أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - حافية القدمين














المزيد.....

حافية القدمين


نسرين السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 02:14
المحور: الادب والفن
    


صباحا وانا اشق طريقا لي بمحاذاة الشوق على بعد شهقتين من حديقة للذكريات ...فكرت ان اتمعن في الوان الفساتين على الواجهات واتخيل نفسي مساء بفستان ضيق يرسم حدود الخصر والصدر يقف تحت الركبة ويمتد الكعب يشنق راسي ..
اقف امام مراة اشاهد ازدحام الاصابع في دمعة مختنقة ...
واخرج....
فكرت وانا اتمشى بخطوات متعثرة نحو الباب ..كم دمعة ساذرف وانا اقطع المسافة نحوك على طاولة للعشاء...
من احدث قانون الكعوب العالية !!
وكيف ساطالب بحقي في السير حافية عبر مدن الاسفلت..
ايهما افضل ان اقبلك وانا اقف على الكعب العالي ام حافية على رؤوس الاصابع...
ايهما افضل ان اتنفس رائحتك من فتحات المسام ام ان يعبرني عطرك المسافر في شوارع المدينة...
ايهما يشبهنا اكثر ان نجلس حول حلقة لنار دافئة ام تاخذني لامسية شاي باردة الاحاسيس...
اثبت نفسي على المقعد وانظر في عينيك مباشرة ..بيننا تنتصب شمعة ملونة تلمع شعلتها في عينيك ..
تقول في هدوء اشتقتك
ابتسم واتابع حركة يديك الى الطاولة..
لم استطع يوما شرح علاقتي الغريبة بيديك ..ولم تقتنع انهما تصيباني بالدهشة حين تتحركان..ضحكت قائلا:لم يحدث ان اعجب احدهم بيدي انت مجنونة...
يدك..تشبه في تكوينها بيتا للحب..
يدك ..يشبهني صوتها حين تصفع الهواء ..يشبهني نفور عروقها ..وانتمي لتعرجات البصمة فيها ..
تنظر الى عيني وانت تتحدث وانا ادرس شرح الاصابع..حركتها في الهواء ..كم تاخذ من الوقت لتستقر قليلا على شعرك ..على الطاولة ...تخنق كاس ماء .....تعانق فنجان للقهوة ..
هل حدث ان قلت لك ان يدك مثيرة ...
سالتك وانا امد يدي الى كاس الماء على الطاولة ..لم لا نختار الازمنة التي نكون فيها؟ ضحكت بصوت عال :وما ستختارين ؟
اختارك بلا ربطة عنق
واختارني بعقد ياسمين..
اختارك بلا ساعة في المعصم
واختارني حافية القدمين..
اختارك بجلد اسد..
واختارني بجلد نمر..
عندما يحل المساء ..سننام تحت القمر.. ستحدثني عن امجاد اجدادك الحجريين..وساكلمك عن ما جربت خلطه من نكهات الاكل الجديدة..
ستحدثني عن مغامرات صيدك الاخيرة.. وساكلمك عن ينبوع الماء الذي اكتشفته صباحا وانا اجمع حطبا للطهو..سنتذوقه معا..ليصبح ينبوعنا .
ساحمل لك طعام العشاء وستهديني طوقا من الازهار البرية.. ..
ستكلمني عن جرح في يدك ..وساكلمك عن خدش في ساقي ونتبادل وصفات الاعشاب..
ليلا حين تعود النجوم الى عناوينها..
سنجلس حول نار دافئة ستغني لي عن الحب والعشب والمطر ..
وسارقص على الطين المعطر ...لك..
خذني الى غيبوبة كهفك ...وازرعني على ضفاف بحيرة حالمة ..ككل الزهور البرية..
اتفقد وجهي على صفحة الماء كنرسيس ..بلا احمر شفاه ولا كحل في العينين ..بشعر فوضوي..
اداعب وجه الماء بساقي ..تناولني تفاحة بيدك اليسري..تبتسم عيناك في انعكاس الشمس ..
اهمس بلا صوت ..احبك..
تبتسم عيناك وترسل قبلة في الهواء ..تمسك يدي تجرني عبر الشارع لنصل الى اخره حيث السيارة ..
خطوة دامعة واخرى موجعة
اتوقف ..انزع الحذاء من رجلي وامد يدي الى يدك مجددا ..اتقدم خطوات امامك واجرك ...
تكرر مستغربا ستمشين حافية ...
لا يفي هذا الاسفلت بحاجة الطين ..
يربكني ضيق هذا الفستان ..وتختنق رجلي في هذا الحذاء ..لا احب ربطة عنقك ولا صوت حذاءك على الاسفلت.. لا احب تلك الساعة في معصمك ..ولا احب تصفيفة شعرك المرتبة...
كانت ستكون اجمل هذه الامسية...لو سالتك بلغة درويشية : اتاخذني سيدي وتجيب وشعلة من النار تتوهج في عينك ...انني اصطفيك .



#نسرين_السلامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائعة الكبريت


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نسرين السلامي - حافية القدمين