أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - وأخيراً سقطت دولة الخرافة















المزيد.....

وأخيراً سقطت دولة الخرافة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بشهادة مراسل بي بي سي، استعادت قوات الأمن العراقية السيطرة على موقع حطام جامع النوري الكبير في الموصل بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الزائفة، وأن " الخلافة المزعومة للتنظيم المتشدد تنهار من الداخل والخارج". كما وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة السيطرة على منطقة جامع النوري "نهاية دويلة الباطل الداعشية".(1)

وبهذه المناسبة التاريخية السعيدة، نقدم التهاني الحارة لقواتنا المسلحة الباسلة، وفصائل الحشد الشعبي، والبيشمركة، والعشائر، والقوات الدولية، على انتصارها الساحق على قوى الشر والظلام، المسماة بداعش. وهو انتصار ليس على داعش فحسب، بل وعلى قياداتها السياسية المشاركة في العملية السياسية، الذين مهدوا لمجيء داعش باعتصاماتهم ومؤتمراتهم سيئة الصيت، و قدموا مناطقهم لقمة سائغة للدواعش "الثوار" على حد تعبيرهم، من أجل إفشال العملية السياسية ووأد الديمقراطية، ولكن رُدت سهامهم إلى نحورهم، وباؤوا بالفشل المبين. وهذا درس يجب أن يستوعبوه، وإلا فمصيرهم كمصير سيدهم صدام حسين، في مزبلة التاريخ.

وكما ذكرت في مقال لي بعنوان (تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ)(2)، أن تسليم الموصل إلى داعش قد تم بمؤامرة شاركت فيها قوى محلية ودولية لتحقيق غاية حقيرة وعلى رأسها التخلص من رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي بعد أن فشلوا في إزاحته بالوسائل الديمقراطية، غير مبالين بما ستكلف هذه المؤامرة الشعب العراقي من تكاليف باهظة في الأرواح، والممتلكات، وثلاث سنوات عجاف عانى منها أهاليهم أشد المعاناة.

كما وأود التأكيد مرة أخرى، أن ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، ما هو إلا فلول البعث و جيش الحرس الجمهوري الذي أسسه حزب البعث بعد اغتصابه السلطة عام 1968. وقد حافظ صدام حسين على هذا الجيش، فلم يزجه في حروبه العبثية، و جهزه بأرقى الأسلحة والتكنولوجية، والتدريب، والولاء الأيديولوجي، والانضباط العسكري، وكانت مهمة هذا الجيش حماية السلطة البعثية من غضبة الشعب. وحتى المدعو (أبو بكر البغدادي) هو بعثي، وكذلك المرشحان الحاليان لخلافته هما ضابطان من بقايا ضباط الحرس الجمهوري البعثي.

لذلك فما يسمى بـ(داعش) ما هو إلا فلول البعث الساقط الذي اتخذ من داعش اسماً وغطاءً لتدمير العراق. فقد بات معروفاً للقاصي والداني أن البعثيين ارتكبوا جميع جرائمهم الإرهابية ضد المواطنين بأسماء تنظيمات إسلامية وهمية مثل: جند الإسلام، وجيش محمد، وجيش النقشبندية، وأخيراً استقروا على اسم (داعش). ففي العراق داعش تعني فلول البعث، وهو في تحالف مع القاعدة. يعني (داعش) وأيديولوجيتها المتخلفة هما نهاية البعث.

لذلك، فهزيمة داعش يوم 29 حزيران 2017، تعتبر السقوط الثاني للبعث بعد سقوطه الأول يوم 9 نيسان/أبريل 2003، والسقوط الأخير الذي تم في الموصل هو سقوط البعث بنسخته الداعشية، ويمثل سقوطاً في نظر أهل السنة الذين خدعتهم قياداتهم فربطوا مصيرهم بالبعث وبدوافع طائفية. فهذا السقوط أكد لهم مرة أخرى أن البعث شر على الجميع، و أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن من يتخذ الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه السياسية مصيره السقوط والهزيمة والعار والشنار.

ماذا ما بعد داعش؟
كتب كثيرون من الزملاء مئات المقالات عما يجب عمله ما بعد داعش. أما ممثلو داعش السياسيون من أمثال الأخوين النجيفي وغيرهما، فمازالوا يهددون بما سيأتي بعد داعش، و راحوا يتوعدون بداعش آخر، وبأشكال وأسماء أخرى أشد توحشاً إن لم تستجب الحكومة المركزية لمطالبهم!! وهذا ممكن. وما هي مطالبهم؟ إلغاء الديمقراطية.
كما و حذر بعض المخلصين من احتمال قيام فلول داعش وخلاياهم النائمة بعمليات انتقامية ضد أهل السنة لعدم وقوفهم معهم. وهذا وارد أيضاً، فالبعثيون الدواعش، معروفون بنزعاتهم الانتقامية حتى مع أهاليهم، و تاريخهم الأسود حافل بالعمليات الانتقامية مثل قيامهم بتفجيرات مساجد أهل السنة في ديالى، والبصرة، واغتيالهم شخصيات دينية من أهل السنة.
لذاك نهيب بالأجهزة الأمنية وكل أبناء شعبنا بأخذ الحيطة والحذر من محاولات الدواعش المهزومين، فهم اليوم أشبه بالوحوش الجريحة التي تهاجم و تنهش كل من يقترب منها. كما ويجب على السلطات الإسراع في تسهيل إعادة النازحين إلى مناطقهم، ومدهم بالغذاء والدواء وفتح المدارس للأطفال.

و هناك محاولات من قبل الذراع السياسي لداعش بعقد مؤتمر في بغداد هدفه سرقة النصر من أصحابه الحقيقيين الذين ضحوا بأرواحهم، ليدعوا أنهم هم المحررون، ويطالبون اليوم بتطبيق مبدأ (عفا الله عما سلف، والعفو عند المقدرة...الخ)، الشعار الذي طبقه الزعيم عبدالكريم قاسم ودفع ثمنه مع شعبناً غالياً. فالذين تلطخت أيديهم بدماء شعبنا لا يعرفون لغة عفا الله عما سلف، إذ كما قال الشاعر العربي:
فمن يجعل المعروف في غير أهله.... يكن حمده ذماً عليه ويندمِ
والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين. لذلك يجب إفشال هذا المؤتمر المشبوه ما لم يمنعوا مشاركة كل من ارتكب جرائم بحق شعبنا وتواطأ مع داعش.

وأخيراً، نؤكد على السيد رئيس الوزراء العبادي، للمرة العاشرة، أن يواصل سياسته الحكيمة في كسب إيران وأمريكا إلى جانبه، وعدم معاداتهما، بل الإستفادة منهما، وعدم زج العراق في أي محور من المحاور المتصارعة التي ليس للعراق فيها، ناقة ولا جمل.
المجد والخلود للشهداء الأبرار الذين دفعوا حياتهم ثمناً للنصر وتحقيق الوحدة الوطنية، وعزاؤنا لذويهم، وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل، والخزي والعار لأتباع دولة الخرافة.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــ
روابط ذات صلة
1- معركة الموصل: استعادة السيطرة على موقع جامع النوري
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40446899

2- الدكتور عبد الخالق حسين : تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=656



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش تفجر جامع النوري في الموصل
- الإرهاب والإرهاب المضاد، والعواقب غير المقصودة
- مفاجآت الانتخابات البريطانية 2017
- قطر والسعودية، نزاع بين شرين
- السعودية تنقل الإرهاب إلى إيران
- العراق وسياسة المحاور.. والصراع العربي-الإسرائيلي
- أغراض غزوة ترامب للسعودية!
- فوز ماكرون انتصار للاعتدال والوسطية العقلانية
- الاحتلال البعثي للعراق هو الأبشع؟
- مخاطر الأخبار الكاذبة
- علاقة العراق بأمريكا بين الممكن والدمار الشامل
- حول إستراتيجية أمريكا ثانية
- فوز إردوغان انتصار الريف على المدينة
- لماذا نؤيد أمريكا في العراق، ونعارضها في سوريا؟
- أغراض القصف الأمريكي لسوريا
- الهجوم الأمريكي على سوريا إلى أين؟
- هل حقاً من الصعوبة حكم العراق؟
- الغاية من مجزرة الموصل؟
- من المسؤول عن مجزرة الموصل؟
- دور السعودية في (غزوة) البرلمان البريطاني


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بآخر يسكب حمض الكبريتيك على وجهه بحادث مفجع.. إلي ...
- موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد ...
- -إرهابي متنكّر بزي صحفي-... كيف برّرت إسرائيل مقتل أنس الشري ...
- مقتل صحفيين في غزة.. الجيش الإسرائيلي يبرر ومنظمات دولية تند ...
- ماكرون منددا بخطة إسرائيل بشأن غزة: -تنذر بكارثة غير مسبوقة- ...
- غضب دولي ومطالب بتحقيق مستقل عقب اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة ...
- بعد تشغيل مصفاة دانغوتي.. توتال وشركات أخرى تتكبّد خسائر ضخم ...
- مزايا -سيري- بالذكاء الاصطناعي تُغير مستقبل -آبل- تماما
- دليلك للتعامل مع المطبات الهوائية وتجنب الإصابات على متن الط ...
- نقابتا الصحفيين في مصر وتونس تدينان اغتيال إسرائيل طاقم الجز ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - وأخيراً سقطت دولة الخرافة