أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد محمد مهدي غلام - نقد ثقافي /11















المزيد.....


نقد ثقافي /11


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5600 - 2017 / 8 / 3 - 17:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


( الوصول الى ليلى)
كانت الريحُ مشغولةً
بعدِّ أسى المحطّات
تُهرولُ مُستاءةً
تلمُّ عباءة الوقت
تتسلّلُ عَبرَ..
……….جوع النّوافذ
……….صدأ ألأبواب
………غسق القلوب
تذرعُ الأمكنة…كلّ ألأمكنة
…………………..في الغدوِّ وألآصال
تمرُّ عليهم..
………حيث لاوجود الاّ لأثرٍ مُندثر
………………………وبقايا مِن حُطام
تستصرخُ قبورَ الأحياء..
….قبراً قبراً
لا أحدٌ يُجيب
سوى (الحلاّج) يُجمّعُ أوصالَه
………………………مِن فَم الريح
وهذه الريح تُعلنُ
……………..أن لا وصول الى (ليلى)
فقد سرقوها…!
ولم يطلع (سُهَيلٌ) بعدُ.!!
وهو مازال ممسكاً صولجانه
يتحدّى الريح ..
يُمنّي نفسه بقُبلةٍ..
…………….مِن (ليلى)
ويُعلنُ أن لاعودة بدونها..
القصيدة المضغوطة ليست تقليلية القرن التاسع عشر الامريكية ولا تقليلية الستينات من القرن المنصرم والتي لاتزال تشيع في اوساط عدة بفعل الشان* والزان*. تشمل كل شؤون الحياة ومنها الادب والشعر وترافقت مع تطور استخدام الهايكو وتمسح شكلا في التعاطي مع القصيدة .هي نمط كثيف من البوح الشعري يخثار فيه الشاعر نوازع خلجاته ويدخلها في فم سكينة الاضمار فتفوح روائح ليس في جميع الاحوال طيبة ولكنها تنم عما في الذات الانوية للشاعر سنستعين بليلتين ممن كفر احداهن الشاعر لتمرير ما يبتغي قوله لنا . وتوكأنا على نص اخر نجد فيه افصاحات دالية لما في هذا النص وهو الشاعر * نعتمد مدلولاته عند الحاجة وقد نورد النص في خاتمة المبحث .ارغب ان انقل وجهة نظر من شخص يتعاطى الشعر ولكنه استهجن النقد فلانه لا يعرف من اللغة الا بضع كلمات وليس لديه مرجعية معجمية ولا خزين معرفي كما هوالمطلوب من شاعر قصيدة النثر الحديثة ليس الفعل والفاعل والمسند والتشبية والمحسنات نحن في الربع الاول من قرن جديد قفزات هائلة في العلوم والتقنيات حتما تتماهى معها اللغة في المفردة والدالة ويتصاعد دور (دي سوسر) في معطيات ما تقدم من علوم وانعكاس ذلك على علم اللغة العام والاشارة والعلامة والوحدات الصغرى والكبرى نحن نعيها في احايين ان لا نعود على شروحات سبق وتناولناها وقد نغفل العرض بالتوضيح لبعض من المصطلحات نعلم علم اليقين ان منها الكثير بحاجة الى سبر ولكن نعتقد ان على المتلقي الراقي
ان يبحث عن معانيها الا اللهم مايسميها (رولان بارت) بالجيولوجية * الطبقات التكتونية *للنص او مما استوحته (كريستيفا) من (باختين) من التثاقف والتناص والبوليفونية ،هي من صلب مهامنا نقدم حراكها لكم لان ذلك واجبنا ولن نتنصل منه كما نستعين بالسايكولوجيا بكل المدارس والسوسولوجيا بكل المناهج بل نعود الى الانطولوجية من (هدجر) و(سارتر) و(كيركيغارد) والحفر الاركولوجي ل(ميشيل فوكو) وان كنا لا نؤمن بكل طروحاته ولكن لها قيمة بحثية واعتبار نقدي لابد ان ناخذ به ومن الواجب توخي الحداثة فنستميح المتلقي العذر ان وجد بعض ما هو غير مطروق ولكن بكل يقين نقول ان النقد ومن سلك دربه يتحملون وز التجهيل وعدم شيوع المفردات والمصطلحات ولمجرد العلم ان بعضها يعود الى نصف قرن واكثر فلم نستخدم معطيات النقد الثقافي والبراكسيس والامبريقية ولا تجريبيات الامريكان التي اذهلتهم موسوعة جنس للارقام القياسية عن كل شئ حتى…… فلا تواخذونا لو وجدتم ايما تضاريسية غيرما في خارطة النقد التقليدية ونحن كلنا استعداد لمن يرغب ان يدلو بدلوه اويطلب مشورة وسنكون كلنا اذان للسماع وسنجيب عن اي سؤال الهدف رفعة الادب ورقيه لنساوي العالم ولو بحدود المتاح .الناس سبقونا ونحن تخلفنا ليس بالعقود بل بالقرون .حتى ابناءنا واخوتنا من المغتربين لا نفهمهم ولا يفهموننا نعمل معكم لردم الهوة وتوسيع النياسم وتعبيد الطرق وان كانت كثيرة الالتفافات ..مما سنكتشفه ان الشاعر في نصه يستعين باكثرمن كتلة وله ارتكازات زحافية متعددة في النص منها استخدام الريح بكل منا سنبحث ما تعنيه وهي واحدة من الكلمات التي يتداولها (العنوز) بتكرار وسعة مستنفذا كل ابعادها الغائوية . تقمص Empathyالاستبصار Insightللشاعر حدا به الى الاستعارات من اللغة المبتكرة Neologism

(الوصول الى ليلى)
كانت الريحُ مشغولةً
بعدِّ أسى المحطّات
تُهرولُ مُستاءةً
تلمُّ عباءة الوقت
يقول د. فخري الدباغ ( الشخصية هي حاصل التفاعل بين التكوين البيولوجي والنفسية المتطورة وعوامل الثقافة المحلية والبيئة التي ينشأ فيها الفرد. امامدى التاكيد على عامل دون آخر فيتوقف على الاتجاه الذي تتبناه النظريات المختلفة).وقد نمر في عجالة في تناول اخر على بعض المفاهيم التي نعتمد ها من علوم النفس متوخين ان لا يكون ذلك من الثقيل الذي بصدق نحن به نستعين . الدخول التقليدي الذي لا نتبعه الا ان وجدنا فيه داليات . كما هو الآن الذي استكناه المعنى لما وسم النص وهو العنوان فيها بلوغ الارب والاستقرار وهو درب تحف به الوعثاء ويلازمه النصب كما سيتضح من السياق السردي وهو من سندرومات الاحتلال وعلامة على اللا توازن النفسي في ذات الشاعر مرحلة التقنع البياتي ذهبت مع الزمن نحن هنا في مرحلة النصوص التي فيه التشيؤ والتشظي والبعضنة وشخصنة الجمادات والمسخ والرسخ والحلول وعليه فان رتاج الوصول ليس دالة المبتغى بل اضمار العجز عن البلوغ والانحراف عن شطر الدرب والحور عن المسلك والذهاب الى حيث لم يكن بالحسبان ترميز الحسبان المعني اكتسب معنى ظني ووجدي انه الحس والحدس الوجود المادي والتوقان الروحي فكان ليلى يقول المنخل اليشكري :
ما شف جسمي غير جس مك ، فاهدئي عني وسيري 
واحبها …………وتحبني ويحب ..ناقتها…. بعيري
انه النصب وقد براه ضناه الشوق والعشق وحنين يقول قيس بن الملوح :
تذكرت ليلى، والسنين الخواليا وايام لاتخشى على اللهو ناهيا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبا بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له: بل نار ليلى توقدت *بعليا*، تسامى ضوؤها فبدا ليا
فان تمنعو ليلى وتحموا بلادها علي، فلن تحموا علي القوافيا
وتجرم ليلى ثم تزعم انني سلوت ، ولا يخفى على الناس ما بيا
الا يا حمامات العراق اعنني على شجني ، وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى في بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
خليلي إن ضنوا بليلى، فقربا لي النعش والاكفان ، واستغفرا ليا
الدخول الليلوي مع غوث الوصول هو مسار ركب الحرف في ضعن النص انه شحيح الامل شديد التعب اخذت منه سنوات فاقت العقد الكثير من طاقة التحمل بان نحوله وشطبته جروح ليس لها علامات ولكنها تحدب في الروح تحبو وتجري من موقع لاخر داخل النفس المجهدة من هول ما يجري. في كلمتين اطلق من سلاحة الناري المخصص للاستغاثة سيل من الاطلاقات تكاد تنفد ما لديه من مدخر . يعرج على الريح وهي التي محطاتها تفريغ لها وليس انتظار كلها خوار وخواء مهما جسمتها ووهبتها الكينونة تبقى الريح التي تجول في الابراح ان تستكين هنيهة تعاود الهيجان هنيهات في خارجة وفي ذاته متعجلة اخفاء عوارها وعريها وجروحها وما تفعل بمحاولة يائسة لجمع الزمن تقطيره في دنان التعتيق ولكن الى متى ؟ لا يجيب ليس لانه ظنين بل لانه لا يعرف كما الجميع متى توقف تلك الرعناء استهتارها بالسكون !!!!!
تتسلّلُ عَبرَ..
……….جوع النّوافذ
……….صدأ ألأبواب
………غسق القلوب
تذرعُ الأمكنة…كلّ ألأمكنة
…………………..في الغدوِّ وألآصال
تمرُّ عليهم..
………حيث لاوجود الاّ لأثرٍ مُندثر
………………………وبقايا مِن حُطام
تستصرخُ قبورَ الأحياء..
….قبراً قبراً
لا أحدٌ يُجيب
وهل العاهر تخجل وتلتمس الحياء؟ لانظن كما علمتنا الدنيا من ايام زلخية* واستر* حتى تقوم الساعة .فعن ماذا تبحث؟ وهي تتسلل خلسة تنقر النوافذ المغلقة والتي ما عاد فيها زجاج تمرق وتنفذ للفراغ بلا استاذان ولا حياء تستغل ان النوافذ خاوية كالعروش لا احد ينظر خلالها لما يجري وهل يحتاج العري امام المرايا التي تملأ الطرقات الى ان يعرف المرء بلا كساء؟ سغب مقيم في نوافذنا الرفيق الامين للقهر دعها تتأرجح وتمر وهل هناك ما بقي لم تجتحه تلكم الريح ؟ ابوابنا موصده ليس لاننا لا نريد الخروج ولكن النفس في انكسار مريب وقد نحتاج ان نذرف الدمع فلتكن لنا خصوصية ان نبوح كلمات اودموع وألم بعيدا عن الرقيب وان كنا نعلم ان للجدران ليس اذان بل عيون . الكشف السافر: حالنا؛ نحن عراة حتى من الاهاب تصفعنا الريح تارة قارس وتارة هجير . فالقلوب داهمها الغروب وهاتي علاماته الحمرة للرمزالتي تنزفه النهارات في العراق والامة .
الشاعر)
يُشعلُ قناديله في أُفقٍ قَتام
يُشاكسُ الريح حيثُ المَدى المُزدحم
….بأصواتٍ مُشَوّشة
…..يشربُها ألضَّجيج 
يتنفّسُ دُخاناً
…….امتطتهُ رائحةُ التّبغ
فتشظّى في رئتَيهِ
……….ألَماً
…….قَيحاً
……مَرارَةً 
يبتلِعُ طُوفاناً مِن صراخٍ
……………….توسّدَ أذرُعَ الغسَق لتجول لتتنقل لتذهب انى تشاء كل مكان من المباحات لها ان ادبرت او اقبلت وماذا تعنينا وهي استفردتنا واستباحتنا وراحت تعدو وتلهو بمقاماتنا وقاماتنا بالروح والجسد . عمّاذا تبحث وماذا تبغي؟ مالذي تريدين يا ريح غابة الاشجار مدفن للرماد والاحياء اموات؟ نبش فينا بهياكلنا وماضينا وما اهالته العصور من تربان تكشف لا مندثر ولا مدثر لا غايات ولااثر كل ما كفرته التقية اخرج بالسفور لانك وسيلة نسمع من تستصرخين حتى المهدي وهو هناةالحلاج في ذواتنا ووجدنا لن تسمعي كما يقول المصري صريخ ابن يومين فلا حياة لما تنادين . ما الذي تترقبين ؟ من يجيب ؟ حتى الجدران حفرتها الفئران والاسفلت حملته السرفات لم يبق الا النياسم وانت اتيتيها من دبر وقبل . من يجيب الصوان والحجارة الصماء اشجارنا تحدبت من العطش ولا احد عاطاها التأبير فكيف تثمر ظهرها كسير وعقيمة اضحت ؟

سوى (الحلاّج) يُجمّعُ أوصالَه
………………………مِن فَم الريح
وهذه الريح تُعلنُ
……………..أن لا وصول الى (ليلى)
فقد سرقوها…!
ولم يطلع (سُهَيلٌ) بعدُ.!!
وهو مازال ممسكاً صولجانه
يتحدّى الريح ..

على باب خرسان ذرور من بقايا رجل ضرير المعرفة بالبشر فاقاموا عليه الحد. لانه المحب والعاشق لم يؤذ احدا ولم ينازعهم العروش كفر لانه توحد بخالقه وهل انتم من يمثل الرب ؟مرت الريح بالنسيم الحلاجي لان فيه عبق مهدي انتظره المريد عبر السنين مع انه شاهده يلفظ انفاسه ولكن هو الامل لولاه من فسحة لضاق العيش ان كان هناك العيش. صدى صوته يرن عبر العصور تحفظه الريح ..ويغيب سهيل
اقتلوني يا ثقاتي ان في موتي حياتي 
ليس من فعل الزمان ولا فعل الزنات
ويعود ليقول:
سكوت ثم صمت ثم خرس وعلم ثم وجد ثم رمس
واصوات وراء الباب لكن عبارات الورى في القرب همس
واخر مايؤول اليه عبدٌ اذا بلغ المدى حظ ونفس
انه فينكس لايقوم ليعيد حياة فانية بل ليقول بفمه الممتلئ امسحوا ايديكم بالحائط .وهو ما تحت الفقد اعلنته الريح ان لا وصول لليلى العشق المفقود والامل المنشود والحلم الذي تكسرت شبابيكه والظل الذي بلا عكاز .لا ظهر له والمكتوم الذي ذاع ان ماتنتظر نهبه الهجامة والحوسميون الكبار ليس الاصابع والعيدان انه الكبير الذي علمهم السحر …ويجيبنا من نص الشاعر :
…………….توسّدَ أذرُعَ الغسَق
…………………..مُتسربِلاً 
…………………………….جَلابيبَ الضّياع
……………………………انكِساراتِ الزمن المُشوَّه
………………………….هجرة النّوارس
كُلّما ذُكر الوطن
ينهض مجنوناً
….كأُمٍّ ذُبح رضيعها أمام عينيها
..لاتجيدُ غيرَ
…………النَّواح
……….الفَزع
………التَّبتّل
بين الفَينة والفَينة
.اشارات يعرفها طارق الدرب من سهيل وان في الجنوب دائم وفي الشمال لا ترى الا في 25 اب وهو الايذان بذهاب القيظ واقتراب الغيث والبلل ليعوض اليباس .ومن نصه المتكأ عليه هو سهيلنا وليس سهيله بارق سنا السماء الذي يزاحم اليماني واتخذته ناسا دليلا فضائيا 
:
….يقفزُ مذعوراً مثل حصان مسلوب…
……………..اعتلى صهوته عابِث لايُجيدُ
…………………….ركوب الخيل فارساً
المُتنبّي يدقُّ أعماقه بمطرقة..
……(الخيلُ والليلُ والبيداءُ……..)

المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس في حقيبة سيرته الحكمة معبأة بكل الغنى الذي لن ينضبه الدهر انه اكمام الساحر كلما مر الزمن استخرجنا من بحره الدرر وهو الذي يقول بعدان امتحنه سيف الدولة وهنا سجال يدعم ما يقول عنوز :

ارسل سيف الدولة : 
امني تخاف انتشار الحديث وحظي في ستره اوفر
فان لم اصنه لبقيا عليك نظرت لنفسي كما تنظر 
واخازهما المتنبي :
رضاك رضاي الذي اؤثر وسرك سري فما اظهر
كفتك المروءة ماتتقي وآمنك السود ما تحذر
والمتنبي العظيم هو الذي يقول ويرجى التنبه لقصيدة الجواهري الكبير وداعا ايها الارق في التناص :
ارق على ارق ومثلي يارق وجوى يزيد وعبرة تترقرق

هوَ صوتٌ لكل ألأزمنة
……………….شاخَ فيه الترَقُّب
……………تناسلَ فيه ألانتظار
أسعِفيهِ أيتها القصيدة ؟
فما عادَ الشعرُ..
………سحابةً مِن وَدق
……ولاسيفاً بيد(ابي فراس)
ابو فراس الذي يقول : 
سيَذكرني قَومي إذا جَد جدهم، وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقد البدر 
فإنْ عِشت فَالطعن الذي يَعْرِفُونَه و تلكَ القنا ، والبيض والضمر الشقر
وَإن مت فالإنسَان لا بد ميت وَإن طَالَتِ الأيام، وَانفسَح العمر
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددت ، اكتفوا بهِ؛ وما كانَ يغلو التبر ، لو نفقَ الصفر

ويقول العنوز :
ينامُ مَكلوماً على جراحات الوطن
…يتلَمَّسُها جُرحاً جُرحا
فيفزُّ مفجوعاً
يبكي الوطن ..
…دمعةً وقصيدة
بينَ القصيدة والوطن..
…مُدنٌ مِن عُنفوان
..أُفقٌ مِن تجلّ
ذلك البهي طلوعه الذي قال عنه المعري :سهيل كوجنة الحب في اللون وقلب المحب في الخفقان ذاك معين الضارب في مسالك البيد الذي يلي الشعرى اليماني في الاشراق ونهاية السموم وبداية فصل جديد لم يظهر بعد وهي اضغاث مهدي مات رفات تذروه الريح يحمل صولجان من رماد يقارعها به .

يُمنّي نفسه بقُبلةٍ..
…………….مِن (ليلى)
ويُعلنُ أن لاعودة بدونها…

تتحدى من والريح بلا امان تميل وفق من تشاء بل امتطاها الفارس الهجين وان سلبت وموقعها اثر بعد عين من ينجزك الوعد عمر بن ابي ربيعة يقول:
ليت هند انجزتنا ماتعد وشفت انفسنا مما تجد
كلما قلت متى ميعادنا ضحكته هند وقالت بعد غد

ابقى حيث انت لا ليلى تعود ولا يعود الغد من الامس الذي طواه فلازم مانت عليه عصي الدمع شيمتك الصبر ولا تامل ليلاك تقول مع الاخيلية:
عفا الله عنها هل ابيتن ليلة من الدهر لايسري الي خيالها
وتقول :
لعمرك ما الهجران ان تشحط النوى ولكنما الهجران ما غيب القبر 
وتجمل بما قاه حبيبها توبة :
وقال رجال لا يضيرك نأيها بلى كل ما شف النفوس يضيرها
أليس يضير العين ان تكثر البكا ويمنع منها نومها وسرورها
اخذت الريح كل ما امامها وان تعود متى ذهبت حتى تعود وتلكم المحطات سجون لنا فالريح تجري بحرية وتحدٍّ وكما يقول ريجيس جوليفيه: * كل ما هو عظيم يزول ؛وقوى التحطيم تاتي دائما عند آخر الاعمال الانسانية . ولا شئ يبقى ، وسرعان ما اراد الانسان تخليده والماضي هوة سحيقة يغرق فيها كل شئ* وان كان (هدجر) يرى الحياة الحقة تكون في الياس ، فان (جان بول سارتر) يراها فيما وراء الياس . ويقول : استبدال النظام المفتوح المضئ للعقل الذي جعل لادراك الوجود وقوانينه المطلقة نظاما تجريبيا في سجن بلا ابواب وبلا نوافذ( يرجى ملاحظة التناص مع قصيدة لادونيس ).
ما يسعنا قوله ان قصيدة ما بعد الحداثة رغم انه مصطلح قديم يعود لعقود مضت هي قصيدة بالغة التعقيد ، الصعوبة ليس من استحضارات التعريفات النقدوية التقليدية فعندما يعتقد المكولج ان التنضيد يسير يعتقد ان النقد كذلك نحن نزعم ان النص بالغ التعقيد وكذلك النقد لان كم من المعرفة هائل يستند له الناص والناقد وليس الحرفية النصية ومجرد اللغة التقليدية نحتاج كل المخزون المعجمي ولكن باستخدامات حداثوية انها من المشاق والتي من يجهل يعتقد انها الترصيف للمكاميك من الوحدات الصغرى يصنع الكبرى ومنها يسطر الرص السردي. وهو من الناقد المكين موضع ينكشف مهما كفر بالاسمال اللفظية . فهم قصيدة النثر تفهمها (د.زها حديد) اكثر من (ابن سلام الجمحي) فليس لغة مفرداتية ونحو وصرف وفقه لغة وبلاغة انها هندسة لا تقليدية ورياضيات لا تقليدية . انها معمار عبثي يهدم ويبني ولا يقوم على قواعد متعارف عليها ان كم الانزياح هائل في المعنى والمفردة والاشتغالات النحوية المسند اليه قد في الخاتمة والمشبه قد في العنوان والفاعل في النهاية والمطلع مفعول به اضمارات وتوريات ويختم الشاعر اجاباته بنصه الموسوم *الشاعر* حيث يفصح عن عما يعتوره من مداخلات العام الذاتي بالخاص الموضوعي الوطن والمحبوب الماضي والغد في الحاضر الهيولي :

..راياتٌ مِن شموخ
………….يبتلعُ كلّ
………………..غبار الخنوع 
……………..سَخام الهزيمة
……………وجع ألانكسار
أسعفيهِ أيتها القصيدة..؟
………..لتزدهي الحروف
………يضجّ الضّوء
………يورق الصّباح
فيرقص الأمل مَفتوناً
على تراتيل شاعر الوطن
………………………
ولذلك استعنا ب(ميشال فيكو) للوصول الى جيولوجيات تكتونيات (رولان بارات) . ما يحدث في المحيط له الاثرالعاطفي للارتكاسات الوجدية يقول الن هاو* يعارض (هابر ماز) حاجات النظام في المجتمع الحديث بحاجات عالم الحياة؛افق المعنى الذي يشكل خلفية الحياة اليومية حيث توجد امكانية التوصل الى توافق تواصلي بين الذوات ……..ان الولايات المتحدة الامريكية قد تطورت تطورا بالغ النجاح على صعيد النظام وانما على حساب التكامل الاجتماعي الذي يجري على صعيد الحياة هذا البلد مجتمع ذا ثراء ويسر عظيمين الا انه مبتور وناقص على صعيد عقلنة عالم الحياة * من نفهمه ان ما يحدث لدينا بفعل ادوات مجتمع فاسد وناقص وبمن يستعين ؟ الشاعر اجاب لان المتحصل الفكري والثقافي له يؤهله ليقدم رؤية يقول (لوسيان غولد مان): *ان تظهير علاقة هذه الابداعات الثقافية مع بعض الحقائق الاجتماعية والتاريخية يشكل ، بمجرد تكونها، مؤشرات ثمينة تخص العناصر البنائيةلهذه الحقائق*ويقول : *ان الصراع السياسي اليومي ، والحاجة الى محاربة الخصوم بجميع الاسلحة ، كثيرا ما ينتهيان الى التاكيد على وحدة ضرورية بين الانتاج الادبي وفعل الفرد ، اذا ما حكمنا عليهما من وجهة نظر اهميتهما الاجتماعية الموضوعية *ويقول (جاك لينهارت) في قراءة سياسية : كان الكاتب يشكل ، هو واللغة ، جسما
واحدا وبالتالي هو الايديولوجية الخاصة بهذه اللغة ومن الان فصاعدا ،فان تباعدا قد شق بينهما بل ان وظيفة الكاتب اصبحت تميل الى جعل هذا التباعد موضوعا لها . فبالعمل الذي يمارسه على اللغة ،يربح الكاتب حق تحريف المجرى الايديولوجي ، فيقيم نفسه كوعي خطابي شقي، ان البداهة قد تخلت عن اللغة مثلما تخلت عن وعي الكاتب فاذا ظهرت بعض القيم * اصلية* فانها تعد قابلة لان تقال * هذه التضمينات تفكك الدوال وتعين في ادراك المداليل التي تناولناها وهي ارهاص لما تناولناه ونعد نص قصيدة *الشاعر * ل(العنوز) فيها التجلي السافر عما اراد في النص المنقود. ولذا رغبنا ان نضيفه للسياق كخاتمة لولا متطلبات النشر والحيز المتاح للنشر .



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واسني بالسهى
- نقد ثقافي /10
- الأصيل المشتهى
- هيا ... نتعانق بصمت
- نقد أنثوي/نص الشاعرة اللبنانية فاطمة منصور
- ادفئوا الشيخ انه يهجر !!!
- نقد ثقافي /9
- سفر التكوين ونبذة من نشيد الانشاد (نص للراشدين ومن راسخ بالع ...
- فناء شجرة إسمها الخلود
- اللوان غواش
- نقدثقافي /8
- بينونة صغرى فصالنا
- نقود ثقافية /7
- نقود ثقافية /6
- وكر الوقواق
- حلي أزارك...المخدع أمين
- مطالعات نقدية ثقافية في ومض أنثوي /8 الخاتمة
- هذاذيك حني
- نقود ثقافية /5
- نقود ثقافية /4


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد محمد مهدي غلام - نقد ثقافي /11