أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي-الفصل الخامس-1














المزيد.....

كأنّه أبي-الفصل الخامس-1


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 15:47
المحور: الادب والفن
    


أتعطّش إلى الحبّ. يطالبني جسدي بحصّته من الفرح، يدعوني إلى الارتعاش على وقع نقرات موسيقيّ بارع يجعلني أرتجف، أضحك، وأبكي. أحتاج إلى كسر الرّوتين.
أشعر أنّني أطارد الوقت، أطارد من أجل المال، أطارد أحصنة مجنّحة، ولا ألحق بها. نسيت متع الحياة. من حقّي أن أتمتّع.
-ماذا تكتب يا غريب؟ نكاد نتأخر عن موعد حضور المسرحيّة.
-دقائق وأنتهي. أخشى أن أنسى ما أفكر به.
نسيت وانتهى الأمر. هيا بنا. سوف يأتي خالي اليوم هارباً من بلادنا. خالي هذا مختلف، هو ماجنّ لكنّه محبّ. في سهرة هناك ألقى على الحضور طرفة تمسّ أحد المسؤولين، فأصبح رأسه مطلوباً. أحب خالي. هو مدمن شراب، وربما زوجته غير راضية عنه، لكنّه متمسّك بها، وبأسرته. أمّي متعاطفة مع الزّوجة، لكن لا خوف عليهما، فلا هي ترغب بهجره، ولا هو. عندما يكون في حال صحوة يبدوان قمّة في الانسجام. يناديها ماما، وفي الأزمات التي تكون هي من يحلّها. يقول لها: أتفاءل بوجودك معي. تسبّب لها باكتئاب مزمن. عندما تتحدّث مع أمّي تقول لها نحن احتفاليون. نحتفل في الأفراح، والأتراح، وكلاهما يتطلبّ كأس نبيذ أو أكثر.
أمسكّته بالجرم المشهود في خلوة مع شاب. قال لها أنه سوف يأتي إليه من أجل تصحيح ديوان شعري، لكنّها عرفت الحقيقة، تجاهلتها.
تقول زوجة خالي بأن يدها لو لامست يده ترتجف. ليس كرهاً، لكنّها تقرف هذا النمط من الحياة. تفاهمت معه أن لا علاقة له بحياتها الشخصية، ولا علاقة لها بحياته. سواء تفاهمت أم لم تتفاهم. هو ماض في كلّ موبقاته، وهي ماضّية بحرصها على عائلتها، ويمكنه أن يخسر روحه، ولا يخسرها. عندما زرناهم في آخر مرة نظر إليها مليّاً ثم قال: أعتقد أنّك مجنونة. كيف استطعت أن تبقي معي؟ أحزن عليك عندما أراك. ثم أخذني معه فاشترى لها صبغة شعر، وحذاء، واشترى لي قميصاً.
سوف يأتي خالي وزوجته اليوم، وقد سبقهما أولادهما. يعيشون في منطقة بعيدة عنا. لكنّ زوجة خالي ترغب أن تقيم هنا.
. . .
-لم أستطع أن أشاهد كل فقرات المسرحيّة يا غريب. كنت أغمض عينيّ كلّما عبّرت الفتاتين عن حبّهما لبعضهما. لا أجد أن هذا حبّاً، ولكن لم أعش تجربة كالتي عرضتها المسرحية. الفتاة الممثلة والمؤلّفة أتت من بيئة متشدّدة حسب العرض، ولم ترّ رجلاً في حياتها. أصبحت شابّة ، وفي لقاءاتها مع الأصدقاء، وكلّهم من الفتيات المقنّعات. كنّ يقمن حفلات يظهرون فيها شبه عراة، ولامس جسدها جسد امرأة تقيم تلك الحفلات، فكانت أوّل معرفة في حياتها عن الجنس. كانت في العشرين ، وكانت المرأة في الأربعين. تقول الفتاة أنّ هذا النمط موجود في البيئات الميسورة، والمحافظة، فالبيئات الفقيرة يمكن أن تشاهد الفتاة أحداً في بيئة عمل، أو في أي مكان آخر، وليس لديّ فهم كاف عن الموضوع، ولا أحبّ أن أتعمّق به.
-عندما رأيت المسرحيّة. لم أصدّق أن هناك عالماً كاملاً من هذا النوع من البشر، لكنه يبدو أنّه موجود. أو أنه موجود في بلادنا الأم ربما أكثر من هنا.
نعم موجود يا ميّ. تحدّثت لي أمّي على أنّ هناك عائلة في مدينتها جميع أفرادها من الذكور يحبون الفتيان. وقالت أنّ أمر الاعتداء الجنسي دارج على الأطفال من الذكور. قالت لي: الأمر في بلادنا الأولى أكثر من الغرب بكثير، لكن لا أحد يتجرّأ على إظهاره.
. . .
بالنسبة لي يا ميّ. لا أستطيع أن أتصور أحداً غيرك في حياتي. عندما أراك . يسرقني الزّمن، أصبح طفلاً. أنت أبي وأميّ. هل تسمحين لي أن أناديك أبي. خالي ينادي زوجته ماما. لكنّني أحتاجك كأب.
لا تصدّقي ما أقول:
أنت حبيبتي
سوف تبقين على مدى الفصول
ويحلّ الربيع تحت قدميك، ولا يزول
ملكت قلبي، وعقلي
من كفيّك أشرب أكسير الحياة
أنحني أمام كبرياءك
والحديث يطول
أرغب أن أكون رجلاً ياميّ. أن أجعلك أميرة على مملكتي، أقدّم لك الماس، والزمرّد مع نبضات قلب أتعبه الشّوق. مي. هل تقبلين بي زوجاً؟
-أخجلتني بكلمات الغزل. لو كان الأمر ممكناً لقلت لك هيّا عجّل. لماذا سوف نتزوّج الآن يا غريب؟ لا زال أمامنا متسّع من الوقت، نحن نعيش كلّ حالاتنا معاً.
-اقتربي منّي إذاً. دعيني أحيط عنقك بذراعي، وينسدل شعرك على كتفي، دعينا نهمس عن الحب، لتكن اللحظات لنا. نحتاج لفسحة نخرج فيها من عالم الألم. آه يا ميّ. لو أننا نبقى هكذا إلى آخر العمر. هل يوجد أجمل من هذا البوح؟
. . .
أنت حبيبي يا غريب
أرى فيك وجه أبي الذي ذهب ضحيّة غدر، أحتاج لرجل في حياتي، ولا أرى رجلاً غيرك في هذا العالم، لكنّني خائفة. أخاف من نفسي، منك. من الأيّام.
أنا خائفة يا غريب
لا أظهر خوفي لك. أخاف من الوحدة، من الفقر، ومن العذاب.
لو كان الأمر بيدي لمنحتك حياتي، لكنّني خائفة عليك
أخشى أن يفرّقنا القرار المتسرع. أشعر أحياناً أنّني لست طبيعيّة، فكلّ الفتيات يسعين للزواج، أما أنا فباهتة تجاه الموضوع . أخافه.
هناك أشياء لا تعرفها عنّي.
أميل إلى الحسد، أحاول أن لا أحسد أحداً، لكنّ الأمر ليس بيدي. أتساءل: لماذا لا أملك ما يكفي من المال. أرغب أن أكون غنيّة، فالمال هو الذي يمنحني العضلات الحقيقية. لا تقارن حياتنا يا غريب بحياة الموت هناك. نحن هنا. علينا أن نعيش بشكل طبيعي. نذهب إلى بلاد أخرى في السّنة مرّة على الأقلّ. نحتفل بأعياد ميلادنا على منطاد، أو بطريقة أخرى. نتزوج، ننجب الأكفال. نحن لسنا اتكاليّان، لكن لم نأخذ حقّنا من الحياة. أصبحت أنا في الخامسة والثلاثين، وتجاوزت أنت الثلاثين، لا نملك شيئاً. نكتب، نمثّل، وبالكاد يعيش. أرغب أن أعيش كما يعيش متوسطي الحال. إلى متى يا غريب سوف نبقى هكذا؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سارقة شينوار
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع -5-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-3-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع -2-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-1-
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-5-
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-4-
- العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-3-
- ماقبل جيل النّعم، وما بعده
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
- رسالة امرأة في العيد
- قصّة عيد يهرب من الفقراء
- لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة
- كأنّه أبي. الفصل الثّالث. 1.
- كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.
- كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
- هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
- - من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي-الفصل الخامس-1