أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المنصور جعفر - تأثيل الماركسية اللينينية ضد التعامل العشواء مع ظواهر الإلحاد ومع ظواهر الإيمان














المزيد.....

تأثيل الماركسية اللينينية ضد التعامل العشواء مع ظواهر الإلحاد ومع ظواهر الإيمان


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 08:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



بدأ تبلور الماركسية-اللينينية بنقضها جميع التصورات والفلسفات والمعارف والعلوم والنظريات المادية والمثالية التي كانت قد توصلت إليها البشرية، وبذلك النقض بدأت الماركسية اللينينية بلورة سماتها كجدل علمي انتقادي مستدام، مسترشد بالفهم الموضوعي للتاريخ والصراع الطبقي، وبهذا النوع الثوري العلمي من الجدل رفض الرفيقان ماركس وإنجلز فكرة الأطر الذهنية منتقلين إلى فكرة الوسائل الذهنية (الرصد والدراسة والانتقاد والتغيير) أو ما نسميه حاضراً "الدراسة العلمية".


من الخطأ ان تنسب دراسة ما لـ"الماركسية" أو لـ"العلم" إذا كانت منحصرة في تصور مادي ضيق خال من الأبعاد الإجتماعية، أو إذا كانت منحصرة في تصور مثالي أو ديني خال من الأبعاد المادية، أو من الأبعاد الإجتماعية. ففي الحالتين تغيب بعض أهم سمات الفهم العلمي لطبيعة المادة والتاريخ وهي "التنوع" و"التفاعل".


أسلوب التجزئة والانحصار بضيقه في النظر وفي التحليل وفي تحديد التناقضات وفي إهماله التغيير الطبقي الإجتماعي للموضوع لا يمكن نسبته لـ"الماركسية" أو لـ"العلم" بل إن نوع المعرفة غير المرتبطة بالصراع الطبقي، أي التلقائية أو المدرسية الجزئية التي تفصل بين "الماركسية" و"العلم" قد تعبر عن تصور ديني ومثالي لكليهما. لذا رفض ماركس مرة أن يسمى "ماركسياً" وان تسمى أعماله "ماركسية"، فقط أستمر في دراساته ونضاله مؤسساً بدايات معرفة جديدة نسميها (علماً) جديداً وهي ليست سوى بدايات معرفة تتبلور وتتغير بـ"الثورة" في المجتمع وجدل أوضاعه وعلومه.


هل هناك "ثورية" ترتبط بالصراع ضد "الدين" أو بالتطابق مع "الدين"؟ هذه مهمة غير ثورية الان، وقد تولاها منذ الاف السنين شقا الفلسفة القديمة. أما في عصر الاتصالات فلاحاجة معرفية أو سياسية لرفض هذين الشقين أو للرجعية إليهما بوضع "الماركسية" أو "العلم" أو "الثقافة" فوق رماح تنسب إلى "الموضوعية" و"حرية التفكير"!، فبإمكان من يريد أن يهاجم "الإلحاد" أو أن يهاجم "الإيمان" دون ان يحاول وضع مجرة ذهنية كـ"الماركسية اللينينية" في حسابه الخاص، بل بإمكانه الاستعانة ببعض دراساتها عند تعامله مع ظواهر "إلحاد" أو "إيمان"، مع مراعاة النسبية في هذه الأمور فليس كل إلحاد طيب ولا كل إيمان شرير ولا العكس كذلك.


بدلاً للدراسات الضيقة الدقيقة (الفيلولوجية والامبريقية) خارج عوالم الكيمياء والأحياء قد يجد المهتم بأمور المعرفة ومراحلها بما فيها مرحلة البدايات العشواء، ثم مرحلة التصوف بتحديد السمات والأسماء والعلاقات، ومرحلة الدين ومحاولة تحديد سبل السعادة ومرحلة العقلانية ومرحلة العلم الحديث ثم مرحلة الوعي، ان بعض معالم الموضوعية والتفكير الجدلي تحثان على دراسة التنوع والتفاعل في معرفة ظواهر الطبيعة والمجتمع، وعلى بيان التناقضات والأطوار والمسارات التي إتخذتها هذه المعرفة أو تلك، وصور تغيراتها، وان المعرفة المنظومة كدراسة موضوعية وعلمية ليست أكثر من "تاريخ": تاريخ رصد تنوع وتفاعل وتناقض وتغير في الظاهرة، وتاريخ تغير ظروف رصدها. هذا التاريخ غالباً لا يسمى "ماركسية" إلا عند معجب أو كاره، والإعجاب والكره ضد الموضوعية والعلم، كذلك لا يسمى "علماً" إلا كرماً أو جزافاً.


ماذا يعني اصطلاح "دين"؟ أو إصطلاح "علم" وما هي معالم هذا الإصطلاح أو ذاك؟ أين يبدأ هذا الإصطلاح أو ذاك في الذهن أو في الحياة؟ وأين ينتهي؟ ما هي ظروفه وصوره الإجتماعية؟ ما هي طبيعة تواصل بعضه مع الصراع الطبقي والنضال ضد سادة قريش أو ضد التجار في الحرم القدسي أو ضد فرعون وآله السودانيين؟ وما هي معالم طبيعة تكون ثم تناقض بعضه الإمبراطوري أو العنصري مع مصالح الكادحين؟


لعل التأثيل والجدل كأسلوب تفكير ومعرفة أكثر حيوية وفاعلية للذهن والنضال الثوري من ضيق أوهام المعرفة المثالية القائمة على المجادلة "في الدين" ضد تفسيرات أخرى أو المجادلة "ضد الدين" وضد مذاهب فكرية أخرى إلى ما لانهاية أو المجادلة "في الماركسية" وضد تفسيرات أخرى لها أو "ضد الماركسية" ومذاهب أخرى شبه لها وغير ذلك من وجوه المعرفة والفلسفة القديمة التي كانت ولم تزل تهتم بإثبات صحة الأفكار من خلال أجوبة تنتقيها أو بتحديد حوادث توكد بها سراء أو ضراء فترة سياسية معينة، لتوكد بها صلاح فكرة ما فيها بمعزل عن دراسة تغيرات ظروف وعناصر وعلاقات الحياة الاجتماعية حولها.


إذا درسنا ظاهرة ما بشكل موضوعي يشمل عناصرها، وأزماتها، وتحولاتها، مهم أن ندرس تنوع وتغير الظروف المؤسسة للظاهرة وطبيعة تكون مفرادتها وتفاعلاتها وكذا في مجال تغيراتها، كالعلاقة أو التنافر بين الإسلام في واشنطون والإسلام في الرقة أو بين القرن الكذا والقرن الكذا أو أو، أما حكاية المثاني التجزيئية والإجمالية من نوع "الليل و النهار"، و"الظلم و العدل"، و"الإيمان و الإلحاد"، و"الماركسية والدين ، "البروليتاريا والمستغلين"، "المركز والهامش" إلخ فهي مثاني نافعة في الشرح والإيضاح، لكن في أمور المعرفة الموضوعية فيها ضرر الحصر والضيق إذ تعسف تنوع أساليب التفكير وقد تغلق بعض أحوال الخروج من المعاقد الفكرية والمظالم الطبقية والاجتماعية.


ننتبه في بناء وصقل الأعمال الفكرية إلى أهمية العناية بالتفاعل وحيويته ضد يباس الصور المثاني، وأن نهتم بالضبط والتحديد وضد التعميم والجزف.



مع النسبية والتقدير


المنصور جعفر

♦ ♦ ♦ ♦ ♦



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالكتيك شيوعي للغة العالم والحزب والزعيم
- ديالكتيك بداية -العقل- ومواته
- تأثيل حكاية -أنا- مهزومة عن طبيعة الحزب
- تأثيل أطوار المعرفة وبعض تغيرات التفكير والنخب (نقاط من مهدي ...
- نحو تقييم آخر لصراعات الحزب
- تعقيب على موضوع بدأ سنة 1903 ومستمر في السودان منذ حوالى 26 ...
- التحليل المعرفي لطبقات التاريخ .. التأثيل: نهاية مرحلة العقل ...
- ((التأثيل)).. لمحة مستقبلية من التاريخ السياسي لتراكم وتطور ...
- القطيعة المعرفية في التقدم الفكري
- مصر بين عشرتين
- محجوب شريف مناضل شيوعي شديد الكفاح
- الديمقراطية والتكنقراطية في أعمال القانون والمحكمة الدستورية
- لمحة من الإعتقادات في مصر القديمة وعهودها الرومانية المسيحية ...
- أهمية التأثيل للخروج الإشتراكي من حالة الصراع الدموي بين أفك ...
- الأستاذة سعاد أبراهيم أحمد
- معالم الخطاب البرجوازي الهمام في وسائط الإعلام
- يا تاج السر معذرة. .. نحن في مرحلة إنهيار الدولة الرأسمالية ...
- الملخص العام في تكون وتفكك دول الإسلام
- مصر بين رأسمالية إنتاج الفساد والأسلمة والإنهيار.. وضرورة ال ...
- مسدس تضخم الحركة الإسلامية... الإزدواج في السياسة وفي التأجي ...


المزيد.....




- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المنصور جعفر - تأثيل الماركسية اللينينية ضد التعامل العشواء مع ظواهر الإلحاد ومع ظواهر الإيمان