أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد العزيز الخاطر - العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية














المزيد.....

العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 08:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الاحتجاج والغضب الإسلامي الذى يجتاح الأرض له ما يبرره فلم يعد يملك المسلم غير دينه فالجسد الإسلامي كله عاهات وعلل الداخلية منها أكثر من الخارجية ولم يعد سالماً منه إلا دفعته المعنوية وهويته الدينية " لا اله ألا الله محمد رسول الله " فالمساس بهذه الهوية وتلك الدفعة مساس بأخر خطوط النفس الإسلامية هنا تكمن خطورة الموضوع التي قد لا يدركها الفرد الغربي بشكل واضح لكي يبعدها عن ما يسمي بحرية الرأي ضمن مشروعه الحضاري . هناك محوران أود الإشارة إليهما في هذا المقال المحور الأول : كيف استطاع الغرب التغلب على مثل هذه المشكلة لديه ؟ والمحور الثاني : لماذا لا يشكل سلاح المقاطعة عاملاً حاسماً بيد الأمة العربية أو الإسلامية ؟
فيما يتعلق بالمحور الأول استطاع الغرب أن يُنسى العالم بماضية الأسود وحروبه الطائفية والدينية من خلال تطوره في جميع المجالات وبناء حاضر يقوم على ذلك التطور ليصبح بالتالي ركيزة التقدم ومثالاً يحتذي لجميع الأمم الأخرى في حين أن حاضرنا المتخلف وعدم تطورنا جعل من ماضينا متحملاً للمسؤولية ومرمى لحجارة الغير من الداخل والخارج رغم إشراقه بعض أطراف ذلك الماضي أنما الغث منه أكثر من السليم .
ثانياً : استطاع الغرب أن يفرق بين مثالية الدين وصورة حامله أو صاحبه (( من خلال مشروع المواطنة )) فالخطأ ملتحق بالصورة لا بالمثال فعندما يخطئ الفرد أو يرتكب آثماً فإنه ينعت بأسمه أو بجنسيته لا بدينه ، نحن كأمة لم ننجح في إرساء مشروع مواطنة حقيقي فأرتد الأمر الى الهوية وهي أسلامية بلاشك .
المحور الثاني : فيما يتعلق بسلاح المقاطعة وهو في ظني فعال ولكنه مؤقت التأثير . وكم كنت أتساءل عن عدم استمرار المقاطعة الإسرائيلية ومن بعدها المقاطعة للبضائع الأمريكية ولماذا لم يعد سلاح البترول فعالاً ؟ وغيرها . واعتقد جازماً بأن ذلك مرده هو في كوننا نستعمل عاهاتنا في الدفاع عن أنفسنا والجسد ذو العاهة لا يستطيع أن يجعلها خط دفاعه الأول فما بالنا إذا كان الجسد كله عاهات .
فالاقتصادات العربية والإسلامية اقتصادات هزيلة غير متكاملة ريعية الطابع في معظمها تفتقر الى أبسط مقومات التكامل أتت عليها رياح العولمة فألحقتها بها كوكلاء لا أكثر فإذا كان الناتج الإجمالي لدولة متوسطة كايطاليا أكثر من مجموعة النواتج الإجمالية لجميع الدول العربية فكم نتوقع مقدار التأثير التي ستحدثه أي مقاطعة عربية أو حتى إسلامية والسؤال الأهم كم ستستمر إذا كانت العاهة أصلاً موجودة ولم يجرى تصحيحها أو علاجها .
كما أن العاهة السياسية واضحة كل الوضوح فالأنظمة الشمولية والديكتاتورية ممتدة من أطراف أسيا حتى شواطئ المغرب وهي في حقيقتها ذات مشاريع فئوية ومقاطعاتها شكلية وقد جربنا ذلك مع إسرائيل ولا تشكل رديفاً حقيقياً لشعوبها والعكس صحيح فكم نتوقع أن تستمر مثل هذه المقاطعة السياسية والحال كما أشرت .
أما العاهة الاجتماعية فتتمثل في استبعاد العديد من الطبقات الاجتماعية والعرقية وعدم الإيمان بدور المرأة وأهميته وما الى ذلك .
في اعتقادي : أن العمل على إصلاح العاهات هو الطريق الى مقاطعة حقيقة تعيد للأمة هيبتها ودورها التاريخي أما الدفاع عن ذلك بالعاهات كما هي فهو دفاع ضعيف ضعف العاهة نفسها ولا يستمر طويلاً نحمد الله أن الأمر لا يتعدى سوى دولة صغيرة محدودة هي الدنمارك ولكن نسمع كذلك عن تهديداً سيصدره الاتحاد الأوروبي وهنا ستظهر محدودية العاهة التي سنستعملها للدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا بشكل مأساوي على كل حال : من الأمس بدأت شخصياً " كمعوق أعاني من عاهة هي جزء من عاهة أكبر " مطبقاً لهذا المقاطعة عندما اخترت زبده نيوزيلندية بدلاً من أخرى الدنماركية المفضلة لدى وفي جيبي تليفوني النقال " نوكيا " الفنلندي الجار الحميم للدنمارك وتنتظرني سيارتي اليابانية في الخارج وكلي تصميم على الدفع بعاهات أمتي والامتثال لأوامرها للدفاع عن هذه الممتلكات في حالة الضرورة ولكن الى متى وقد أصبحنا مجرد أشياء تجاور أشياء وأصبح الفرد منا يُعَرف بما يملك من متاع الحضارة الغربية أي بما تجلبه العاهة نفسها لا بمواطنيه أو دورة أو حقوقه .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ان زالت الشكوك شجرة الديمقراطية لها ان تزرع فى أرض الخلي ...
- الحرية مع الفقر استعباد
- انشقاق خدام وحركة التاريخ
- عرض كتاب الحركات الاسلامية والمخاوف المتبادلة
- انسان الريع النفطى
- امة على صفيح ساخن ،لماذا يعجز الطرح الإيديولوجي عن إنقاذ الأ ...
- احرار لكن فقراء،الاستبعاد الاجتماعي - وخطوطه الحمراء
- العقل المطلق
- الانتصار يبدأ من الداخل
- نتغير ولكن لانتطور
- اسلامى ليبيرالى قومى، ثمة وصفه تجمع التناقض الأيديولوجي
- اغواء الكرسى
- الشغب الفرنسى هل ثمة استفادة تاريخية
- كيمياء التطرف فناء الذات فى العقيدة
- من نقد المجتمع الى شتمة
- العمل الاهلى الوسيط الامن للتحول الديمقراطى
- الدولة العربية والتطور المنقوص تزاوج الرأسمالية الناقصة مع ا ...
- العرب ديمقراطية ام ازمة اقامة دولة
- انزعوا رداء الدين عن الاستبداد
- البكاء أمام جثه التراث بين العلمانية وبعبع الديمقراطية


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد العزيز الخاطر - العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية