أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تحررت الموصل ولكن بثمن!















المزيد.....

تحررت الموصل ولكن بثمن!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زار رئيس الوزراء حيدر العبادي، مدينة الموصل يوم أمس الأحد المصادف 9/7/2017، لتهنئة القوات الحكومية والشعب العراقي بـ"النصر"، على داعش. فقد خاضت القوات العراقية، مدعومة بقصف جوي أمريكي، قتالا لاستعادة السيطرة على المدينة، منذ السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. والجدير بالذكر أن تنظيم داعش سيطر على المدينة في 10 يونيو/حزيران من عام 2014، قبل أن يستولي على كثير من الأراضي التي يقطنها العرب السنة، ويعلن عن الخلافة الإسلامية، التي تضم أراض في كل من العراق وسوريا. وشارك في الحملة العسكرية، الجيش العراقي والحشد الشعبي، و البشمركة، ورجال قبائل سنة، ودعمها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. (1 و2)

أرجو من القراء الأعزاء أن يفتحوا الرابط أدناه ، لكي يروا حجم الخراب الذي سببته القوى الطائفية الظلامية لمناطقهم، ومن ثم مواصلة القراءة. الرابط:(خراب الموصل Mosul in Ruins )(3)
https://www.theatlantic.com/photo/2017/07/mosul-in-ruins/532782/?utm_source=nl-atlantic-weekly-070717

ما شاهدتموه سيداتي وسادتي، ما هو إلا الجزء الضئيل المرئي من الخراب، عدى المأساة الإنسانية التي تعرض لها أهل الموصل، وبقية المناطق التي حكمتها "داعش" لثلاث سنوات عجاف، إضافة إلى آلاف الشهداء من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل التحرير. فقد حصل كل هذا الخراب لسبب واحد وهو، إلغاء الديمقراطية التي أقرت مشاركة كل مكونات الشعب العراقي في حكم بلادهم، فسخروا لها فرسان البلاغة والبيان، لاختراع أبشع الألفاظ وأسوأ النعوت التسقيطية ضد الديمقراطية الوليدة، ولتبشيعها وتشويه صورتها فأطلقوا عليها (ديمقراطية المحاصصة الطائفية والعنصرية)، و لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 2003، إلى حكم دكتاتورية المكون الواحد، والحزب الواحد، والشخص الواحد.

نعم، تحررت الموصل الجريحة، وتحطمت خرافة "داعش" التي حاولت القوى الدولية والمحلية ووسائل إعلامها، أن يصنعوا منها أسطورة ملحمية لا يمكن "وقف زحفها على بغداد"، لتدمير كل العراق بل ودول المنطقة، ومنع التنمية فيها.

فمن المسؤول عن جريمة القرن؟ وما هو ثمن التحرير هذا؟ وهل كان من الضروري أن يمر شعب العراق بكل هذه الإرهاصات، والعذابات، وبتجربة داعش لكي يثبتوا أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن النظام الديمقراطي لا رجعة عنه، وأنه محكوم له وعليه بالنجاح، لأن ليس هناك أي نظام آخر صالح لحكم العراق، متعدد المكونات إلا النظام الديمقراطي، وأن دكتاتورية المكون الواحد هو وحده المسؤول الأول والأخير عن كل ما مر به العراق من حروب ودمار وعدم الإستقرار خلال المائة سنة الماضية؟

فمن هم المسؤولون عن هذه الجريمة الكبرى؟
- المسؤولون هم أولئك الذين أثاروا الفتن الطائفية، ورفعوا شعار "المقاومة الوطنية الشريفة"، ضد "الاحتلال الأمريكي الغاشم" الذي حررهم من أبشع نظام همجي عرفه التاريخ، ولكن نشروا الإرهاب والإبادة الجماعية في الأحياء المأهولة بفقراء الشيعة من أجل تفجير حرب أهلية؟ وليقولوا لهم هذه من ثمار الديمقراطية!!.
- هم أولئك الذين نظموا ساحات الإعتصامات، وأقاموا فيها ورشات عمل لتفخيخ السيارات بالمتفجرات لتفجيرها في ساحات مساطر الفقراء الباحثين عن عمل يومي لإعالة عوائلهم في بغداد والحلة وغيرها من المحافظات في الوسط والجنوب؟
- هم أولئك الذين كانوا ومازالوا يرددون هتافات عائدون يا بغداد، وسنحررها من سيطرة الفرس العجم؟
-أولئك الذين حرضوا سكان الموصل والفلوجة والرمادي وتكريت ضد الجيش العراقي، وأسموه بجيش المالكي، والجيش الشيعي الرافضي، والجيش الإيراني المجوسي، وغيرها من الأسماء التسقيطية؟ وكانوا يرمون الجنود بالحجارة ويبصقون عليهم؟
-أولئك الذين خدعوا العرب السنة أن العراق صار مستعمرة إيرانية، وأن الجنرال الإيراني قاسم سليماني هو الحاكم الحقيقي للعراق.
- أولئك الذين اعتبروا كل من يتعاون مع حكومة بغداد من السنة والكرد، أنهم سنة المالكي، وكرد المالكي! وكانوا مهددين بالقتل.
- هم أولئك الذين عقدوا عشرات المؤتمرات التآمرية الطائفية في أربيل وعمّان واسطنبول وأنقرة والرياض ودبي وقطر، وبروكسل، وباريس، ولندن وغيرها، التي مهدت لداعش.
- كذلك الحكومات مثل السعودية والقطرية والتركية التي مولت الإرهاب وحرضت على الفتن الطائفية لوأد العملية السياسية وتدمير العراق.

وكما افتضح أمرهم بعد أن نشب الصراع بين الحرامية، بين السعودية وقطر، وبغفلة منه انحاز الإرهابي طارق الهاشمي إلى قطر، مما أغضب أولياء نعمته السعوديين، وللإنتقام منه اعترفت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية أن المملكة قدمت له (للهاشمي)، 2.5 مليار دولار. هذا المتآمر والأخوين النجيفي، و رافع العيساوي ومسعود بارزاني وخميس الخنجر، وعشرات غيرهم من الذين ضللوا أهاليهم من أجل إجهاض العملية السياسية، هم المسؤولون عن هذه الجريمة ويجب أن يحاكموا أمام الشعب لينالوا جزاءهم العادل لما ارتكبوه من جرائم بحق الملايين من أبناء الشعب العراقي.

نعم، تحقق النصر ولكن بثمن باهظ جداً، فقد شاهدنا صور المقابر للشهداء الأبطال من أبناء القوات المسلحة والجيش الشعبي، وفرسان العشائر، وبدون شجاعتهم وتضحياتهم بأرواحهم ودمائهم الزكية لما تحقق هذا النصر.
لقد تحررت الموصل، وهناك معارك أخرى تنتظر لتحرير تلعفر، والحويجة وغيرها مازالت بأيدي الدواعش. وكذلك أيديولوجية الإرهاب مازالت باقية يستخدمها السياسيون الطائفيون، أعداء الحضارة والإنسانية لغسل عقول المزيد من الشباب، وما زالوا يسعون لعقد مؤتمرهم الطائفي التآمري في بغداد يوم 17 تموز، لاحظوا التاريخ وما يحمله من رمزية لإحدى أكبر الجرئم التي ارتكبها البعثيون بحق العراق.
مرة أخرى نقول أنه لا يمكن اعتماد الإرهاب أو أية وسيلة شريرة لتحقيق أغراض سياسية عادلة، وعلى أهل السنة أن يعرفوا جيداً أولئك الذين قادوهم إلى هذا المصير البائس. فيا أهل السنة الكرام، وبعد كل هذا العذاب، وكما قال الجواهري:
ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعين.... أهينوا لئامكم تكرموا.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــ
روابط ذات صلة
1- رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الموصل للاحتفال بـ"النصر" على تنظيم الدولة الإسلامية
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40548043

2- العبادي: العالم لم يتصور أن العراقيين سيقضون على "داعش" بهذه السرعة
http://www.akhbaar.org/home/2017/7/230628.html

3- الموصل في خراب شامل Mosul in Ruins
https://www.theatlantic.com/photo/2017/07/mosul-in-ruins/532782/?utm_source=nl-atlantic-weekly-070717

4- الموصليات يحرقن النقاب (فيديو)
https://youtu.be/5J5t87SsW7g? t=9



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً سقطت دولة الخرافة
- داعش تفجر جامع النوري في الموصل
- الإرهاب والإرهاب المضاد، والعواقب غير المقصودة
- مفاجآت الانتخابات البريطانية 2017
- قطر والسعودية، نزاع بين شرين
- السعودية تنقل الإرهاب إلى إيران
- العراق وسياسة المحاور.. والصراع العربي-الإسرائيلي
- أغراض غزوة ترامب للسعودية!
- فوز ماكرون انتصار للاعتدال والوسطية العقلانية
- الاحتلال البعثي للعراق هو الأبشع؟
- مخاطر الأخبار الكاذبة
- علاقة العراق بأمريكا بين الممكن والدمار الشامل
- حول إستراتيجية أمريكا ثانية
- فوز إردوغان انتصار الريف على المدينة
- لماذا نؤيد أمريكا في العراق، ونعارضها في سوريا؟
- أغراض القصف الأمريكي لسوريا
- الهجوم الأمريكي على سوريا إلى أين؟
- هل حقاً من الصعوبة حكم العراق؟
- الغاية من مجزرة الموصل؟
- من المسؤول عن مجزرة الموصل؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تحررت الموصل ولكن بثمن!