من تآمر على لاءات (ناصر) ورضخ للاءات الصهيوني... شريك في انتهاك (الحرم)وكل(الحرمات)!!!

خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم يكن الصهيوني ليجرؤ على انتهاك (الحرم القدسي)لو علم أن ذرة كرامة عربية واحدة سيحركها هذا الحدث,لقد اعتاد أن ينتهك كل الحرمات ويسقط كل المقدسات ,واعتاد أن يسمع منا العويل بعد كل مذبحة .
فحرمة الأقصى مع كل عظمتها وما تعنيه لكنها ليست أعظم من انتهاك حرمة الدم الفلسطيني المباح يوميا ولا أعظم حرمة من أعراضنا التي تُزج في المعتقلات أو تُسفك بدم بارد على الأرصفة ,ولا أعظم حرمة من حرمان الحرية لطفل لم يبلغ بعد أشده يُرمى خلف القضبان أو تُزرع في جسده الطلقات دون حسيب ولا رقيب ,ولا أعظم
حرمة من النفي والتشريد ومصادرة البيوت وهدمها ولا أعظم حرمة من الحصار والتجويع والتعطيش والموت ببطىء لشعب كامل تُرك وحيدا في مواجهة أعتى وأظلم قوة متوحشة عرفها العصر الحديث,كل هذه الحرمات انتهكها الصهيوني ولم نسمع من النظام العربي الرسمي سوى الإستنكار ,حتى الإستنكار تنكر هذه المرة للمظلوم ووقف في خندق الظالمين ,ولم يبق لفلسطين سوى أبناؤها يذوذون عنها وعن كرامتهم بما تيسر وتبقى من أرواح ودماء وحرية لم يصادرها أبناء (الأوسلويين ) ودعاة السلام الممسوخ كوجوههم.

يوم كانت (لاءات ناصر) محمولة في الصدور كتعويذة ضد شياطين الهزيمة ومحمية برقيتها الكبرى(ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة) كان الصهيوني يجوب العالم ليبحث عن صيغة ما وعن وسطاء سلام وعن منافذ يدخل منها واحة المفاوضات لمجرد الجلوس مع خط المقاومة ومن يمثلها مستجديا إعترافا ولوغير مكتمل المواصفات .مجرد إعتراف ليس أكثر, وبالرغم من كذب الصهيوني بكل طروحاته منذ نشأة كيانه وما قبله وما بعده فيما يتعلق بالسلام ,لكن يكفي أنه كان يعيش هاجس الخوف من أمة ظلت لفترة ليست بعيدة تحفظ قليلا من ماء الحياء في وجهها,هاجس الخوف من بندقية تفتخر بعمقها القومي والديني ,هذا العمق الذي أصبح اليوم خبرا في سياق يترحم كل يوم على قطعة تُسلخ من تراب الوطن وعلى شريحة إجتماعية من هنا أو هناك أصبحت في ظل الهزيمة والضعف العربي أمة !!!

ليس الصهيوني وحده من انتهك حرمة (الحرم),فكل من تآمر على لاءات (ناصر)علنا أو سرا هو شريك كامل في انتهاكه,كل من أسقط هذه اللاءات من قاموسه واستعاض عنها بأوهام السلام مع الصهيوني هو شريك كامل في انتهاكه,كل من تعرى من ثوب لاءات (ناصر)وقف مكشوف العورة مفضوحا أمام جبروت الصهيوني الذي أطلق لاءاته المضادة مبكرا وعلنا هو شريك كامل في انتهاكه,ولكن دعاة السلام الممسوخ ,أيضا ,ليسوا بعيدين عن مشاركته في هذا التعنت والخضوع المذل لخياراته .فللصهيوني خيارات أعلن بعضها مبكرا ,كتقسيم فلسطين ,ليستكملها اليوم بلاءات وثوابت غير آبه لا بمواثيق ولا بقوانين أمم متحدة ولا يكترث بأمة تتلهى بحرب بسوسها وجملها وكل ما يحمل التاريخ من عفن .

كانت لاءات ناصر سمة الصراع مع الكيان الصهيوني ,وكانت تحدد العلاقة معه حيث المعادلة واضحة( اسرائيل غدة سرطانية في جسد الأمة ...ويجب استئصالها)...تشقلبت المعادلة رأسا على عقب,فالكيان الصهيوني لا يرفض فقط الإعتراف بالهوية الفلسطينية ,بل أن الهوية العربية نفسها وعلى مستوى الأمة أصبحت موضع تشكيك من الصهيوني وحلفاءه وأذنابه من قوى الإستعمار والرجعية العربية الغارقة حتى الأذنين برمل التآمر والخيانات,وأصبحت لاءاته (لا لدولة فلسطيتية...لا لمواطنين غير يهود داخل حدود دولة اسرائيل...لا وجود لشعب فلسطيني ...لا قدس إلا قدس التوراة...إلى باقي ال(لاءات) التي تنكر وتنفي حقنا ليس في فلسطين فقط ,بل على كامل التراب العربي....إن بقي تراب عربي طالما كل يوم نثدم تنازلا ونفتح بابا لحرب أهلية وننبطح أكثر وأكثر على باب المشروع الصهيو_أمريكي وأعوانهم ......يا عرب ..ليس وحده الصهيوني من انتهك الحرم القدسي ,بل كل من انتهك وتآمر والتف على لاءات (ناصر) ومبادىء ناصر هو شريك للصهيوني بجريمته ,,وتبعاتها.
(العروبة هي الحل)

#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل