أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ضد دولة المخزن















المزيد.....

الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ضد دولة المخزن


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5538 - 2017 / 6 / 1 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ضد دولة المخزن
منطقة الريف المغربي والتي تظم الحسيمة والناظور وبركان منطقة تعتبر تاريخيا منطقة غبن وحيف طبقي وتهميش مناطقي بامتياز ولأنها كذلك و لأن النظام المخزني لم يغير سياساته عموما وضد المنطقة تحديدا منذ عقود فستظل خزان الانفجارات الطبقية ومجال الصراع الدائم ضد الاستبداد المخزني حتى إسقاطه.
الحراك الحالي الذي تشهده مدينة الحسيمة والمستمر منذ حادثة طحن الشاب بائع السمك ـ محسن فكري ـ في شاحنة رفع القمامة والذي تصاعد في الأسبوع الأخير من شهر ماي لم تشهده المنطقة منذ 2011 حتى لما استشهد 6 من ابنائها من الذين شاركوا في المظاهرات المساندة لحركة 20 فبراير على يد قوات الدرك الملكية حيث أن الاحتجاجات والحركة توسعت وشملت بلدات وقرى لم تشهد احتجاجات من قبل وهو وضع سيساعد على استمرار الحراك و على تعميق النقاشات داخل فعالياته مما سيساعد كثيرا في توضيح مطالب الحركة وتحديد المهام التي تريد تحقيقها.
للحركة الاحتجاجية المتصاعدة في الريف المغربي والمرشحة للتصاعد أكثر فأكثر إثر اعتقال عدد كبير من قيادات هذه الحركة [1] أسباب عديدة فإضافة إلى الأسباب التاريخية [2] التي جعلت من هذه المنطقة منطقة مناهضة للمخزن هناك أسباب مباشرة متعلقة بالوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتردي لأغلبية السكان هناك حيث تمثل نسب البطالة أرفع نسب في المغرب كلها إضافة إلى التهميش والتفقير المتزايد وتردي مستوى الخدمات العمومية وغيابها الكلي في مناطق كثيرة.
مطالب الحركة مطالب لا تخرج عن المطالب المرفوعة على امتداد عقود في كل أنحاء المغرب وهي نفس المطالب التي رفعتها كذلك الجماهير في تونس في 17 ديسمبر 2010 أو الجماهير في مصر وسوريا فيما بعد ولازالت ترفعها إلى اليوم الشرائح والفئات والطبقات المستغلة والمفقرة والمهمشة في المنطقة العربية كلها ضد البرجوازيات الرثة المهيمنة سياسيا و اقتصاديا في هذه البلدان والمتمحورة حول الحق في الشغل والحق في التنمية والتوازن بين الجهات والسيادة على الثروات والموارد المحلية والقطع مع سياسات التهميش والتفقير والتبعية .
إن تراكم الحيف الاجتماعي و الاقتصادي واستمراره لعقود وتعمقه المتواصل دفع بأعداد كبيرة من الغاضبين ومن الشباب خصوصا إلى صفوف الحركة الاحتجاجية وهو وضع مكنها من اكتساب زخم قاعدي سيكون له أهمية بالغة في استمرار الحركة وفي تجذيرها و الارتقاء بأشكال مقاومتها وتجاوز هنات الحركات التي عرفها المغرب عموما في السنوات الأخير في سيدي إفني أو حركة 20 فبراير سنة 2011 .
الحراك في الريف واجهه نظام الحكم في المغرب في البداية بالمناورة وبمحاولة امتصاص الغضب بالإعلان عن بعض الإجراءات الشكلية والتي لم ترتق لتطلعات السكان في تلك المدن والذين رفضوها ومضوا في احتياجاتهم ومطالبهم ومع تصاعد الموجه وتوسعها لتشمل بلدات وقرى جديدة والخشية من تحول هذه الاحتجاجات إلى حركة عارمة يصعب السيطرة عليها عمدت السلطات إلى أسلوب القمع والاعتقال والتخريب والتشويه فوقع إتهام المحتجين والحراك ككل بالنزعة الانفصالية وارتفعت أصوات التخوين والاتهام بالعمالة والتمويل من جهات خارجية في محاولة لتفتيت الحركة وفك كل قدرة لها على التعبئة.
إن الحركة الاحتجاجية بالريف المغربي وبعد عملية القمع التي تعرض لها عدد كبير من قياداتها والناشطين صلبها في محاولة لتشتيتها وبث الخوف في صفوف جماهيرها مدعوة للرد على هذه الخطوة التصعيدية القمعية من قبل النظام بالمحافظة على دينامية فعلها الاحتجاجي ومواصلته وتطوير أشكال تنظمها وتوسيع دائرة استقطابها والمحافظة على استقلاليتها السياسية والتنظيمية عن الهيئات البيروقراطية ونبذ كل النزعات والميول التي يمكن أن تدفع في اتجاه ربطها برمز أو بمجموعة أو بحزب أو بنقابة دون معادات أي هيئة من هذه الهيئات حين تنخرط في الحركة أو تساندها وتدعمها.
الحركة مطالبة كذلك بالمساعدة في تطوير أشكال مقاومة السكان لعسف الدولة ومساعدتهم على تدبر شؤونهم ولن يكون ذلك إلا عبر إقناع المواطنين في الأحياء وفي القرى وفي الدشر والبلدات على الانتظام في مجالس و هيئات يقع داخلها نقاش كل المطالب وكل التحركات وكل السياسات والخطط المقترحة للنضال نقاش ديمقراطي واسع يعكس بالفعل المشاركة القاعدية الديمقراطية الواسعة في أخذ كل قرار مجالس وهيئات تنبثق عنها هيئة تنسيقية تتولى تنسيق العمل في ما بين هذه المجالس [3] .
الحركة أيضا مطالبة بكسر واقع الإنحصارالذي بقيت عليه طيلة أشهر ولابد لها من إيجاد السبل الممكنة لكسر هذا الواقع وليس أمامها عمليا غير فتح النقاش مع المناضلين والهيئات المناضلة والمقاومة في مدن المغرب الأخرى على أساس محورين سياسي وتنظيمي سياسي خاص بتوحيد مطالب ومهام الحركة المناهضة لنظام المخزن على مستوى المغرب ككل وتنظيمي خاص بتوحيد التحركات وتنسيقها وجعلها متزامنة .
الحركة أخيرا وكما هي مدعوة لاستخلاص الدروس من تجارب الحركة الثورية المغربية والبناء عليها مدعوة كذلك لاستخلاص الدروس من تجارب المسار الثوري في تونس ومصر وبقية البلدان والتي شهدت ثورات قبل سنوات قليلة انتهت بحكم عوامل موضوعية وذاتية إلى الهزيمة مفسحة المجال للانقلاب عليها من قبل الطبقات التي كانت تستهدفها لتعود هذه الطبقات إلى الحكم من جديد عبر آليات أشد قمعا وأشد استبداد .
ـــــــــــــــــ
[1] أنظر المقال المنشور على موقع المناضل ـ ة على هذا الرابط http://www.almounadila.info/archives/5236
[2] يحتفظ أهل الريف في المغرب الأقصى في الذاكرة الجماعية بجمهورية الريف التي أسسها ما بين 1921 و1927رمز المنطقة المقاوم عبد الكريم الخطابي والتي تحالف ضِدَّها الجَيْش الفرنسي مع الجيش الإسباني و استخدما الطائرات الحربية لقصف سكان الريف بقنابل غاز الخردل والنابالم ولا يزال إلى اليوم سكان منطقة "الرّيف" يُعانون نتائج ذلك القصف.
[3] يمكن الوقوف على بداية ظهور هذا التوجه في مسودة الحراك الشعبي في 5 مارس 2017 حيث ورد " بناء على النقاشات التي خاضها نشطاء الحراك مع الجماهير الشعبية على مستوى مدينة الحسيمة وعلى مستوى باقي مناطق الإقليم والنواحي، وفي ضوء التطورات الأخيرة بمدينة الحسيمة المتجلية بالضبط في التدخل الهمجي لقوى القمع في حق نشطاء الحراك.. وإثراء للنقاش وتعميقه حول مطالب الحراك الشعبي بما يستجيب لانتظارات المواطنين؛ نطرح هذا الملف المطلبي القابل لإبداء الرأي من طرف الساكنة وكل الجماهير الشعبية، ليكون ملفًا متكاملًا وأرضية صلبة لحراكنا السلمي الحضاري".
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
01 جوان 2017




#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟
- تونس . الأزمة تتعمّق ولابديل عن شبكة مقاومة مستقلة أفقية في ...
- تونس الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسم ...
- في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد
- الوضع في تونس ستبلغ الأزمة القاع وسيعود محيط الدائرة للاحتر ...
- تونس قد يرحل وزير التربية ولكن السياسات ستبقى
- رحلت بصمت ولم نعرفها إلا حين غادرت ريما جاكلين إسبر
- حول كتاب: الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة - ...
- تونس نقابة التعليم الإبتدائي ومأزق سياسات الإستعراض والتحشي ...
- تونس قطاعا التعليم الابتدائي والثانوي بين مطرقة الوزارة وسن ...
- هيئة الحقيقة والكرامة في تونس تصنع المشهد المتلفز لتطويع الض ...
- مأزق نقابات التعليم في تونس: الارتباط بسياسة الحاكم والارتها ...
- لماذا يجب تعميم تجربة جمنة
- قراءة في البيان الأخير لبيروقراطية الإتحاد العام التونسي للش ...
- الهدم ليس مشروعا المشروع هو البناء
- تونس حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية
- تونس البيروقراطية النقابية حليفة معلنة لحكومة نداء تونس وحز ...
- هل سقط الجميع؟
- رسالة إلى السيد مصدق الجليدي
- لماذا دائما يعاد سؤال السياسة والتنظيم والتغيير وبحدّة؟


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ضد دولة المخزن