|
هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....1
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 11:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
1) إن من الغرائب التي يزخر بها واقعنا المغربي، هو أن الناس يخلقون الأفكار، و يحولونها إلى مثل عليا، غير قابلة للنقاش، و كل من تجرأ على إبداء رأيه في تلك الأفكار، نجده يواجه إما بالتكفير، أو بإصدار فتوى بالقتل، أو بتوجيه سيل من السباب، و الشتائم، و القذف، و غير ذلك، مما له علاقة بردود الفعل تجاه كل من يتجرأ على المس بمقدس معين.
و في هذا الإطار، و باعتباري أتناول استغلال الدين في الأمور الإيديولوجية، و السياسية، فقد توصلت برسالة تهديد مبطنة من قبل الحزبوسلاميين، و مبرر هذه الرسالة ناتج عن اعتبار الحزبوسلاميين، أنني أتطاول على الدين الإسلامي، من منطلق: أنه يتجسد في تأويلاتهم الإيديولوجية، التي لا يأتيها الباطل من بين أيديها، و لا من خلفها. لأنها "محصنة ضد الباطل" و من منطلق: أن الله قد نصبهم أوصياء على الدين الإسلامي. و في نفس الوقت، و بسبب المقال الوحيد و اليتيم الذي كتبته عن دور الحزب الامازيغي، في حالة السماح بقيامه، في تكريس الطائفية في المجتمع المغربي، توصلت بسيل من السباب، و الشتم، من قبل أحد الحزبوأمازيغيين. و أنا شخصيا لا أدري ما مبرر ذلك السباب، و ذلك الشتم، الذي يرتفع إلى درجة التهديد المباشر بالقتل، و الذي أتحاشى ذكره، لأنه أكثر قبحا، و أفظع من أن يقرأ.
و التهديد الحزبوأمازيغي، لا يمكن أن ينتج إلا عن تقديس لأدلجة الامازيغية، التي ابتلي بها الحزبوأمازيغيون، الذين يسعون إلى استنبات العنصرية العرقية، و اللغوية، في المجتمع المغربي، كما يسعى الحزبوسلاميون إلى استنبات العنصرية الطائفية القائمة على أدلجة الدين الإسلامي في المجتمع المغربي.
2) و نحن، في تتبعنا لممارسة الحزبوسلاميين، نجد أن مبرر تهديهم للكتاب المتنورين، و اليساريين، يستند إلى اعتبار أن ما يقوم به المتنورون، و اليساريون، من انتقاد لأدلجة الدين الإسلامي، يعتبر مسا بقداسة الدين، الذي لا يمكن اعتباره إلا كفرا بذلك الدين. و هو مبرر يجد له من يروجه على المستوى الإعلامي.
و نظرا لارتفاع نسبة الأمية في مجتمعنا، لا يمكن أن يكون ذلك إلا مقبولا من قبل عامة الناس، الذين تسود بينهم الأمية، أو شبه الأمية الأبجدية، و الفكرية، التي تقود إلى التبعية المطلقة لمؤدلجي الدين الإسلامي، من منطلق أن وصايتهم المفروضة على الدين الإسلامي تقتضي ذلك.
3) لكن ما مبرر التهديد الحزبوامازيغي ؟ و ما هي الحجج التي يعتمد عليها في ممارسته؟
إنني شخصيا من أصل أمازيغي، و أتكلم الأمازيغية، و أدرك، جيدا، أهميتها كمكون ثقافي، و كلهجات تواصل، هي للمغاربة جميعا، بقطع النظر عن كونهم يتكلمون إحدى اللهجات الامازيغية، أو إحدى اللهجات البربرية أو اللغة العربية، أو الفرنسية، أو غير ذلك من اللغات المستعملة شعبيا، و في مختلف الإدارات المغربية، لا يحق لأحد أن يحتكرها، أو أن يحزبها، وأدعو إلى اعتبار مطلب الاهتمام بها كمكون من المكونات الثقافية المغربية، مطلبا شعبيا ، كباقي المكونات الثقافية المغربية.
و إذا كان هناك قصور في هذا الاهتمام، فإن الذي يتحمل المسؤولية فيه هو الطبقة الحاكمة، لأنها أخرجت من حسابها إعداد الأطر الكافية للاهتمام بالثقافة الأمازيغية، و بالإعلام الأمازيغي، و بجميع اللهجات الأمازيغية، و بالتواصل مع الامازيغيين في جميع المجالات، و في جميع مناحي الحياة.
أما أنا فلا أملك إلا أن تكون لي وجهة نظري حول ما يجري في المغرب، انطلاقا من قناعاتي الإيديولوجية، و السياسية، من أجل أن أساهم بها في مختلف المنابر الإعلامية المتاحة. و إذا كان هناك من يختلف معي في وجهة النظر تلك، فما عليه إلا أن يناقشني، و أن أبادله النقاش بالنقاش حتى يساهم الجميع في بلورة الرؤى و التصورات المؤكدة لوحدة المغاربة من أجل تجنب قيام مجتمع طائفي.
و لذلك فالسباب، و الشتم، و التهديد الحزبوأمازيغي، لا مبرر له، إلا إذا اعتبرنا الأمازيغية مقدسة. و إذا كان هذا الاعتبار حاضرا في عقلية، و ممارسة الحزبوامازيغيين، فالأولى أن يتم تقديس الشعب المغربي، الذي يتكلم اللهجات الامازيغية، و العربية على السواء، و أن نناضل جميعا من أجل أن يتمتع هذا الشعب العظيم، بجميع حقوقه، و في جميع المجالات، و على جميع المستويات، حتى يأخذ طريقه إلى التطور، و التقدم كباقي الشعوب الأخرى، التي تعرف التعدد المحقق لوحدتها، و تطورها، و تقدمها.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
...
-
باب الانتهازية.....9
-
باب الانتهازية.....8
-
باب الانتهازية.....7
-
باب الانتهازية.....6
-
باب الانتهازية.....5
-
باب الانتهازية.....4
-
باب الانتهازية.....3
-
باب الانتهازية.....2
المزيد.....
-
رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس
...
-
مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
-
الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا
...
-
إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
-
إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
-
مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا
...
-
تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
-
سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث
...
-
ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع
...
-
بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|