أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1














المزيد.....

على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب مصطفى محمود، رائد التّدليس في العالم العربي والإسلامي، كتابًا سمّاه "القرآن كائن حيّ"، وقد نظرتُ في ما إحتواه من كلامٍ فلم تحصُل لي أيّة فائدة تُذكر، ذلك أنّه كتابٌ لا يقول شيئًا، تمامًا كما هو الحال بالنّسبة للقرآن نفسه. وقد خطر لي أن أُدوّن بعض الملاحظات على هامش قراءتي له وأن أنشرهَا لعلّها تفتحُ أعيُن وعقول من وقعوا في فخّ مدلّسي الإعجاز العلمي في القرآن وكهنة الوَهْمِ المقدّس.
.
أمّا بالنّسبة للملاحظات، فهي كثيرة جدًّا. وكيف لا وهذا الكتابُ يتطرّق إلى خرافة لم تثبُت حتّى إسلاميًّا؟ فعدد كبير من المسلمين أنفسهم يُنكرُون ربط القرآن بالعلمِ وحجّتهم الرّئيسيّة في ذلك أنّ القرآن كتابُ دين ثابتُ الخطابِ والمعنى ولا يجوز ربطه بالعلم لأنّ العلم متغيّرٌ وتراكميّ، فعلاقة كهذه لن تؤثّر على العلم وسيكون الخاسر الوحيدُ فيها هو الإسلام والقرآن... وهناك إعتراضاتٌ أخرى كثيرة قد نُخصّص لها مقالًا أو أكثر في يوم من الأيّام...
.
وأوّلُ هذه الملاحظاتِ تتعلّقُ بعنوانِ الكتاب نفسه، بما أنّه الواجهة وأوّل شيء يُقرأ: "القرآنُ كائنٌ حيّ". لكن، لنعُد إلى الأصل ونُعرّف الكائن الحيّ، قبل كلّ شيء، لكي تتّضح الصّورة.
.
تقول موسوعة "ويكيبيديا": "الكائن الحيّ هو أيّ خليّة أو مجموعة خلايا متمايزة أو غير متمايزة تتّصف بقيامها بالوظائف الحيويّة التي تجعلنا نصفها بالحياة مثل التّنفّس والهضم والحركة. أهم الأحياء: جراثيم، طلائعيات، فطور، نباتات، حيوانات، الإنسان. الكائنات الحية هي كل الكائنات التي تتحرك وتكبر وتموت وهي تعيش في وسط يلائمها وتتوزع حسب عوامل كيماوية وفيزيائية وهي نوعان الفون وهي عبارة عن متعضيات حيوانية تعيش في وسط معين أما النوع الآخر فهي الفلور وهي عبارة عن متعضيات نباتية وكل كائن في الأرض له دور في هذه الحياة كما أنها تعيش في حلقة متوازنة واي خلل في هذا التوازن يؤدي إلى انقراض هذه الكائنات ومعها نهاية الحياة."
.
هل ينطبق هذا التّعريفُ على القرآن؟ هل القرآن يأكل ويشرب ويتنفّس ويهضم ويُلقي نفايات وإفرازات ويتحرّك وينام؟ هل القرآن يكبُر ويموت؟ هل القرآن كائن حيواني أم نباتي؟
.
كما نقرأ أيضا: "الكائنات الحيّة هي مجموعة من المتعضيات الحيّة التي تشكّل الكتلة الحيّة على سطح الأرض، وتنقسم عادة لعدّة ممالك حسب التّصنيف المعتمد، أهمها: الحيوانات، النباتات، الفطريات، الطلائعيات، الأوليات، الجراثيم. وتتفرد هنا مجموعة الفيروسات التي تحتل منطقة بين الموت والحياة فتسلك أحياناً سلوكاً حيا وأحياناً سلوكاً لا حيا لذلك ما زالت غير واضحة التصنيف."
.
فهل القرآن، كـ"كائن حيّ"، حسب تعبير مصطفى محمود، ينتمي لمملكة الحيوانات أم النباتات أم الفطريات أم الطلائعيات أم الأوليات أم الجراثيم؟ أم تُراهُ ينتمي للفيروسات؟
.
سيقُول البعض أنّ العنوان لا يجبُ أن يؤخذ في معناه الحرفي، لكن ما الدّليل على ذلك؟ لا شيء. ثمّ أنّ الكاتب ألّف كتابه للحديث في العلم، فهل في لغة العلم هناك مجازٌ وإستعارة وكناية إلى آخره من مستويات التّعبير التي نجدُها في النّصوص الشّعريّة؟ أليس من قواعد الخطاب العلمي إنتقاء الكلمات المؤدّية للمعنى والممتنعة بحكم دقّتها عن أن تُصبح موضوع تأويل يُفهمُ بطرق عدّة؟
.
إذن، هذا خطأ فادحٌ من الكاتب. وهو بالنّسبة لي بداية رحلة التّلبيس والتّدليس وخلط المفاهيم، بعيدًا عن أيّ معنى. وما على المدافعين عنه وعن الكاتب إلّا أن يُبيّنوا لنا أوجه التّشابه الحقيقيّة بين القرآن والكائنات الحيّة.
.
-----------------------------------
الهوامش:
1. مصطفى محمود، "القرآن كائن حيّ"، دار المعارف، القاهرة، دون سنة نشر.
2. مقال "كائن حيّ" على ويكيبيديا:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86_%D8%AD%D9%8A
3. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
4. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
5. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعجاز بلاغي ولغوي في القرآن أم ركاكة وثرثرة ولغو
- عن الأديان والسّخرية وحريّة التّعبير والحقيقة
- خواطر لمن يعقلون – ج123
- كلمة حول الخطاب القرآني المنافق وخرافة تجديد الخطاب الدّيني
- جولة بين خرافات عبد الدّائم كحيل في الإعجاز العلمي القرآني: ...
- خواطر لمن يعقلون – ج122
- همجيّة وإرهابُ الإسلام: علّة إقامة الحدّ على المرتدّ
- إلى السّلفي المدعو هيثم طلعت: وحي من جهة بلاد العرب أم أكاذي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة رمضان
- هل التّكفيريّون والإرهابيّون لا يمثّلون الإسلام فِعلًا؟
- خواطر لمن يعقلون – ج121
- خواطر لمن يعقلون – ج120
- خواطر لمن يعقلون – ج119
- خواطر لمن يعقلون – ج118
- محمد بن آمنة يفجّر كنائس مصر
- خواطر لمن يعقلون – ج117
- خواطر لمن يعقلون – ج116
- خواطر لمن يعقلون – ج115
- خواطر لمن يعقلون – ج114
- خواطر لمن يعقلون – ج113


المزيد.....




- الحاج بدر أبو اسنينة.. 47 عاما في حراسة المسجد الأقصى
- مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يدعو مجلس النواب للتصويت ب ...
- صحيفة روسية: باريس وواشنطن تخوضان صراعا في الفاتيكان
- تنزيل أحدث تردد قناة طيور الجنة 2025 DOWNLOAD TOYOUR EL-JAN ...
- ’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’ ...
- ما قصة الحرس السويسري ذي الملابس الغريبة؟ وكيف وصل إلى الفات ...
- اغتيال بن لادن وحرب النجوم أبرز محطات أسبوع مايو الأول
- بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل ...
- حقوق الاسير بين القيم الاسلامية والمنظومة الغربية
- خامنئي: لو توحد المسلمون لما ضاعت فلسطين ونزفَت غزة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1