أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - حين يكون الوعي ذبابة !














المزيد.....

حين يكون الوعي ذبابة !


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5586 - 2017 / 7 / 20 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نحاول قتل ذبابة، نخفق أكثر الأحيان، لماذا؟
لأننا مهما كانت حركة يدنا سريعة، هي بطيئة جداً بالنسبة للذبابة لتركيبة عينيها المؤلفة من عدسات كثيرة وفرتها لها الطبيعة لتحميها وتوفر لها غذائها. فالعالم من حولها يتحرك ببطئ كما في فيلم حين نبطئ حركته. حينها نصبح قادرين على الإنتباه وتمييز أبسط الحركات والإيماءات التي قد تفوتنا عما يكون عليه الفيلم في سرعته المألوفة.
وهكذا نحن. في مقتبل أعمارنا نعتقد أن العالم بطئ من حولنا لسرعتنا والطاقة التي تحتوينا. تشغلنا بادئ الأمر ولانعرف كيف نتصرف حيالها، وقد نضيعها في بحثنا عن كيفية التصرف والعمل بسرعة هذا الخزين من الطاقة والحيوية، فلا نعود نشعر حتى بالزمن من حولنا، وبأننا نفقد كل لحظة وللأبد ولانعي حتى ذلك.
أما حين نبلغ أواسط أعمارنا، فتبدأ حركتنا بالبطئ، وأقصد بالحركة هي الزاوية التي نتمعن بها الحدث. فلا تعود تبهرنا الأشياء ببريقها الأول فقط، وإنما نغربلها بمنخل العين الثالثة، والتي نحاول من خلالها التوصل لعمق هذا البريق وماقد يخفيه. ونحتاج بطبيعة الحال للكثير من الزمن للتأني والمراقبة، ونشعر لأول مرة ببطئ الحركة من حولنا وكأننا خارج هذا الإطار، ونحن من يراقب والكل يتحرك ببطئ من حولنا، حتى لكأننا نستطيع لوهلة الإحساس بل ولمس النواة الأولى، لنشعر بحركة الأشجار والريح ونمو الزهرة بكل مراحلها من البرعم وحتى تفتحها بأجمل ماتكون وذبولها، كل ذلك نراه في لحظة واحدة. هذا النشيد الكوني نسمعه في أعماقنا التي تحاول فهم مغزى مايجري، وربما قد لايكون هناك مغزى ما. ولكنها فطرة الشك والفضول بطريقة أخرى، غير فضول التهافت السريع لسطوح البريق الأولي الزائل، الذي يجذبنا في بدايات حياتنا.
ويصبح الزمن بلورة تبدأ بالإنكماش بين أيدينا تدريجياً حين نعي كل ذلك، ولانعود نستطيع فعل شئ حياله. نود لو نستطيع على الأقل إيقاف هذه البلورة بالإضمحلال، لنستطيع فهم وإستيعاب الكثير مما فاتنا والإستمتاع بكل ذلك. ولكن هيهات، فالطاقة والشباب الذي عهدناه هي الأخرى بدأت تذوي والزمن يتسرب من بين أصابعنا كرمال ناعمة لاتحتاج الكثير من العناء، بل تنزلق بكل سلاسة الى البداية الأخرى للنهاية.
وأعود للذبابة ألتي أتمنى لو كنا نمتلك وعيها الغريزي، والذي لو أمتلكناه منذ سنواتنا الأولى، لأستفدنا من كل هذا الطاقة ولكن في مراقبة أعماقنا والعالم بعمق. ولأمتلكنا إن لم يكن كل الزمن، فأكثر من بعضه للوصول أو محاولة الوصول لفصل جوهر الأشياء عن سطحها.
إذاً هل ثمن هذا الوعي هو قتلنا للذبابة في داخلنا؟!



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعابير العدم
- ستقضي العولمة على نفسها ببراقش !
- أتون ليل
- مخاض موت مجرة
- قلق الغياب
- همس جرادة
- القبض على غربة متلبسة بإثم وطن!
- أنة النثيث
- الغربة باب
- لم أصل بغداد الا أمس!
- سرمد الغياب
- هل أكون أو من أتوهم بكوني؟!
- ياسٌ ظن نفسه يأساً !
- هجرة حقيبة
- صبر السؤال
- ذاكرة ياسمينٍ منسيّة
- حين تحبو الأرصفة
- مابين ال بين وال بين، لعله البيان !
- تغريدة بلبل
- أسماء بلا شاهد


المزيد.....




- المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيز تدعو لحمايتها من العقوبات ...
- ترامب يحث زيلينسكي على ضبط النفس: لا تستهدفوا موسكو
- الهند تُلزِم شركات الطيران بفحص مفاتيح الوقود بعد حادث بوينغ ...
- شبح الحرب التجارية يلوح من جديد.. آلاف السيارات مكدّسة في مو ...
- حمير غزة.. من تل أبيب إلى أوروبا؟
- ما الذي يحصل في مدينة السويداء السورية وكيف تطورت الأمور هنا ...
- البيت الأبيض يكشف لـCNN تفاصيل التحقيق بشأن استخدام بايدن لل ...
- ترامب يدافع عن منح روسيا -مهلة الـ50 يوما- لإحلال السلام مع ...
- أكسيوس: مهلة أميركية أوروبية -نهائية- لإيران حتى آخر أغسطس ل ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: قتلى وجرحى إثر تجدد الغارات الإسرائيلي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - حين يكون الوعي ذبابة !