أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - طبيب الأرواح














المزيد.....

طبيب الأرواح


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 02:18
المحور: المجتمع المدني
    


عندما نعيد ترتيب المشهد في حياتنا اليومية سيبدو لنا جلياً في أي دائرة كنا ندور,ونحن نصارع الأقدار لنقوم بتغيرات قد تبدو في أوقاتها ضحمة لكن بعد النوم ليلة وراء ليلة تصبح بلا معنى..

مالذي يحدث في النوم؟ ليستطيع أن يتقن عودتنا اللامتناهية على طريق السلوك الصحيح بين براسم الأيام,ومهما تطاول لنا البنيان التقليدي اليومي لا بدَّ من بقعة أملٍ يسود.
فما هي هذه السهام التي تدخل أجسادنا أثناء النوم,وتعيد بناءها روحياً ونفسياً وجسدياً بعيداً عن الفلسفة المعتادة؟

في أولِ غمضةِ عَين يتناولنا طبيبُ الأرواح,فترتاحُ الآلامُ في أجسادنا ويستقرُ العقلُ,فلا نحتاج إلى الدواء إذا كانت ساعات نومنا مستقرة هادئة بظروف بيئية مثالية.
كلنا نعاني الأرق والصعوبة في النوم,فاسترخاء الروح والعقل والجسد عملية معقدة نقوم بها بآنٍ واحد,وندخل بأشياء مشوشة كثيرة,وتدور في رأسنا أمور لا متناهية لاتستقر أبداً فينا ولذا يصبح النوم مشكلة.

ولكن ماذا لو نمنا كالأطفال؟دون اللجوء إلى الحبوب المنومة.
ماذا لو تصرفنا كالأطفال؟فهم ينامون نوماً هنيئاً طبيعياً كالخيال.

ماذا لو تركنا أمراضنا النفسية قبل أن نلبس ملابس النوم,واعتبرنا ملابس النوم ملابس ملائكية طفولية روحانيتها عالية,نعتني بنظافتها كل يوم وبألوانها كأن تكون بيضاء جميلة لطيفة.
نطهر طريقة ملابسنا ثم ندخل بالتطهير الحقيقي لأرواحنا,إن كان في وسعنا أن نفعل ذلك بملابس النوم كل يوم سنشعر بصحة جيدة وحيوية مبالغ فيها.
ندخل بعد ذلك في حركة تأمل كبيرة تشمل جميع ما مرَّ بنا من أمراض حولنا,ومن دون أن نخسر روحنا التي يعجز البشر عن تقديم المساعدة لها,فلا أحد يستطيع أن يعالجك سواك.

كما قناعتنا التي نعيش بها يومياً نخلقها بمساعدة مجتمعنا وأفكارنا اليومية,ثم تكبر هذه القناعات رويداً رويداً لتصبح حقائق في حياتنا ملمّة بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا,وماهو إلا انعكاس لطريقة حياتنا اليومية وتفكيرنا وحماقاتنا وانزوائنا خلف أعيننا.

لا أحد يعرف في الحقيقة ماذا يمكن أن نفعل,في داخل كل شخص بيننا طفلٌ ساكن,مستغرب,لا تَوقُع لأفعالهِ.

أريد أن أتحرر من كل قناعاتي حين أعجب بنفسي,وتتطور الحياة عندما أشعر بالأمان مع هذه النفس..

فحتى أفكارنا لا تخصنا فهي مكتسبة لا قيمة لها,وبمجرد أن اختفت هذه العقدة يصبح الشيئ الذي نؤمن به حقيقة بلا مبررات,نخرج من بؤسنا ويبدأ معنى الحياة يسطع كالشمس والفرح,وتبدأ فلسفة جديدة في تفكيرنا كإنسان,وتبدأ معتقداتنا القديمة تتبخر لتكوّنَ يقيناً راسخاً وجوهرة لبدء علاج روحي ذاتي.

تبدأ رحلة البحث عن الله من ذاتنا,والتذلل والخضوع للذات الإلهية الراسخة فينا.ونبدأ فكرة الإنسان الباحث عن السعادة,بطرحٍ كاملٍ عن كيفية الوصول لهذا الكنز الغير فاني من دون خرافات.

للعلم الروحاني معنىً آخر لا تدخلهُ البدع ولا علاقةَ له بالأديان,هو موضوع قيّم ومميز يتعلق بالتحرر من حالات القلق والاكتئاب والحزن الملازمة لنا,ولا يتعارض مع الأديان والإيمان,فراحة القلوب لا تحرمنا من التوغل في الأديان.

ليس علينا إلا أن نساعد روحنا على فهم أنفسنا,ونركز على المعنى الخالد للروح بقوة,فتسري السعادة فينا وحدنا ونستمتع بها.
وحدنا مَنْ ننشرها وإن كانت من حولنا الأبواب موصدة,لتلقي السعادة الذاتية عند وصولنا إليها,فلا تتوقع أن تبنى الحضارات وأن تتشارك الأديان بالتلوين والتنويع ظاهراً وباطناً.

فسر الحياة هو السعادة الذاتية.



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتى وفتاة سكايب
- لا يقهر المرأة إلا المرأة
- أخطر أشكال العنف ضد المرأة!
- الرجل سلعة العصر
- السفر بين الأزمان
- امرأة من جينز -Jeans-
- رسائل الغفران
- من هم الذين يبقون في زوايا حياتنا ؟
- حضارة التكنولوجيا والوعي الروحي
- أنثى من خشب
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب


المزيد.....




- يونيسف تعرب عن قلقها العميق إزاء محنة أطفال جنوب لبنان
- وفد الحوثيين المفاوض لشئون الأسرى يلتقي نائب المبعوث الأممي ...
- وزير الداخلية الإسرائيلي يأمر بعدم منح أمين عام -الأونروا- ت ...
- مفوضة حقوق الطفل في روسيا لـRT: تم لم شمل 70 طفلا مع أقاربهم ...
- الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى تحقيق مستقل في مقابر غزة ...
- تل أبيب في وضع حرج.. صفقة تهز الحكومة أو اعتقال يزلزل إسرائي ...
- بريطانيا تعتزم ترحيل أول دفعة من المهاجرين تشمل 5700 طالب لج ...
- نتنياهو يناشد زعماء العالم منع مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل
- ترامب يعلن استعداده لاستخدام الجيش لطرد المهاجرين غير الشرعي ...
- مفوض الأونروا: لم يُطلب من سكان رفح بجنوب غزة إخلاء المدينة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - طبيب الأرواح