أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مخاطر الأخبار الكاذبة















المزيد.....

مخاطر الأخبار الكاذبة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد صارت الأخبار الكاذبة (Fake news)، صناعة شائعة وسهلة في كل مكان، خاصة و نحن نعيش في عصر الانترنت ومشتقاته (غوغل، والفيسبوك، وتوتر، واليوتيوب والإيميل وغيره)، الذي جعل فبركة الأخبار والتقارير عملية سهلة على المحتالين والنصابين وذوي المقاصد السيئة ، في حملات تسقيطية ضد الخصوم المنافسين لهم، وقد برع فيها البعثيون إلى أقصى حد في تشويه صورة عراق ما بعد صدام. ولهذه الصناعة مخاطر كبيرة على وعي وأمن واستقرار المجتمع. فعلى تلفيق الأخبار يعتمد هؤلاء في إثارة الفتن الطائفية، وتحريض الشباب وتجنيدهم للمنظمات الإرهابية وتبرير أفعالهم الإجرامية بحق الإنسانية.

وليس مستبعداً أن تكون بعض المؤسسات الاعلامية لها يد في هذه الصناعة الإجرامية، فالملاحظ أنه ما أن تنشر كذبة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى ويسارع كاتب في صحيفة معروفه يستشهد بها في مقالاته ليمنحها المصداقية والترويج. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ظهر قبل عام اسم (فلاح القريشي)، الذي فبرك مقابلة مع السياسي الكردي المعروف الدكتور محمود عثمان، أطلق له العنان في تشويه سمعة السياسيين العراقيين. وبعد أيام نشر الدكتور عثمان تكذيباً له وطالب بمقاضاته، ولكن كيف يمكن مقاضاة أشخاص ينشرون أكاذيبهم بأسماء مستعارة، وحتى حساباتهم على الفيسبوك هي بأسماء وهمية. وبعد أسابيع طلع علينا نفس "القريشي" هذا، بفبركة أخرى مفادها أن المحكمة البريطانية العليا رفضت طلب سيدة سورية للجنسية واسمها ( فدوى رشيد) التي" تزوجت سراً" من مسؤول عراقي كبير، والذي أرسلها إلى لندن ومعها 76 مليون دولار لشراء عقارات... إلى آخر القصة. فما كان من الصحفي عدنان حسين إلا وينشر في عموده اليومي في صحيفة (المدى)، مقالاً عن الفساد مستشهداً بقصة (فدوى رشيد)، لمنحها المصداقية، الأمر الذي جعلنا نعتقد أن هناك علاقة بين المدى والمدعو فلاح القريشي. وإلا هل يعقل أن صحفياً محترفاً مثل عدنان حسين لا يعرف أن هذه الحكاية مفبركة؟ لذا فلا بد أن هناك غاية مقصودة.

وهناك عشرات الأخبار الكاذبة والمقالات المضللة الغرض منها بث الإشاعات المسمومة لتشويه السمعة والتسقيط السياسي. ولم يسلم من هذه الحملة حتى المرجع الديني، آية الله السيد علي السيستاني من افتراءات في منتهى الخسة والدناءة، أشهرها، أن دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي بوش الإبن، أشار في مذكراته أنه زار السيد السيستاني قبل الحرب التي اسقطت نظام صدام حسين، وقدم له رشوة مقدارها 200 مليون دولار مقابل عدم إصدار فتوى الجهاد ضد الأمريكان، وأن السيد قبل الرشوة. وبعد التحري تبين أنه كذب في كذب. وأكاذيب أخرى لا داعي لذكرها لتفاهتها وتفاهة الأشخاص الذين فبركوها وقاموا بترويجها.

وما جعلنا نعود إلى هذا الموضوع الخطير هو قيام البعض هذه الأيام بترويج تقرير جديد بعنوان (ويكليكس باخطر وثائقه يكشف السبب الحقيقي لاحتلال العراق)، أستلمته قبل أكثر من أسبوع، وتم ترويجه عبر الإيميلات ومواقع التواصل الاجتماعي، و قرأته بإمعان واحتفظت به ضمن قائمة التلفيقات. أدعى مروجه الأول، أنه من بعض الوثائق السرية الموجودة في موقع ويكليلكس، وأن كاتبه هو احد زعماء (فيدرالية الاخوة العالميةIFB)، المزعومة بأنها منظمة سرية عالمية تتحكم بأمريكا وغالبية الدول الغربية"، كتب التقرير وهو على فراش الموت !!!

لم نسمع من قبل بهذه المنظمة السرية التي "تتحكم بأمريكا وغالبية الدول الغربية" إلا الآن. خلاصة ما يريد قوله أن أمريكا احتلت العراق لأنه عظيم جداً بحضارته وتاريخه وموقعه الجغراقي، مما يشكل تهديدأ خطيراً جداً على الحضارة الغربية، ولهذا السبب وليس لغيره، قررت أمريكا احتلال العراق لإنقاذ الحضارة الغربية...(كذا).
يعرف الكاتب كيف يدغدغ مشاعر العراقيين في تعظيم حضارتهم وتاريخهم من أجل أن يستميلهم ليصدقوه. وبالطبع يذكر الكثير من الحقائق التاريخية والجغرافية والثروات الطبيعية التي يتمتع بها العراق، ولكن بهذه الطريقة يحاول النصابون خلط الأوراق وتمرير الكثير من الأباطيل والأكاذيب، وبالتالي إلى استنتاج باطل، وبطريقة أشبه بفيلم هندي، تفنن كاتب السيناريو في كتابته، وكما وصفه أحد الأصدقاء بحق: (انه كلام "أمسفط" ويفتقر الى العلميه والموضوعية).

المؤسف أن صدق به البعض وراحوا يروجون له، سواءً عن حسن نية أو سوئها. فلو كان هذا التقرير حقاً من وثائق الويكيليكس لوضع لنا رابط من ويكيليكس وباللغة الإنكليزية. وبدوري قمت بالبحث عنه في غوغل فلم أعثر عليه في أي مصدر يوثق به إلا على صفحات الفيسبوك الذي صار حقلاً لكل من هب ودب لنشر الأخبار الكاذبة والتقارير المفبركة. ولكن الكاتب بدلاً من أن يدلنا على مصدر موثوق قال في نهاية التقرير المزعوم أنه (منقول من صفحة الفيسبوك للأستاذ سعيد ياسين موسى). وحتى (فيدرالية الاخوة العالميةIFB) هذه، لا وجود لها إلا في مخيلة الكاتب، وأمثاله المروجين لنظرية المؤامرة.

والسؤال المهم هنا: لماذا تأخر زعيم هذه الفيدرالية المزعومة، 14 سنة ليكتب تقريره العتيد في اللحظات الأخيرة من حياته وهو على فراش الموت؟
وهذا يؤكد لنا أن هذا التقرير لعبة أخرى من ألاعيب البعثيين وأشباههم، ليصوروا لنا أن صدام كان بطلاً يقود حضارة شامخة، وجعل العراق ينافس أمريكا، ويهدد الحضارة الغربية، ولهذا السبب احتلوا العراق لينقذوا حضارتهم من الحضارة العراقية بقيادة "القائد الضرورة". والكل يعرف أن نظام البعث الصدامي هو الذي دمر الحضارة العراقية والعقل العراقي، ونشر الخراب الشامل في ربوع العراق. لا أعرف كيف يمكن تمرير هذه الأكاذيب على ناس مثقفين وحملة شهادات جامعية عليا، المفترض بهم إعمال عقولهم كي لا تعبر عليهم هذه الألاعيب البعثية.

بالله عليكم، هل دولة تمتلكها عصابة المافيا البعثية،، وتسمى بـ(دولة المنظمة السرية)، و(دولة المقابر الجماعية)، و(جمهورية الرعب)، والوطن كله يسمى باسم الجلاد صدام حسين (عراق صدام) مسباح لأفراد عائلته، والذي طبق عملياً مقولة (أنا الدولة والدولة أنا)، دولة استخدمت فيها الغازات السامة، ومجازر الأنفال ضد شعبها في حروب إبادة الجنس، وشردت منه خمسة ملايين في الشتات، ودمرت الاقتصاد الوطني، وشنت الحروب العبثية على دول الجوار.. وووو إلى آخر القائمة من الكوارث... بالله عليكم هل دولة كهذه تستحق أن يأسف على سقوطها أحد؟
لذلك، أعتقد جازماً، وكما أفهم من قراءاتي لعلم النفس وعلم النفس الاجتماعي، أن الذين يأسفون على سقوط هكذا دولة جائرة بحقهم، فلا بد وأنهم مصابون بمرض المازوخية والشيزوفرينيا والانفصام عن الواقع، حيث استمرؤوا الذل والهوان والعبودية.

إن مهمة الكاتب والصحفي الشريف نشر الحقيقة وتنوير الوعي وليس التضليل والتزييف. لذلك فإن نشر المقالات المضللة، وفبركة التقارير المزيفة، والأخبار الكاذبة، هي شكل آخر من أشكال الإرهاب والفساد والإجرام.
وبناءً على كل ما سبق، أتمنى على جميع الوطنيين الشرفاء، أن يكونوا حذرين من ألاعيب البعثيين وأشباههم و من تلفيقاتهم التي لا نهاية لها، وإعمال عقولهم في التمييز بين الغث والسمين، إذ كما جاء في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ــــــــــ
روابط ذات صلة
1- عبدالخالق حسين: حول ماكنة الدعاية البعثية في التضليل
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=505

2- قائمة موجزة من افتراءات ضد العراق الجديد
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=698



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة العراق بأمريكا بين الممكن والدمار الشامل
- حول إستراتيجية أمريكا ثانية
- فوز إردوغان انتصار الريف على المدينة
- لماذا نؤيد أمريكا في العراق، ونعارضها في سوريا؟
- أغراض القصف الأمريكي لسوريا
- الهجوم الأمريكي على سوريا إلى أين؟
- هل حقاً من الصعوبة حكم العراق؟
- الغاية من مجزرة الموصل؟
- من المسؤول عن مجزرة الموصل؟
- دور السعودية في (غزوة) البرلمان البريطاني
- عن زيارة العبادي لأمريكا
- في ذكرى جريمة حلبجة..لكي لا ننسى ولا تتكرر
- حول رسالة عزت الدوري المفبركة
- أين مؤسسة الذاكرة العراقية؟
- حقيقة التيار الصدري في عيون القراء
- هل صار التيار الصدري أداة لنشر الفوضى!
- هل الحل بإلغاء الديمقراطية؟
- ترامب و مخاطر سياسة حافة الحرب
- ترامب في خدمة الإرهاب
- ليعلن بارزاني الإنفصال!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مخاطر الأخبار الكاذبة