أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الأقلية المقاومة















المزيد.....

الأقلية المقاومة


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 18:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأقلية المقاومة

ـ 1 ـ
العجز التام الذي أصبحت عليه حكومة الصيد وحالة الارتباك التي عليها مكوناتها السياسية ووضع الأزمة المتواصل والذي يتعمق يوما بعد يوم في الحقيقة لا يمكن أن يدفع سوى للإيغال في سياسة القمع بحكم أن لا حلول ممكنة في الأفق يمكن أن تقدمها العصابة التي انقلبت على 17 ديسمبر لصالح الأغلبية التي يتدهور وضعها على كل المستويات ليضعها وجها لوجه مع مستغليها: العصابة
العصابة هي هي
وطرقها هي
وسياساتها هي هي
والتمسك بها دليل لا جدال حوله على أنها اختارت حلول الايغال في الازمة أي الايغال في سياسة القمع.
لقد سقطت ديماغوجيا "ثورة الحريات السياسية" و أسقطت معها كل الذين تبنوها.
المسألة مازالت أحب من أحب وكره من كره لا تُرى إلا بمنظار 17 ديسمبر.
يعني ...
إما سيادة على القرار وعلى الموارد والثروات والتخطيط والعمل ووو أي حل مشكل مليون بطال وحل مشكل 11 مليون مبعدين عن القرار والحق في الثروات و إما لاشيء من كل هذا ومواصلة سياسة النهب والتفقير والتبعية .
ليس هناك حلول كثيرة
5 سنوات من الانقلاب كشفت كل شيء
يعني ...
إما حل جذري أو لاشيء
الحل الجذري حل يتوجه رأسا لرأس المال ورأس المال المحلي
الحل الجذري هو أن يتحمل المتسببون في الأزمة نتائجها و أخفها محاسبتهم واحدا واحدا على الجريمة السياسية والاقتصادية المقترفة في حق الأغلبية من طرفهم على مدار 60 عاما و أكثر .
لا أقل من هذا ...
هذا هو الحل الجذري وهذا معنى ـ المسألة مازالت أحب من أحب وكره من كره لا ترى إلا بمنظار 17 ديسمبر.
الحل الجذري
ضد سياسة التقشف
ضد التداين
ضد كل مشاريع البنوك العالمية النهابة
ضد التبعية
الحل الجذري هو سيادة الأغلبية على القرار وعلى الموارد والثروات والتخطيط والعمل...الحل الجذري يعني إسقاط عصابة السراق وإسقاط الاستبداد الديمقراطي.
الحل الجذري لا يمكن أن تحققه إلا الأغلبية لما تسيطر على الموارد وتديرها لصالحها وتفرض قرارها السيادي على كل ما يهم الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية.
بهذا فقط يمكن الحديث عن خروج من الأزمة والقطع مع التبعية.
إن الخطوة الأولى في اتجاه ذلك هي العودة إلى النضال على قاعدة المطالب الاقتصادية الاجتماعية السياسية المباشرة والإستراتيجية للجماهير و إسقاط كل سياسات التقشف والوفاق الطبقي المنقلبة على مسار على 17 ديسمبر الثوري.
المهمة مازالت
اسقاط الحكومة
اسقاط النظام

ـ 2 ـ
لا تتميّز الأقليات عن الأغلبيات من جهة العدد. إنّ أقلية ما يمكن أن تكون أكبر عدديا من الأغلبية...الأقلية ليس لها نموذج إنها صيرورة ومسار... [جيل دولوز]
مازلنا من الأقلية التي ترى أن مواصلة مسار 17 ديسمبر يتحدد على الفرز على قاعدة لا نهضة لا نداء.
مازلنا من الأقلية التي تناضل لنقل المعركة ضد الاستبداد والفساد ومن أجل الديمقراطية إلى الإتحاد العام التونسي للشغل.
مازلنا من الأقلية التي تؤمن أن المعركة ضد رأس المال وضد النظام بكل أجهزته وممثليه السياسيين يجب أن تتجاوز أطراف الدائرة إلى مركزها بتحرير إرادة الخدامة والمعطلين والشباب من هيمنة البيروقراطيات الحزبية والنقابية و الجمعياتية.
مازلنا من الأقلية التي تناضل لتطوير أشكال النضال من الاحتجاج أي كان شكله إلى الافتكاك والإدارة والتسيير من القاعدة إلى القمة.
مازلنا من الأقلية التي ترى أن إسقاط النظام يمر من ضرب مركزية أجهزته.
مازلنا من الأقلية التي ترى المعركة طبقية من أجل حق الأغلبية في السيادة على القرار وعلى الموارد والثروة وعلى الشغل و التخطيط والانتاج والتوزيع .
مازلنا من الأقلية المتمسكة بمحاسبة رأس المال المحلي وتحميله تبعات كل المآسي التي تعرض لها الشعب منذ 56 كما محاسبة مافيات الفساد السياسي والمالي في العهدين وبعد 14 جانفي إلى اليوم .
مازلنا مع الأقلية التي تنادي بإسقاط النظام عبر سلطة المجالس المحلية والجهوية والمجلس الثوري العام التي تأخذ على عاتقها كل ما يهم الشأن المواطني محليا وجهويا و وطنيا .
مازلنا من الأقلية التي تؤمن أن كل ذلك لا يتحقق إلا عبر انخراط الأغلبية في حركة ثورية شاملة ضد رأس المال ودولة رأس المال على قاعدة المصالح الطبقية لهذه الأغلبية دون مساومة أو توقف.
مازلنا من الأقلية التي يتوحد ضدها كل حراس النظام .
هذه هي أطروحاتنا وهذه هي أسس مشروع المقاومة الذي ننخرط فيه وندعو كل الثوريين إلى مناقشته و التوحد حوله.

ـ 3 ـ
إلى حد الآن يمكن القول أن القوى الاستعمارية و المخابرات العالمية ووحوش البورصات والبنوك وعملائهم من الوكلاء والمرتزقة والقوادة من الكمبرادور نجحوا في تصوير الثورة غولا ووحشا مفترسا وأول ضحاياه هي الطبقات الشعبية.
كم تكشف هذه المغالطة درجة الرعب الذي وضعت فيه الصيرورات الثورية العربية القوى الاستعمارية والصهيونية ووكلائهما. المؤكد أن هذا النجاح مؤقت فسرعان ما سيُكْتَشَفُ الوهم وسيَكْتشِفُ معه ضحاياه أن الوحش الحقيقي ليس إلا تواصل همجية وبربرية نظام رأس المال ووقتها ستتحرر الاغلبية من أوهامها وتصير باستقلالها عن مضطهديها قوة لا تقهر في مسار تحرر اسمه مسار الثورة الدائمة .
فقط لا يجب اليأس فالصراع متواصل والمسألة بالنسبة للأغلبية ليست أكثر من تحسين شروط خوضه حتى تغيير ميزان القوى لصالحها دون ارتباط بالنظام وأجهزته وصنائعه وأدواته وأعوانه.

ـ 4 ـ
ماذا يقول الواقع اليوم؟
الواقع اليوم يقول :
من لا يحسم مع أعدائه يسقط فريسة لهم لأنهم لن يتهاونوا معه ومنطق النظام ومصالحهم تشترط ذلك .
ماذا تريدون أن يفعل التجمعيون العائدون والخوانجية وفاسدو وزراة الإرهاب ومجرمو 6 عقود.
هل سيقدمون الورود ويكرمون مناضلي 17 ديسمبر ويتوجونهم أبطالا .
الطبقات مصالح.
والمصالح تشترط حراستها والحفاظ عليها أو تزول.
والعائدون مع من نبت بعد 14 جانفي ليس لهم من مصلحة غير مصلحة "الكمشة" الكمبرادور.
التجمع العائد ومجرمو الاستبداد والفساد طغمة المجرمين المتنفذين المنتشرين في كل المصالح وكل التنظيمات لن يقدموا للأغلبية غير مزيد الاستغلال والقمع و قد يكون بهم ثأر أيضا.
الدولة البوليسية حارسة وفية لنظام الضبط والتفقير.
هذا عدوكم اليوم وغدا أيتها الأغلبية
حكوماتهم فاشلة لأن سياساتهم فاشلة وليس لهم حلول لصالح الأغلبية
دولتهم في وضع كهذا لا يمكن أن تكون غير دولة بوليسية
وستعود بنا للمربع الأول: القمع السافر
كم من الوقت يلزمنا لنعي ذلك ونقاومه .
كم من الوقت يلزمنا لنفهم هذا الدرس
هذا الدرس محدد اليوم.
كيف نتقدم دون هذه الدروس ؟
يجب أن نتوقف لنتقدم لكن لا يجب أن يطول الوقوف .
يجب الاستمرارو للاستمرار لابد من التسلح بما أمكن.
الممكن اليوم هو الاستقلال الذاتي وكل ما يتطلبه من أدوات وتنظيمات
الاستقلال الذاتي عن النظام و أجهزة النظام
ما العمل لم يعد يحيلنا على تنظيم النخبة البيروقراطية بالضرورة والتحزب
ما العمل اليوم يحيلنا على الاستقلال التنظيمي والسياسي للأغلبية والمقاومة ومواصلة تنفيذ مهام 17 ديسمبر
ما العمل يحيلنا اليوم إلى مهمة إسقاط النظام وليس إدارة أزمة عصابات النظام.
ما العمل يحيلنا اليوم على تنظيم الأغلبية وتسليحها لتقاوم وفقط المقاومة هي الإجابة العملية الثورية الوحيدة لتحقيق التغيير المنشود لصالح الأغلبية.
إنه مطلوب منا أن نقدر على ما لم نقدر عليه في 17 ديسمبر.
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي





#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع الأزمة مستمر ولا حلول ممكنة في الأفق
- تونس من دروس قرقنة المعركة قبل كل شيء تحسم مع أجهزة القمع ...
- تونس :حول ما يجري في بنقردان :لا نريد إلا الحقيقة والحقيقة ك ...
- برنامج -المؤسسة الاقتصادية صديقة المدرسة- تفويت في المدرسة ا ...
- بيروقراطية قطاع التعليم الابتدائي أقلية منفصلة عن القطاع وعن ...
- تونس كي لا ننسى وكي تكون لنا ذاكرة ذكرى قمع اعتصام القصبة ...
- تونس الثورة من جديد ليست إمكانية مستحيلة
- لننتظم ونقاوم : الأهم مع ضرورة تواصل الاحتجاجات وتوسعها هو ا ...
- لا إرهاب يغطي على إرهاب .... فرنسا أيضا مجرمة
- لا وصاية على قطاع التعليم الابتدائي ولا للاتفاقات التي دون ا ...
- في تونس إنتظروا مزيدا من الغاز السام والماتراك والاعتقالات ا ...
- تونس الموقف من البيروقراطية النقابية هو موقف من سياساتها وا ...
- سنبقى نقاوم بعض من كتابات يومية جوان 2015
- حالة الطوارئ في تونس : الحكومة في مواجهة الأغلبية والحرب على ...
- الاتحاد ليس خارج الصراع فإما مع الخدامة وعموم المفقرين و إما ...
- تونس: مشروعية معركة الحقوق وحملة وزارة التربية والحكومة على ...
- السيادة على الموارد والثروات ليست -وينو البترول-
- بعض إجابات عن سؤال التنظم : الحزب أم المجالس المقال الأول
- الإتحاد العام التونسي للشغل الوثن الجاثم على صدور منتسبيه
- تونس الحوار الجهوي حول إصلاح المنظومة التربوية بالمدارس الا ...


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الأقلية المقاومة