أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - زهر اللوز














المزيد.....

زهر اللوز


نسرين السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


ان يتكرر اللحن قبل كل الحروف القادمة من مواسم الحمى ...
او ان يكون ليديك سطوة اشرس من خطاب عسكري مدجج بجماجم القتلى مسبقا ...
او ان يقف هذا الكأس بتلكئ غبي ..بين فراغ الوجع و ترنيمات صلاة على جفون اصابعك ..على بعد نوتتين لاغنية بعيدة تتراقص حول ازرار قميصك القاتل في بياضه ..حين يتوج اخر الليل بامتداد لبعض همهمات لاتينية من لغة تجيدها الخطوط العريضة للفلسفة ..للتنوير.. لشيء من الموسيقى التي تاتي مهرولة تقطع نفسا ..كدت ساقول قبله ..انه ثمة فلسفة ما في ان يمر سواد ساعة عبر نهاية القميص الابيض في معصمك ...
او انني لا اجيد لغة النساء في محاورة خطوط الموضة ...بطريقة تقليدية ..بتلك الطريقة نفسها التي تبث قنوات ما قبل الاحجيات اخبارا تتضمن ان احداهن لطخت فستانها ببقعة من عصير الكرز .وان احداهن وهي تقطع الممر تعثر الكعب العالي بامتداد فستانها فتعثرت ...وان ساعتك السوداء التي يفتنني تالقها امام بياض قميصك و الازرار المشبعة بالحنين ..لا يهمني الى اي الماركات تنتمي ..يهمني فقط ان قطرة من عصير الكرز لم تقع على قميصك ..حين انحنى الاسود في معصمك على شفاه الارتباك في لمعان الكأس بين ثرثرات الاغاني اللاتينية وآهة متوهجة لام كلثوم ...
هم يرقصون هنا ...على جنبات الوجع في الاحرف المعقفة ...على نوتات سلم الشجن الشرقي ...حين يعبد الحزن كصلاة لكل وقت ...
ولا يتوقف قميصك في بياضه عن مناداة زهر اللوز باسمه الاكثر تشعبا ...او انك تعرف كيف تدعو امراة للرقص في حضرة الربيع ...
ينتشي زهر اللوز وهو يتقدم نوتات الكرنفالات القادمة من قصائد العشق العربية ..
واشك ان بقعة الكرز اليتيمة التي لم يصادفها الحظ في تقبيل قميصك ...اشك ان قصائد الغزل القديمة تعنيها ...ذلك ان المعلقات حين تغنت بجمال الشرقيات لم تكن تستند الى احمرار الكرز ...
كان هذا الجزء المجهول من العشق يوجد خلف مساحات موج وملح ...
-هل تسمحين برقصة ..
مع ابتسامة متعالية على البياض ..ونظرة تشهق كسواد الساعة ..
ربما اسمح باكثر من رقصة واحدة ..اسمح ببقع الكرز والخوخ والمشمش ..
تبدو اصابعك في هدوءها العائد من خيبات الكرز ...اقل تململا ...وابدو انا على مساحات من المرايا .نساء كثيرات ...
يقطع فستاني الاسود وبياض قميصك القاعة كترنيمة للحظة صاخبة ..
ويبدو حذائي الاحمر ممتعضا من سواد حذاءك ..حين يناوئ الكرز ..ويمتنع عن التصويت لزهر القرنفل حين تخطو ركبتك لترجعني الى الخلف ..
تسالني بهدوء ابيض : هل تحبين؟
اجيبك بصخب مشمشي .نعم احب ...
احب ان لا يتوقف نبض الوجع في اهة ام كلثوم ممزوجة بذلك البرود اللاتيني ..
نعم احب ان اجالس يديك في سباتهما القادم من مدن البرد ..اوزع حولهما بعض نقاط التتابع في اللغة التي تأخذ النون لتبدو احيانا ثقيلة ...وترسم تعرج الحاء على برود الثلج في كأسك ...
نعم احب المزج بين التناقضات ..
تبتسم ..بهدوء الثلج ..
ويهطل في القاعة مطر من زهور اللوز ..
ربيعك القادم من الانهار البعيدة ...
وصخب سعاد حسني وهي تضحك ملئ الخوخ ..لتغني في اذنك بلغة لا تفهمها ان الربيع على بعد حفنتين من الزهر ...
ندور في القاعة كإكليل زهور برية ...
تتمشى اصابعي على منعرجات الياسمين في قميصك ...
تسالني بابتسامة خجولة هل تحبينه؟
سيصدمك ان اقول لك ان بياض هذا القميص هو سبب افتناني ... وسيصدمك ان اقول انني احفظ مساحة البياض بين زر واخر اكثر مما احفظ شكل ابتسامتك ...
زهر اللوز لا يملك ترجمة لما اقول ..
ولا حتى بقع الكرز التي يفتنها بياض قميصك ..
دعني افاجئ الثلج في كأسك ..بهبة من الحمى ...
وان ارصف اكليل فل على امسيات التفرد اللاتيني ...
انا هنا لأراقب تفاصيلك ..بدهشة طفلة ...
اخط بضع كلمات على اوراق الفراغ ..لتبدو كل نسائي في امتداد الكلمات ناضجات بفوضى ...او مضرجات بتعنت المستحيل ...او مخضبات بالخوخ والمشمش حين تصبح بقع الكرز طقسا حتميا ...
انا هنا فقط ...لأكتب بين فراغات اصابعك نصا مخضبا بالفواكه ..معمدا بالاغاني..
متعرجا بالاحرف ..مصابا بلعنة البياض والسواد والكرز ...
انا هنا لأكتب نصا يمتلئ بي ...ويفرغني منك ...
لا تصدق انهن مسالمات ..
النساء اللاتي يتسلين بالوان الحبر على اصابعهن ...نساء قاتلات ...
Ness



#نسرين_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما
- طاولة الخشب
- شغف
- صلاة
- شرفة الياسمين
- فوضى وذاكرة
- لغة
- معبد الملح
- رقصة
- لا استطيع الاحتفاء بك
- انا
- شوكولا
- حافية القدمين
- بائعة الكبريت


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - زهر اللوز