أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....5














المزيد.....

هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....5


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


8) و انطلاقا مما رأيناه في الفقرات السابقة يمكن أن نتساءل :

و لماذا يغض هؤلاء أبصارهم عن الواقع المغربي ؟

و هل يمكن فعلا أن يصير المجتمع المغربي ، مجتمعا أمازيغيا بدسترة الأمازيغية ؟

و كم نحتاج من الأجيال في أفق اعتماد الأمازيغية في جميع مناحي الحياة ؟

و هل يمكن أن يتحول المجتمع المغربي إلى مجتمع حر، و ديمقراطي، و عادل، باعتماد الأمازيغية لغة رسمية للدولة المغربية ؟

إن الحزبوأمازيغيين، كما الحزبوسلاميين، لا يعيشون الواقع، و لا ينطلقون منه لبناء أفكارهم، و تصوراتهم التي قد تساهم في العمل على تطوير الواقع، و تغييره، و خاصة إذا كانوا ممن يوظفون المنهج الاشتراكي العلمي في التعامل مع هذا الواقع، أو ذاك، من أجل امتلاك رؤيا علمية دقيقة عنه تساهم، و لاشك، في العمل على تغييره، و حينها، سوف لا يصيرون حزبوأمازيغيين أو حزبوسلاميين بقدر ما يصيرون مناضلين ثوريين، يقودون الجماهير الشعبية الكادحة، و طليعتها الطبقة العاملة، في أفق تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. و بما أنهم لا يعيشون الواقع، فإنهم يقرأونه من منطلق أدلجتهم للهجات الأمازيغية، بالنسبة للحزبوامازيغين، أو من منطلق أدلجتهم للدين الإسلامي، بالنسبة للحزبوسلاميين، و أي قراءة للواقع، من منطلق إيديولوجي، هي قراءة واهمة، و لا يمكن أن تساهم إلا في عملية إشاعة الوهم. و الوهم لا يمكن أن يكون إلا تضليلا يعمي أبصار الكادحين عن رؤية الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي المتردي، حتى لا يتبين لهم ما يعملون من أجل تغييره، و يصيرون معتقدين أن الخلاص يكمن في تحرير "الشعب الأمازيغي" بالنسبة للدين يقعون تحت طائلة الأدلجة الأمازيغية، أو أنه يكمن في تحقيق "الدولة الإسلامية"، كما هو الشأن بالنسبة للواقعين تحت تأثير مغناطيس أدلجة الدين الإسلامي. و وهم كهذا يضلل الكادحين، و طليعتهم الطبقة العاملة، لا يمكن أن يكون إلا ممارسة تهدف إلى خدمة الطبقة الحاكمة، التي تستغل النعرة الأمازيغية، أو النعرة "الإسلامية"، لإحكام قبضتها على الكادحين، الذين يصيرون مدجنين، خدمة لمصالحها، حتى تزداد غنى، و حتى تصل إلى الاطمئنان على مستقبلها، و مستقبل امتلاكها لأدوات السيطرة الطبقية مقابل أن يتسلق الحزبوأمازيغيين، و الحزبوسلاميين، طبقيا، حتى يتحولوا، شاءوا أم أبوا، إلى جزء لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة.

و لذلك، فكون الحزبوأمازيغيين، أو الحزبوسلاميين، يغضون الطرف عن الواقع، و يتعاملون معه انطلاقا من خارجه، لا يمكن أن يكون إلا سعيا لتحقيق التسلق الطبقي، أو سعيا إلى الوصول إلى امتلاك أدوات السلطة، ليشكل الحزبوأمازيغيين، أو الحزبوسلاميين، بذلك الطبقة الحاكمة، التي تسخر أجهزة الدولة، لا لتحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، كما يوهمون الكادحين بذلك، بل لخدمة مصالحهم الطبقية، التي تنقلهم من وضعية اقتصادية متدنية، إلى وضعية اقتصادية أرقى، تشبه، إلى حد كبير، وضعية الطبقة الحاكمة حاليا، أو أكثر من ذلك. لأن الاستبداد البديل، على يد الحزبوأمازيغيين أو على يد الحزبوسلاميين، سيكون، و لاشك، أكثر شراسة و أكثر فتكا بالجماهير الشعبية الكادحة، لأن حامل الرأي الجاهز، لا يمكن أن يكون إلا مستبدا. و الرأي المؤدلج للهجات الأمازيغية رأي جاهز، كما أن الرأي المؤدلج للدين الإسلامي هو، أيضا، رأي جاهز. و كلا الرأيين الجاهزين، لا يمكن أن يكونا إلا مستبدين، لتطاولهما على ما هو للشعب المغربي ككل، و العمل على احتكاره، و توظيفه، لتحقيق التطلعات الطبقية للمؤدلجين للهجات الأمازيغية، و للمؤدلجين للدين الإسلامي.

و السعي إلى أدلجة اللهجات الأمازيغية على يد الحزبوأمازيغيين لا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إيجاد مجتمع مغربي أمازيغي، لا يتواجد فيه إلا الأمازيغيون، و لا يتحكم فيه إلا الأمازيغيون، و لا يسعى إلى حمايته إلا الأمازيغيون، و كأنه يوجد فعلا شعب أمازيغي منغلق على نفسه، ولم يختلط بغيره من الأقوام، و لم يندمج فيهم، و لم يندمجوا فيه منذ أربعة عشر قرنا أو يزيد.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....4
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....3
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....1
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس؟.....5