المزيد.....

لاتلهيكم تجارتهم !


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 03:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اخترت هذا العنوان لان السياسة في بلد كالعراق هي ( تجارة ) وان المسؤول قد اختزل الوطن بتلبية مصالحه ومصالح ابناءه واقاربه واعوانه . هذا المنهج ادى الى دخول العراق في ازمات متعددة وخطيرة في ظل تلك الشخصيات التي تمثل احزابها وتياراتها ومرجعيتها ، من المسؤول عن الاخفاق والفشل الذريع في تنفيذ البرامج والوعود الانتخابيه التي سوقتها لنا تلك الاحزاب والتيارات والحركات السياسية على الساحة العراقية عندما دخلت الانتخابات ووعدت الجماهير بتنفيذها وتلبية احتياجاتها واستحقاقاتها . خمسة عشر عاما والبلد يغرق بالفساد والتخلف وفقدان الامن والخدمات وتغييب الهوية الوطنية وانتشار آفة الطائفية والارهاب ، ولم تستطيع هذه الطبقة من تلمس الطريق الامثل نحو برامج التنمية الاقتصادية والبشرية ، فكان الاخفاق والفشل في معركة البناء والتنمية والهدر الكبير في الثروات والموارد والامكانات يرافقها التشرذم والفرقة والانقسام بين ابناء الوطن الواحد وانتشار ظاهرة الجهل والفقر والتيتم والترمل الصفة المميزة لهذه الفترة من عمر العراق .

اذن هناك نموذج في العراق اتصفت به طبقتنا السياسية والتي شكلت السلطة ومصادر القرار بكل جوانبه بعد عملية الانتخابات وهي احدى وسائل الديمقراطية ، من امتلاك السلطة وحدها والتفرد بالحكم والقرار بعيدا عن مفهوم الديمقراطية وجوهرها ورمزيتها . صحيح ان الانتخابات هي الوسيلة للوصول الى السلطة ولكن يجب ان لاننسى بان الوطن يمر بمرحلة انتقالية صعبة من نظام الحزب الواحد الى نظام حكم مختلف تختاره الجماهير وفق قيم المرحلة وافرازاتها وما لحق بهذه الجماهير من حيف خلال العقود الماضية فكان اختيار البديل هو ما موجود على الساحة بعد 2003 من دون تجرية بل الرغبة في التغيير ! فكانت النتائج ان تلك الاحزاب لاتؤمن بقيم الديمقراطية الحقيقية والتي لها شروط والتزامات تجاه الوطن والمواطن بل انها عملت وفق برنامج نحو الادلجة الفكرية للناس حسب ما تعتقد وتريد ، الغاية منها الوصول لاهدافها نحو مجتمع يسير وفق نهج فكري ديني بقوالب معدة مسبقا تساعدها في ذلك امتلاك السلطة والمال ورزق المواطن .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ان احزاب الاسلام السياسي بشقيه اثبتت انها عاجزة او قاصرة عن فهم وادراك العمل في المجال السياسي والاداري ؟ وهل ان هذه الاحزاب تستمد قوتها وشرعيتها كونها احزابا تتكأ على الهوية الطائفية وتعتمد الخطاب الديني المثير والمحرك للغرائز قبل العقول ؟ وهل ان الفساد اصبح الصفة الغالبة التي تميز كثير من كوادر هذه الاحزاب نتيجة التغاضي عن مسائلتهم ومعاقبتهم وتقديمهم للقضاء من خلال التمترس باحزابهم وقوة حصاناتهم ؟ الجواب ان هذه الاحزاب فشلت فشلا ذريعا في ادارة دفة السياسة والادارة ولم يلمس المواطن تغييرا نحو الافضل خلال عقد ونصف من الزمان بالرغم من الامكانات المادية التي تقدر بمئات المليارات المهدورة بل ساءت حالتة نحو الاتعس وتفسى الفساد بكل صوره واشكالة وفي كافة المجالات بل تغول واصبح لايمكن من محاسبته وتحجيمه ، وتضخمت ارصدة السياسيين بطريقة لايمكن تصورها على حساب قوت المواطن وميزانية الدولة من خلال المشاريع الوهمية والكسب غير المشروع .

بعد كل هذا الخراب الذي اصاب الوطن والدمار الذي لحق بكل قطاعات الاقتصاد ومرافق الحياه المختلفة من جراء السياسات الخاطئة لهذه الاحزاب وما لحق بنا من كوارث نتيجة تفشي ظاهرة الارهاب والعصابات المنظمة ومافيات بأشكال عديدة ووجوه مختلفة تستمد شرعيتها وديمومتها من هذا الطرف او ذاك ، ونمو وتفشي آفة الطائفية المقيتة ومرض القومية العنصرية ، وازدهار ظاهرة العمالة للاجنبي والاستقواء بدول تدفع المليارات لبث الفرقة والتشرذم والتدخل بشؤونه وتشجيع الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد ، نرى ان هناك اصوات ظهرت على الساحة بثوب جديد مع اقتراب موعد الانتخابات تبشر بعهد جديد وسياسة جديدة وخط فكري مختلف وهي لاتعدو ان تكون نسخة من تلك الاحزاب والتيارات الفاشلة ، فنراها البارحة ترفع راية الاسلام والمذهب واليوم ترفع شعار الدولة المدنية وحرية المواطن وراية الاستقلال وعدم التبعية . المواطن بدأ يميز بين الغث والسمين ، وختاما نقول لاتلهيكم تجارتهم !



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هزيمة داعش وبناء الوطن والانسان
- الشعوبية تهمة اعداء العراق للزعيم قاسم
- ثورة 14 تموز 1958 انعطافة تاريخية كبيرة
- طوبى لكم وتعسا لهم
- مؤتمر الطوائف وجني ثمار النصر
- الأمير محمد بن سلمان الملك المنتظر لعرش المملكة
- ماهي الرسالة التي يحملها العبادي للرياض ؟
- العلاقات الأمريكية القطرية وما أفرزتة قمم الرياض
- العلاقات الأمريكية القطرية وما أفرزته قمم الرياض
- ليبرمان : تصحيح التاريخ يأتي بهذا الموقف !!!
- جمال الشهرستاني وطارق الكناني وزنكم اثقل من المليار !!
- جامعة القادسية ومقر الحزب الشيوعي ... والدروس البليغة
- هل ان صواريخ التوماهوك تحدد مصير الرئيس الاسد ؟
- الكلمة الرائدة توقظ فينا حب المقام
- هل يمثل فوز ترامب مرحلة جديدة في عالم السياسة الدولية ؟
- وعود الرئيس ترامب ومحددات السياسة الامريكية
- دونالد ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة
- كريحه Greha نحتاجك في هذا الزمان الصعب !!
- يغرقون في كأس ويبحرون في أنهار
- بوارق من فكر إدريس طه حسن


المزيد.....




- قمة منظمة شنغهاي: الرئيس الصيني يدين -عقلية الحرب الباردة- و ...
- بريطانيا تغلق سفارتها في القاهرة -مؤقتاً- بعد إزالة السلطات ...
- إدانات لقصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى، وانطلاق أسطول كسر ال ...
- مؤسسة هند رجب تكشف تسلسل المجزرة الإسرائيلية بمستشفى ناصر
- الكابينيت الإسرائيلي يضع -غزة أولاً-.. ولا صفقة جزئية للأسرى ...
- بولتون يقرع ناقوس الخطر.. لبنان رهينة حزب الله والوقت ينفد
- تقرير: زلزال أفغانستان يقتل 250 شخصا على الأقل
- قمة الصين الأمنية: هل تشهد ولادة تحالف جديد ضد النفوذ الأمري ...
- خارجية بريطانيا تتحدث عن إغلاق مؤقت لمبنى سفارتها في مصر
- في الضفة.. كيف -تعاقب- إسرائيل الدول التي ستعترف بفلسطين؟


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت نافع الكناني - لاتلهيكم تجارتهم !