أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية














المزيد.....

تونس حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس ـ حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية
سياسة التقشف سياسة أكدت كل التجارب أنها لم تنجح في أي مكان طبقت فيه سواء في أمريكا أو آسيا أو أروبا أو إفريقيا على امتداد المائة سنة التي مرّت ويمكن الإشارة كذلك وبشكل سريع إلى أنها أنتجت عقب الأزمة الاقتصادية الكبرى لسنة 1928 صعود النازية في ألمانيا والفاشية في ايطاليا وعسكرة الاقتصاد في اليابان وهي عوامل أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية التي دفع المفقرون والعمال عموما على امتداد العالم حياتهم ضريبة لها [60 مليون قتيل ]
سياسة التقشف كإجراءات يستهدف تقليص الإنفاق العام وجمع عائدات ضريبية أكثر لمعالجة العجز في الميزانية العامة للدولة هو بالتعبير الأخير ترك العنان لليد الخفية الغاشمة لعصابة رأس المال لتقرير كل شيء حسب مصالحها الضيقة أي فرض تحميل الأغلبية نتائج الأزمة الاقتصادية وضمان أكثر ما يمكن من العوامل لمواصلة تحقيق نفس معدلات الأرباح وهو ما أنتج في كل مرة وفي كل مكان حالات التوزيع غير العادل للدخل وتركز الثروات بيد الأقلية صاحبة النفوذ الاقتصادي والسياسي مقابل تفاقم البؤس و التفقير والاستغلالل للأغلبية التي تملك .
سياسة التقشف هي سياسة لا أخلاقية أيضا إنها شبيهة بالحرب غير المعلنة على الفقراء والعمال وكل الذين لا يملكون من أجل تحميل مسؤولية فشل سياسات لم يشتركوا في التخطيط لها ولم يقروها بل فرضت عليهم فرضا.
سياسة التقشف ليست فقط وصفة لبلدان المحيط التابعة ذات الاقتصاديات الهشة كتونس ومصر والسودان والبرتغال و إسبانيا إنها أيضا وصفة في بلدان كألمانيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا فرأس المال معولم وممركز وشبكي و أزماته مستمرة ودائمة ولا يمكن الخروج منها إلا بتفكيكه كمنظومة على مستوى كوني ومعالجاته للخروج من أزماته هي نفسها هنا أوهناك إنها دائما تتبع نفس الخط: تحميل المنتجين والمستهلكين وكل الذين لا يملكون نتائج الأزمة ومحاولة الخروج منها عبر مزيد تفقيرهم و استغلالهم وقمعهم.
المفقرون هم أنفسهم هنا أو هناك في المحيط أو في المركز
الخدامة هم أنفسهم هنا أو هناك في تونس أو مصر أو في ألمانيا أو يوغسلافيا أو المكسيك أو أمريكا أو البرازيل والمعطلون هم أنفسهم كذلك .
سياسة التقشف وبوصفها السياسة الوحيدة الممكنة قبل الكارثة من وجهة نظر المستثمرين و أصحاب البنوك والحكومات و الحكومة العالمية هذه اليد الخفية غير المرئية والتي تقرر كل شيء وتنفذ كل شيء وفي أسرع وقت من إعلان الحرب إلى إسقاط حكومة أو حكومات ما إلى فرض انهيار العملة في أي بلد كانت ودائما محل رفض في كل مكان.
سنة 2015 وجوان بالتحديد خرج أكثر من 250 ألف متظاهر في بريطانيا ضد سياسة التقشف التي أعلنتها الحكومة البريطانية نفس الشيء كان في فرنسا أيضا سنة 2016 والمظاهرات ضد تعديل قانون العمل وكذلك الأزمة التي استمرت سنوات في اليونان والتي انتهت بتمرير قانون التقشف وتحميل الأجراء والفقراء عموما نتائج فشل سياسات الارتهان والتداين والتبعية.
لقد فشلت سياسات التقشف في أي مكان طبقت فيه ولم تؤد إلا لمضاعفة أزمة نظام أس المال واحتداد وضع المفقرين والعمال وكتل واسعة من أخرى من المستهلكين . إن برنامج التقشف المطروح في تونس لا يختلف في شيء عن البرامج الأخرى التي طبقت في كثير من البلدان إنها سياسة لا يمكن أن تمثل أي بارقة أمل بالنسبة للأغلبية التي ترزح تحت الاستغلال والتفقير والبطالة والتدهور المستمر في القدرة الشرائية.
سياسة التقشف التي ستسعى حكومة الشاهد لتطبيقها بمزيد الرفع من الضرائب على الأجراء والحد من الإنفاق على الخدمات العمومية ـ صحة تعليم نقل ـ وتسريح مزيد الخدامة والموظفين وغلق المؤسسات وتجميد الأجور لاشك ستواجه برفض كبير من قبل الجماهير ومن قبل الكتلة الطبقية التي ستستهدفها . إن وضع التفقير والتدهور في القدرة الشرائية ومعدلات البطالة وارتفاع الأسعار والخدمات والتي بلغت حدا تجاوز كل الخطوط الحمر إضافة إلى انتشار الفساد واقتصاد التهريب والتلاعب الضريبي أوضاع لن تتمكن حكومة الشاهد من الحد منها أو استئصالها. إن سياسة حكومة الشاهد ليست سوى الإعلان النهائي عن انكشاف أكذوبة الانتقال الديمقراطي والدخول في طور جديد من الانقلاب طور إعلان الحرب على الأغلبية بتواطؤ مفضوح من كل حراس النظام من الأحزاب والجمعيات وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل الشريك المعلن لعصابة الانقلاب على 17 ديسمبر.
ـــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
28 أوت 2016



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس البيروقراطية النقابية حليفة معلنة لحكومة نداء تونس وحز ...
- هل سقط الجميع؟
- رسالة إلى السيد مصدق الجليدي
- لماذا دائما يعاد سؤال السياسة والتنظيم والتغيير وبحدّة؟
- في الموقف من نقابة التعليم الإبتدائي و متابعة لمقررات هيئتها ...
- بكل وضوح: المرصد يحتج ليس للغضب بل لفرض مطالبنا ولتغيير السي ...
- الإنسان يقيم خارج كل الأيديولوجيات وكل الأديان وإنه يولد كل ...
- عصابة الحكم في تونس 5 سنوات بعد 17 ديسمبر أكثر استبدادا وقمع ...
- الكارثة هو استمرار نظامكم أما الأغلبية فلديها الحل
- الأقلية المقاومة
- وضع الأزمة مستمر ولا حلول ممكنة في الأفق
- تونس من دروس قرقنة المعركة قبل كل شيء تحسم مع أجهزة القمع ...
- تونس :حول ما يجري في بنقردان :لا نريد إلا الحقيقة والحقيقة ك ...
- برنامج -المؤسسة الاقتصادية صديقة المدرسة- تفويت في المدرسة ا ...
- بيروقراطية قطاع التعليم الابتدائي أقلية منفصلة عن القطاع وعن ...
- تونس كي لا ننسى وكي تكون لنا ذاكرة ذكرى قمع اعتصام القصبة ...
- تونس الثورة من جديد ليست إمكانية مستحيلة
- لننتظم ونقاوم : الأهم مع ضرورة تواصل الاحتجاجات وتوسعها هو ا ...
- لا إرهاب يغطي على إرهاب .... فرنسا أيضا مجرمة
- لا وصاية على قطاع التعليم الابتدائي ولا للاتفاقات التي دون ا ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية