أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - داعش تفجر جامع النوري في الموصل














المزيد.....

داعش تفجر جامع النوري في الموصل


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


داعش تفجر جامع النوري في الموصل

د. عبدالخالق حسين

أقدمت القوى الظلامية البعثية الداعشية على جريمة أخرى تضاف إلى القائمة الطويلة من جرائمهم بحق الشعب العراقي والإنسانية، والرموز التاريخية والمعالم الحضارية. وآخر جريمة قام بها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، هي تفجير جامع النوري التاريخي المعروف بمنارته الحدباء، ذات الدلالة الرمزية التاريخية للمدينة التي سميت بها (الموصل الحدباء). وهذا دليل يأسهم وإنهيارهم، إذ كما قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: "إن تفجير جامع النوري في الموصل يعتبر بمثابة إعلان هزيمة لتنظيم الدولة الإسلامية". كما ودانت منظمة اليونسكو الجريمة فقالت إن "تدمير جامع النوري ومئذنته الحدباء مأساة ثقافية وإنسانية". و كالعادة، قال التنظيم عبر الانترنت إن طائرات التحالف الدولي هي التي قصفت المسجد ومئذنته، بينما وصف الجيش الأمريكي تدمير المسجد بأنه "جريمة" بحق الشعب العراقي.(1)

لهذا الجامع قيمة تاريخية لا تثمَّن، فقد جاء في موسوعة ويكيبيديا، أن "... جامع النوري الكبير هو من مساجد العراق التاريخية، ويقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل. وتسمى المنطقة المحيطة به محلة الجامع الكبير. والجامع بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون، و يُعتبر ثاني جامع يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363هـ/1944م."(2)

هذه الجريمة تؤكد مرة أخرى أن ما يسمى بـ(الدولة الإسلامية) أو (داعش)، لا اهتمام لها بالدين، ولا بالإسلام ومعالمه التاريخية، فالجامع هذا هو لأهل السنة وليس للشيعة حتى يبرروا نسفه كما نسفوا ضريح الإمامين الشيعيين في سامراء من قبل، وهذا يؤكد أن داعش ما هو إلا فلول حزب البعث المنحل، لأن الجريمة تحمل بصمات البعث. فمن سياسة البعثيين أنهم عندما يتأكدون من هزيمتهم، ينفذون سياسة الأرض المحروقة، وتطبيق مبدأ شمشون في هدم المعبد على رأسه، (عليّ وعلى أعدائي يا رب، وليكن من بعد الطوفان)، حيث يقومون بتدمير كل ما يتمكنون الوصول إليه في البلاد. وهذا ما قاموا في الكويت عند هزيمتهم فأشعلوا النيران في عشرات الآبار النفطية، ودمروا البيئة بالدخان المسموم.
ومن خبرتي عن البعث في التدمير في حالة يأسهم وهزائمهم، فعندما كنت في العراق في السبعينات، سمعت عدة مرات من أصدقاء بعثيين كان قد انتموا للحزب لتلافي شرورهم، وليعيشوا بسلام، قالوا لي أنهم تلقوا أمراً سرياً للغاية، أنه في حالة سقوط حكمهم، سواءً بإنقلاب عسكري أو قوة خارجية، أن يقوموا بتدمير كل مؤسسات الدولة، والركائز الاقتصادية، والبنى التحتية...الخ . وهذا ما حصل عند سقوط حكمهم الفاشي في يوم 9 نيسان 2003 الأغر وإلى الآن، فقاموا بتدمير كل ما بنته الأجيال السابقة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، فأشعلوا النيران في الآبار النفطية في الشعيبة، وتفجير المحطات الكهربائية، وغيرها، ولم يسلم منها حتى المستشفيات والمدارس، ومؤسسات اسالة الماء،
وحتى دور العبادة لمختلف الديانات، و أضرحة الأئمة والأولياء المسلمين، ولا حتى المكتبات ومراكز الأرشفة والسجلات والبحوث العلمية والتاريخية.

لذلك فتفجير جامع النوري بالموصل يؤكد أن معظم الدواعش هم بعثيون حاقدون على العراق وشعبه، إذ كما نعرف ،أن البعثيين لا اهتمام لهم بالدين، أو أية عقيدة دينية أو مذهبية، وإنما تظاهروا بالتدين الزائف، وأعلنوا اسمهم الجديد (داعش)، فاستخدموا الدين لإثارة الفتن الطائفية لأغراضهم السياسية، وارتكبوا جرائهم البشعة ضد الشعب والوطن بغطاء داعش.

وهذا درس للشعب العراقي، أن البعث منذ أن سمعنا به لأول مرة بعد ثورة 14 تموز الوطنية، أنه عدو لكل ما هو وطني وشريف، هدفه الوحيد السلطة، وإعادة البلاد إلى ما قبل تكوين الدولة الوطنية، وتكوين الشعوب، لذلك قاموا بتمزيق الشعب عن طريق إثارة الفتن الطائفية، والعنصرية، وإحياء القبلية، والأعراف العشائرية التي ابتلى بها العراق. فكل ما يصيب الشعب من بلاء منذ سقوط نظامهم هو من نتاج هذا الحزب الفاشي الخبيث، ليقولوا لنا هذا ما جلبته الديمقراطية.
وهو درس أيضاً لأولئك الذين خدعوا شعبنا في المناطق الشمالية الغربية باسطوانة العزل والتهميش، فنظموا الاعتصامات الطائفية التي مهدت لظهور داعش واحتلال مناطقهم، فجلبوا البلاء على أهاليهم. لذلك على الشعب نبذهم ومحاسبتهم، فمن يزرع الشوك لا يحصد إلا الشوك، ومن يستخدم الإرهاب لأغراض سياسية، لا يحصل إلا الدمار الشامل. وحقاً ما قاله الشاعر العربي:
إذا كان الغراب دليل قوم... سيهديهم إلى دار الخراب
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
اليونسكو: تدمير جامع النوري ومئذنته الحدباء مأساة ثقافية وإنسانية
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40365401

2- جامع النوري في الموصل
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84)



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والإرهاب المضاد، والعواقب غير المقصودة
- مفاجآت الانتخابات البريطانية 2017
- قطر والسعودية، نزاع بين شرين
- السعودية تنقل الإرهاب إلى إيران
- العراق وسياسة المحاور.. والصراع العربي-الإسرائيلي
- أغراض غزوة ترامب للسعودية!
- فوز ماكرون انتصار للاعتدال والوسطية العقلانية
- الاحتلال البعثي للعراق هو الأبشع؟
- مخاطر الأخبار الكاذبة
- علاقة العراق بأمريكا بين الممكن والدمار الشامل
- حول إستراتيجية أمريكا ثانية
- فوز إردوغان انتصار الريف على المدينة
- لماذا نؤيد أمريكا في العراق، ونعارضها في سوريا؟
- أغراض القصف الأمريكي لسوريا
- الهجوم الأمريكي على سوريا إلى أين؟
- هل حقاً من الصعوبة حكم العراق؟
- الغاية من مجزرة الموصل؟
- من المسؤول عن مجزرة الموصل؟
- دور السعودية في (غزوة) البرلمان البريطاني
- عن زيارة العبادي لأمريكا


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - داعش تفجر جامع النوري في الموصل