أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - العمل الاهلى الوسيط الامن للتحول الديمقراطى














المزيد.....

العمل الاهلى الوسيط الامن للتحول الديمقراطى


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:55
المحور: المجتمع المدني
    


من الضرورة بمكان تشجيع إطلاق المبادرة الشعبية لبناء شبكات متعددة من الجمعيات الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع لتعبئة الجهود الشعبية إلى جانب دور الحكومة أو الدولة هذه نقطة جداً جوهرية لا يمكن بحال من الأحوال الاستغناء عنها لمجتمع يطمح إلى التطور والارتقاء ومقبل كذلك على خطوات إجرائية هامد في سلم الديمقراطية فهي البنية التحتية للنظام الديمقراطي سواء كان هذه الجمعيات جمعيات خيرية أو رابطة ثقافية أو نقابات مهنية فهي في الأساس تدريب لاصحابها وتجمعاتها على مهارات ضرورية لازمه لتأصيل النهج الديمقراطي في المجتمع مثل الالتزام بشروط العضوية وواجباتها وحقوقها وقبول الرأى الآخر والمشاركة في النشاط العام والتعبير عن الرأي . من هنا يمكن أن ندرك أن أقرب المجتمعات إلى التحول الديمقراطي المنشود في منطقتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص هي تلك التي تتواجد فيها مثل هذه الشبكات القائمة على المبادرات الشعبية حيث لا تنفع ممارسة الإجراءات الديمقراطية وحدها في إيجاد الأساس الديمقراطي الفعال اللازم لعملية التحول المنشود . فالأهمية القصوى التي يجب أن يدركها المجتمع وتعلمها الدولة كذلك هي في إيجاد مرجعيات وسطى ذات أبعاد فكرية وثقافية وبدون ذلك تصبح ممارسة الإجراءات الديمقراطية كالانتخاب والتصويت تتويجاً لدور المرجعيات الأولى من قبيلة أو طائفة غير ذلك . والمفترض من الدولة أن تكون داعماً ومشجعاً لإشهار الجمعيات والنقابات الشعبية وفق القوانين الموجودة ثم أن هناك دوراً آخر وهام لمثل هذه الشبكات الاجتماعية الأهلية يتمثل في تنظيم الفكر وإمكانية تحويله إلى برنامج عمل ومن ثم اختباره وقبوله أو رفضه من قبل المجتمع دونما أحداث لما لا يحمد عقباه .

فإذا سلمنا بأن العنف كوسيلة هو في الأساس ناتج عن فكر فأن دور المجتمع في إيجاد الوسيط الآمن من خلال هذه الجمعيات والنقابات لتحويل ذلك إلى برنامج سلمي بعد مناقشة وإبطال قوته التفجيرية فالنقابات والأحزاب في الدول المتقدمة تحمل في بعضها الكثير من العنف مثل البرامج العنصرية المضادة للهجرة والمهاجرين من دول معينة ولأديان معينة كذلك ولكن قدرة الوسيط الآمن المتمثل في النظام الديمقراطي في تلك الدول حّول مثل هذه البرامج وغيرها إلى مشاريع قد تقبل وقد تُرفض وقد يأخذ بعضها ويترك الآخر . كل هذه التطور مرجعه ذلك التنوع الكثيف من الشبكات الاجتماعية الأهلية داخل تلك المجتمعات لأنها مصدر التداول الشعبي ومنبع تصفية الآراء من شوائبها وليس ذلك مردّه إلى ما يتم هناك من إجراءات ديمقراطية فقط كما يعتقد البعض .
فالإجراءات الديمقراطية لا يمكن التعويل عليها كثيراً إذا لم تُحرث الأرض ويُبذر فيها ما ينفع الناس في حياتهم وليس أنفع للناس من تداول شؤونهم من خلال الجمعيات الشعبية وتلاقح الأفكار في المنتديات واللقاءات الغير رسمية بالذات فالعمل الوطني الشعبي لا يمثل انتكاسة ولا خطراً كما كان ينظر إليه في السابق بل أصبح رافد هاماً لا غنى عنه لاستكمال دور الدولة والجمعيات الأهلية على مستوى العالم تأخذ دوراً كبيراً يتضاءل معه دور الدولة ، فالمخاطر القادمة أكبر من أن يتحملها نظام لوحده أو دولة لوحدها كذل ، فالمخاطر البيئية والصحية والثقافية التي تحاصر العالم اليوم لا يمكن مواجهتها بعيداً عن دور الجمعيات والهيئات والنقابات الشعبية . لذلك فأنا اعتقد بأن المرحلة القادمة الضرورية قبل التوجه إلى ممارسة إجراءات الديمقراطية لابد وأن تكون العمل على إيجاد وإشهار ما يمكن من جمعيات ومؤسسات أهلية أياً كان اختصاصها ومجالها فهي الوسيط الآمن لنقل حركة المجتمع من التقليد إلى الإبداع ومن التشبث بالمرجعيات الأولية إلى دائرة القناعات الثقافية والفكرية التي تؤكد على إنسانية المجتمعات وقدرتها على التطور الذاتي .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العربية والتطور المنقوص تزاوج الرأسمالية الناقصة مع ا ...
- العرب ديمقراطية ام ازمة اقامة دولة
- انزعوا رداء الدين عن الاستبداد
- البكاء أمام جثه التراث بين العلمانية وبعبع الديمقراطية
- اسلمة العلوم
- التراث بين ضرورة النقد ورهبة التقديس
- التفسير الانتقائي وفقهاء - الاستيكه -
- أنجاز العقلية العربية الوحيد الاصطفاف خلف صنمية المصطلح
- أنظمة ديموقراطية أم مصالح استراتيجية؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - العمل الاهلى الوسيط الامن للتحول الديمقراطى