أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من المسؤول عن مجزرة الموصل؟














المزيد.....

من المسؤول عن مجزرة الموصل؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5473 - 2017 / 3 / 27 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الحروب كوارث، المبررة منها وغير المبررة، لأنها دائماً تؤدي إلى قتل الأبرياء في صفوف المدنيين، ولكن ما العمل إذا فُرِضت عليك حرب مصيرية من قبل عصابات متوحشة تهلك الحرث والنسل، وتغتصب الأرض والعرض، وتهدد القيم الحضارية، والسؤال هنا، أن تكون أو لا تكون؟ وفي هذا الخصوص يقول الشاعر والفيلسوف الكوبي خوسيه مارتي: "مجرم من يخوض حربا يمكن تفاديها، ومجرم من لا يخوض حربا لا يمكن تفاديها." وهذا ما فُرض على العراق عندما احتلت عصابات داعش ثلث مساحة البلاد، مهددة وجود شعب بأكمله، الأمر الذي دفع المرجع الديني الكبير آية الله السيستاني إلى إصدار فتوى الجهاد الكفائي، فاستجاب له الشعب بكل مكوناته، لمواجهة هذا الوحش، وإلا لكان ما كان من كوارث لا تبقي ولا تذر.

ومن كوارث حرب تحرير الموصل من شذاذ الآفاق، مجزرة وقعت يوم 17 آذار/مارس الجاري، راح ضحيتها ما بين 130 إلى 200 ضحية، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وكانت التقارير الأولية قد أفادت أن هذه المجزرة حصلت بسبب قصف جوي من طائرة حربية أمريكية بناءً على طلب من القوات العراقية التي حددت الهدف على الأرض. وهذا الحادث الجلل لا شك أنه مثير للغضب و الحزن والأسى. وأصدرت الجهات الأمريكية والعراقية المسؤولة تصريحات بأنها ستحقق في الحادث.

ويوم أمس، الأحد المصادف 26/3/2017، أي بعد تسعة أيام من الحدث، أصدرت القوات العراقية تقريرها الذي نشرته وكالات الأنباء العالمية من بينها الـ(BBC)(1)، نفت فيه تقارير أفادت بأن غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تسببت في مقتل عشرات المدنيين في غربي الموصل في السابع عشر من مارس/آذار. وقالت خلية الإعلام الحربي، التابعة لقيادة العمليات المشتركة في بيان إن "مقتل المدنيين كان على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الذين استخدموهم دروعا بشرية في بنايات مفخخة ثم فجروهم". وأضاف التقرير: (وتفقد خبراء عسكريون عراقيون منزلا "يقال إن غارة جوية استهدفته، ووجدوا أن المنزل قد دُمر تماما ولا توجد أي علامة تشير إلى دماره نتيجة غارة جوية".

فمن المعروف أن الغارة الجوية لا بد وأن تترك حفرة عميقة، بينما لم يجد الخبراء مثل هذه العلامة، و استنتجوا أن هذا الدمار قد حصل نتيجة قيام الدواعش بزرع الألغام والمتفجرات في هذه الأماكن التي حجزوا فيها العشرات من السكان كدروع بشرية، وعند هزيمتهم فجروا الألغام ودمروا الأبنية على رؤوس المحتجزين، ليلقوا اللوم على القصف الجوي، والقوات العراقية لأغراض إعلامية وإثارة الرأي العام ومشاعر الناس ضد القوات المشتركة. وهذه الدعاية الباطلة ليست لأول مرة تطلقها داعش وفلول البعث، بل في جميع الحالات، وحتى عندما يقتل منهم مسلحون، يرفعون عقيرتهم بالصراخ، ومعهم الإعلام العربي المضلل، أنه تم قتل المدنيين. فالكل يعرف أن الدواعش لا يعيرون أي اهتمام لحياة البشر.
كذلك يعرف الجميع أن نحو 90% من الدواعش هم من فلول حزب البعث وضباط في جيش الحرس الجمهوري في عهد صدام البائد، وهذا الحزب معروف بممارسة الكذب والفبركة والإفتراء. فبدون الكذب لا وجود لهذا الحزب أصلاً، وحتى مبادئه وشعاراته البراقة المعلنة مثل (الوحدة والحرية والإشتراكية)، عمل الحزب على الضد منها تماماً. وأخيراً وافق شن طبقة كما يقول المثل العربي، حيث تمَّ الاندماج التام بين البعث مع "داعش"، وفي هذه الحالة لا بد وأن يؤدي إلى تبرير المزيد من الكذب. فالدواعش الذين يقتلون الأبرياء، ويبرر سبي النساء واغتصابهن، وبيعهن في أسواق النخاسة في القرن الحادي والعشرين، ويجيزون نكاح الجهاد وهتك الأعراض، لا يبالون بقتل الأبرياء بعد أن يتخذوا منهم دروعاً بشرية، وهذا يوافق مبدأ ما يسمونه بـ(التترس) الذي يجيز لهم اتخاذ بالأبرياء دروعاً بشرية ليحمو أنفسهم من العدو، قتل الأبرياء في سبيل قتل "الكفار". وقد مارسه صدام حسين في حرب الخليج الثانية التي حررت الكويت من احتلاله الغاشم.

والجدير بالذكر أن فلول البعث قد جن جنونهم يوم 26/3/2017، حيث أرسلوا مجموعة أخبار كاذبة تدعي نزول الأمريكان في البصرة وهبوط 2000 من المارينز في الناصرية، وقامت فورا بإحتلال سجن الحوت، وطرد الحراس العراقيين. ثم نزول قوات أمريكية في الرطبة مع إنتشار كثيف لطائرات الهليكوبتر الأمريكية في الأنبار وتمشيطها لتأمين طريق عمان بغداد. ثم إنزال آخر في كركوك ودخول معسكر كيوان ....إلى آخره من الأكاذيب. وهذا يدل على يأسهم الكامل وهزيمتهم الحتمية. ويكفي البعثيين خزياً وعاراً أن حزبهم الذي أدعوا أنه حزب علماني وتقدمي، وإذا به يتحول إلى داعشي وهابي يلعب دوراً إرهابياً لضرب الشعب. يعني كما يقول المثل العراقي: مستقبل التنكة كحف.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــ
روابط ذات صلة
1- تقرير بي بي سي: القوات العراقية تنفي تسبب غارة للتحالف الدولي في مقتل مدنيين في الموصل
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-39399963

2- “داعش” يقصف بالمدفعية جميع مناطق الاشتباك ويفخخ المنازل والمباني
http://www.akhbaar.org/home/2017/3/226106.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور السعودية في (غزوة) البرلمان البريطاني
- عن زيارة العبادي لأمريكا
- في ذكرى جريمة حلبجة..لكي لا ننسى ولا تتكرر
- حول رسالة عزت الدوري المفبركة
- أين مؤسسة الذاكرة العراقية؟
- حقيقة التيار الصدري في عيون القراء
- هل صار التيار الصدري أداة لنشر الفوضى!
- هل الحل بإلغاء الديمقراطية؟
- ترامب و مخاطر سياسة حافة الحرب
- ترامب في خدمة الإرهاب
- ليعلن بارزاني الإنفصال!
- من دمر الدولة العراقية؟
- مهزلة مؤتمرات السعودية ضد الإرهاب!
- شبكات لصناعة الأخبار الكاذبة
- اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟
- أوباما وسياساته التخريبية عند الوداع
- قانون العشائر يعيق تطور الدولة المدنية
- لماذا كل هذا العداء لإيران؟
- استعادة حلب...انتصار بطعم الهزيمة!
- عبدالخالق حسين - كاتب وباحث سياسي عراقي مستقل - في حوار مفتو ...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - من المسؤول عن مجزرة الموصل؟