أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ترامب في خدمة الإرهاب















المزيد.....

ترامب في خدمة الإرهاب


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال الفيلسوف الألماني، إريش فروم (Erich Fromm) "أن الإرهابي لا يعتمد على الأضرار المباشرة من أفعاله، بل على نتائج ردود الأفعال". فردود الأفعال التي تتخذها الحكومات هي الأخطر، إذ تشبه سلسلة التفاعلات النووية (Chain reactions). وما قرارات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بمنع دخول مواطنين من سبع دول إسلامية إلى أمريكا إلا من هذا القبيل. فقد أصدر ترامب يوم الجمعة (27/1/2017) قرارات تنفيذية تقضي بمنع مواطنين من سبع دول إسلامية وهي إيران والعراق وسوريا واليمن والسودان والصومال وليبيا، ولو كانوا يحملون تأشيرات دخول نافذة، بل وحتى من حاملي وثائق إقامة دائمة في الولايات المتحدة، أو جوازات سفر من دول أخرى مثل الدول الأروبية.

لا أفشي سراً إذا قلت أني من الذين رحبوا بفوز ترامب، وذلك لأنه أكد في حملته الانتخابية أنه سيمحي من وجه الأرض، الإرهاب الإسلامي التكفيري ودعاته مثل الأخوان المسلمين، ورعاته ومموليه من الحكومات الوهابية وغيرها. كذلك أخبرني أصدقاء مقيمون في أمريكا، أن أغلب أعضاء الجاليات العراقية والعربية والإسلامية من مواطني أمريكا قد صوتوا لترامب ولهذا الغرض. ولكن المؤسف أن ترامب أحاط نفسه بأشد اليمينيين المتطرفين في حزب المحافظين الجدد وشكل إدارته من أشد غلاتهم، مما سايروه وشجعوه في أخذ قرارات متطرفة من شأنها أن تضر بأعداء الإرهاب من المسلمين، بل وحتى تضر بأمريكا نفسها والعالم المتحضر، وتقدم أفضل الخدمات للإرهاب الوهابي التكفيري، إذ كما تفيد الحكمة (كل شئ زاد عن حده انقلب ضده).

فهذه القرارات التنفيذية المتطرفة هي أقصى ما يتمناه دعاة الإرهاب ومشايخ الوهابية الذين يغسلون عقول الشباب المسلمين في تجنيد المنظمات الإرهابية. فالهجرات المليونية، والإرهاب الإسلامي التكفيري وما يرتكبه من جرائم في العالم ضد الحضارة والإنسانية، أدت إلى خلق مشاكل كثيرة في الدول المضيفة، من نتائجها تصعيد اليمين المتطرف، وتوسيع شعبيته في الغرب، و نيل الأحزاب الفاشية في أوربا أكثر من 20% من أصوات الناخبين، كما وأدى إلى خروج بريطانيا من الوحدة الأوربية، بل وحتى إلى فوز ترامب نفسه لما رفعه من شعارات متطرفة ضد المهاجرين والإرهاب الإسلامي. وهناك احتمال كبير حصول ما هو أسوأ في قادم الأيام، وهو إمكانية فوز ماري لابين، زعيمة الحزب القومي الفرنسي الفاشي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة في هذا العام.

والملاحظ أن قرارات ترامب التنفيذية المجحفة هذه، رغم أنها بدعوى محاربة الإرهاب، والسيطرة على الحدود وحماية أمن ومصالح المواطنين الأمريكيين، إلا إنها لم تشمل الدول الإسلامية المتورطة في تفريخ الإرهاب ورعايته مثل السعودية وقطر والإمارات وتركيا، أو تعرضت للإرهاب مثل إندونيسيا. فقد جاء في تقرير موثق لصحيفة الـ(واشنطن بوست) بعنوان: (البلدان التي لترامب مصالح تجارية معها لم تضربها قيود السفر الجديدة)(1)، وهذا دليل على أن ترامب لم يكن نزيهاً ولا صادقاً بإدعاءاته في أخذ قراراته، بل لعبت مصالح مؤسسته التجارية دوراً كبيراً في شمول أو عدم شمول الدول. فمعظم الدول المشمولة بهذا القرار هي ليست مصدر الإرهاب، بل هي ضحايا الإرهاب القادم من الدول الأخرى التي لم تشملها قرارات ترامب، وهي التي ترعى الإرهاب ومصدره مثل السعودية وقطر وغيرهما من الدول الخليجية غير المشمولة. إضافة إلى تناقض في هذه القرارات، فمثلاً العراق في تحالف إستراتيجي مع أمريكا، وهناك الألوف من العسكريين الأمريكان في العراق لدعم القوات العراقية في حربها على الإرهاب الداعشي.
والمعروف أن السعودية هي مصدر الإرهاب، ولولاها لما كان هناك إرهاب إسلامي إطلاقاً. فالكل يعرف أن 15 من 19 من الإرهابيين الذين ارتكبوا جريمة 11 سبتمبر 2001، كانوا سعوديين، لم يكن من بينهم أي فرد من مواطني الدول السبع التي شملها القرار. ومؤسس وزعيم القاعادو هو أسامة بن لادن سعودي. وهناك دراسات وتقارير من مسؤولين أمريكان، تؤكد دور السعودية وتركيا والدول الخليجية في تشكيل منظمات الإرهاب ودعمها مالياً ولوجستياً وعقائدياً وإعلامياً وأكثر المتبرعين للتنظيمات الإرهابية هم من الدول الخليجية. ومع ذلك لم يشملها ترامب بقراراته وذلك بسبب مصالحه التجارية في هذه الدول. (التفاصيل في تقرير واشنطون بوست، الرابط في الهامش)(1)

فهذا القرار المجحف خلق وضعاً غريباً أدى إلى إرباك وإحراج حتى أصدقاء أمريكا. ففي البداية حاولت رئيسة الحكومة البريطانية، تريزا مي، أن تتهرب من الإجابة على أسئلة الصحفيين إثناء زيارتها لتركيا، إذ زعمت أن مسألة الهجرة إلى أمريكا تخص أمريكا، وأنها مسؤولة عن الهجرة في بريطانيا، الأمر الذي أثار ضجة كبرى ضدها في بريطانيا، مما اضطرت أن تصرح بأنها لا تتفق مع ترامب، في الوقت الذي طالبتها المعارضة بإدانة القرار، وحتى إلغاء الدعوة التي وجهتها باسم الملكة لترامب بزيارة رسمية لبريطانيا هذا العام ما لم يقم الأخير بإلغاء قراراته تلك، وهناك عريضة على الشبكة بهذا الخصوص وقعها لحد كتابة هذه السطور أكثر من مليون مواطن أو مقيم في بريطانيا، ويتزايد العدد بالمئات كل دقيقة، مطالبين البرلمان بإلغاء الزيارة الرسمية. (رابط العريضة رقم 2 في الهامش)

كذلك خلقت هذه القرارات معارضة قوية وضجة صاخبة في أمريكا نفسها، فهناك تظاهرات في عشرات المطارات الأمريكية تطالب بإلغاء القرار وإطلاق سراح من تم اعتقالهم من المسافرين. والقرار هو بالأساس مخالف للدستور الأمريكي، مما حدى بقاضية فيدرالية أميركية بتعليقه جزئياً، وأمرت بوقف ترحيل اللاجئين والمسافرين المحتجزين في المطارات بموجبه. كما وقام ترامب بإقالة القائمة بأعمال وزير العدل لرفضها تطبيق حظر السفر، وكذلك قرر وزراء العدل في 16 ولاية اميركية بإدانة هذا القرار، إضافة إلى التظاهرات الاحتجاجية في العديد من دول العالم وأكبرها في أمريكا نفسها.

ومن نافلة القول، إن ترامب بقراراته التنفيذية هذه، و قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والسماح لإسرائيل ببناء المزيد من المساكن في الأراضي الفلسطينية، متحدياً مواقف ومشاعر شعوب 55 دولة إسلامية، قدم خدمة مجانية لا تقدر إلى الإرهاب من حيث يريد أو لا يريد، وذلك لأن قادة التنظيمات الإرهابية و دعاتها ورعاتها من حكومات وشيوخ الوهابية، يدَّعون في حملاتهم الإعلامية أن الدول الغربية وبقيادة أمريكا، مازالت تواصل حروبها الصليبية ضد الإسلام، وإن ادعائها بمحاربة الإرهاب ما هو إلا ذريعة لتدمير الإسلام وإبادة المسلمين. أما أحداث 11 سبتمبر 2001، فتقول نظرية المؤامرة، أن الذين قاموا بها هم أمريكا وإسرائيل من خلال منظماتها الاستخباراتية (السي آي أيه والموساد) من أجل خلق ذريعة لشن حرب على الدول الإسلامية وتدمير قدراتها البشرية والمادية وإبقائها متخلفة!! كما يزعمون.
لذلك جاءت قرارات ترامب ضد المسافرين من الدول الإسلامية السبع، هدية من السماء إلى الإرهابيين ومن يرعاهم لشحن العداء بين المسلمين وغير المسلمين ولدعم الإرهاب. وما لم يغيِّر ترامب موقفه بإلغاء قراراته المجحفة هذه، فإن أمريكا مقدمة على الكثير من التطرف اليميني، والانحدار إلى هاوية الفاشية وما يحصل من تبعات هذه السياسة العبثية الخطيرة. ولا اعتقد أن الشعب الأمريكي سيسمح بحصول هذه الكارثة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــ
رابط ذو صلة
1- Countries where Trump does business are not hit by new travel restrictions
By Rosalind S. Helderman
The seven nations targeted for new visitation restrictions by President Trump on Friday all have something in common: They are places he does not appear to have any business interests.
https://www.washingtonpost.com/politics/countries-where-trump-does-business-are-not-hit-by-new-travel-restrictions/2017/01/28/dd40535a-e56b-11e6-a453-19ec4b3d09ba_story.html?utm_term=.4eab2de1c90a&wpisrc=nl_most-draw14&wpmm=1

2- إلى الأصدقاء من مقيمي ومواطني بريطانيا: يرجى توقيع طلب منع ترامب من زيارة ألمملكة ألمتحدة زيارة رسميه ، لعدم إحراج جلالة ألملكة وإرسال ألطلب لأصدقائكم لتوقيعه إن رغبوا بذلك ، ولكم جزيل ألشكر سلفا"..
https://petition.parliament.uk/petitions/171928



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليعلن بارزاني الإنفصال!
- من دمر الدولة العراقية؟
- مهزلة مؤتمرات السعودية ضد الإرهاب!
- شبكات لصناعة الأخبار الكاذبة
- اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟
- أوباما وسياساته التخريبية عند الوداع
- قانون العشائر يعيق تطور الدولة المدنية
- لماذا كل هذا العداء لإيران؟
- استعادة حلب...انتصار بطعم الهزيمة!
- عبدالخالق حسين - كاتب وباحث سياسي عراقي مستقل - في حوار مفتو ...
- في وداع فيدل، آخر عمالقة الاشتراكية
- إلى متى السكوت عن تمادي السعودية في إهانة الشعب العراقي؟
- حول هدم البيشمركة لدور وقرى عربية في كركوك ونينوى
- أسباب ودلالات انتصار ترامب
- لا للعقوبات الجسدية في المدارس
- لا لقرار منع المشروبات الكحولية
- داعش، بندقية للإيجار أنتهى دورها
- مناظرة مع مستشار إردوغان!
- يجب دحر تجاوزات إردوغان على العراق
- الطفيلي في خدمة الإرهاب


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ترامب في خدمة الإرهاب