أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - الإنسان الصالح للزمن الكالح














المزيد.....

الإنسان الصالح للزمن الكالح


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:06
المحور: حقوق الانسان
    


* هل تخشى رئيسك فى العمل خشية الفار من القط؟ هل تعمل له الف حساب عندما يروح أو يأتى ؟ هل تدخل مكتبه بإحترام شديد وتقف بعيدا منتظرأ إشارته لك بالإقتراب؟ هل تصطك أسنانك وأنت تخاطبه؟هل تكلمه بلهجة وأسلوب مختلفين عن اللهجة والأسلوب اللذين تخاطب بهما الآخرين ؟ هل تنفذ أوامره دون نقاش حتى لو كانت خاطئة وستسبب مصائب بشعة للشركة أو البنك أو المصنع ؟ هل تعود لسانك وتدرب جيدأ على قول كلمة حاضر يا أفندم وتمام ياباشا وكل شىء مضبوط وعلى ما يرام وأحلام سيادتك أوامر ؟
* هل تنافق بقية زملائك فى حياتك العملية والعادية حتى تحوز على رضاهم وتكسب تعاطفهم فتقوم مشكورأ بنقل أخبارهم والفتنة فيما بينهم وضرب الزنب بين هذا وذاك لكى تراهم معتركين متشاتمين يحقد كل منهم على الأخر وتظل أنت فى كل القلوب محبوبأ ومحتفظأ بحيويتك وظرفك وشخصيتك اللطيفة التى تدعى الحب والإخلاص لكل صغير وكبير منهم ؟ هل تنم فى حقهم أثناء غيابهم وتقول عنهم ما فى الخمر فإذا حضروا كنت أنت الحبيب الطيب والصادق الصدوق الذى يخاف على مصلحتهم ويسهر الليل من أجل رفعة شأنهم؟
* هل تقبل أيادى الأغنياء وأصحاب السلطة والجاه والسلطان وتتملقهم من أجل الدرجات والمناصب والوضع الإجتماعى والوجاهة والقيمة الكبيرة فى نظر المخدوعين من عامة الناس المساكين ؟ هل تدفع وترشى وتطعم الفم لكى تستحى العين فتحصل على ما تريد من مقاولات ومناقصات ومناصب ووظائف للأقرباء حتى لو كانت هذه الأشياء كلها من حق غيرك وليست من حقك بل ليس لك فيها مثقال حبة من خردل من حق ولكنك بكياستك وعبقريتك وألمعيتك شخص مفوه وقدير وحكيم وتستطيع قلب الموازين وتحويل الدفة فى صالحك فيصير الباطل حقأ والحق باطلأ؟ هل تزيف الحقائق وتروج الأباطيل وتؤلف القصص والمواويل وتخرج أفلامأ خرافية وحكايات جزافية من أجل ترويج بضاعتك البائتة الرخيصة التى فقدت قيمتها ومعناها وقدرتها على الثبات فى وجه البضائع الطازة ؟
* هل تجعل من نفسك بطلأ وسيدأ وعاقلأ فى كل المواقف ؟ هل تضرب الأمثلة التى تؤيد ضلالك وتؤكد خبثك وتدعم جهلك وتقوى من صورتك الورقية التافهة أمام الآخرين ؟ هل يفتح الناس أفواههم عندما تتكلم مذهولين من أسلوبك وقدرتك الخطيرة على تلفيق الحكايات وتزييف القصص وتأليف الروايات فتصبح كمن قال الله عنهم انهم إذا تكلموا تسمع لهم بإنصات عجيب وتعجبك اجسامهم وجهورية صوتهم كأنهم خشب مسندة؟ لديهم إمكانيات عجيبة وقدرات مذهلة على جذب أنظار الناس وشد انتباههم إليهم فى كل مجلس كأنهم سحرة فرعون فى زمن غلبة السحر وتفوق السحرة ولديهم بهلوانيات الحاوى عندما يدخل النار فى فمه وينفخها فتخرج لهبأ مشتعلأ كالحريق من فمه أو عندما ينام فوق مربع خشبى ملىء بالمسامير الحادة ثم يتحرك ليقبض الثمن من فوره دون أن يمسه سوء !!!
* هل لديك المقدرة الطبيعية على التلون مثل الحرباء فتقوم بتغيير لون جلدك حسب المكان والزمان وتعطى كل إنسان من لونه فتشرب الخمر مع المساطيل وتلعب القمار مع القمرتية وتذهب سعيدأ لبيت الدعارة مع رئيسك فى العمل لأنه يحب ذلك ثم تذهب لجارك الطيب المسالم ليلأ لتصلى معه وتذكر الله وتضع فى يدك مسبحة طويلة بها تسع وتسعون حبة وتضع عباءة الوقار على كتفيك وتلقى السلام على كل من قابلك فتصير عمهم الشيخ الفلانى الطيب المهذب الداعى للخير ولا يفوتك طبعأ إرسال مبلغأ من المال فى نهاية كل شهر أو فى المواسم الدينية مع مجموعة من المنافقين حتى يوزعوها على بعض الفقراء الذين تعيش أنت وأمثالك من فقرهم وضرائبهم وتنهبون خيراتهم فيعود المنافقون وقد وزعوا قروشك على بعض المحتاجين وفى الصباح يدورون بالطبل والمزمار لنشر الخبر عن رجل الخير والبر والمحبة والصدق الذى يملؤ الأرض خيرأ ولا ينسى إخوانه الفقراء 00هل تفعل ذلك؟؟
* هل تقابل الغارمين—المديونين—مقابلة كلها حنان ورقة ودعة وتفرج كربتهم المالية فيتركوك وهم يدعون الله لك بطول العمر بعد أن يكونوا قد وقعوا لك على شيك على بياض حتى تكتب فيه ضعف المبلغ أو أضعافه عند السداد؟
هل تساعد الأرامل اللواتى يربين اليتامى فتشترى قطعة الأرض التى تركها عائلهم االمتوفى برخص التراب بعد أن تكون دفعت للآخرين رشوة حتى لا يتقدم أحدهم لشرائها وتظهر أنت بمظهر رجل الخير والبر والفلاح الذى يغيث الأرملة المحتاجة والمكروبة فيشترى أرضها أو بيتها أو عقارها أو سيارتها بسعر تافه زهيد وتقبض منك الثمن وهى تدعو لك بلسانها بطول العمر لأنك الوحيد الذى فككت كربها والمسكينة لا تعلم حقارة المؤامرة التى حيكت ضدها من أجل سرقتها؟
* هل تظل تسعى خلف المرأة الجميلة التى أعجبتك وتغريها بمالك وجاهك وسيارتك الفارهة وفيلتك الفخمة ورصيدك فى البنك حتى تجعلها تكره زوجها الموظف المحتاج-- والذى مصصت أنت دمه وكونت ثروتك من عرقه وعرق أمثاله –فتطلب منه الطلاق بعد أن تختلق معه ألف مشكلة تكون أنت مخرجها وكاتب السيناريو الخاص بها وبطل الفيلم طبعأ ولكن ما أحقرك من بطل مزيف !!!
* هل أنت حريص على عمل صداقات حميمة مع رجال الشرطة وعساكرها وحماة الأمن فى البلاد –أو هكذا يجب أن يكونوا—لتوطد علاقتك بهم حتى ينقذوك من مصائبك الكثيرة ويدعموك فى بلاويك الغير محصورة فتطلع من كل حفرة عميقة كالشعرة من العجين وتظهر أما م الناس وجيهأ من علية القوم الذين يتصادقون على ضباط الأمن ورجال الشرطة فتمشى وسط الناس منفوخأ كأنك فوقهم قاهر وعليهم قادر وهم لا يعلمون أنك أشر فاجر!!!
إذا كنت كذلك أو بك صفة من الصفات السابقة وكلها صفات ملعونة طبعأ فصدقنى يا هذا أنك الإنسان الصالح للزمن الكالح0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرس الفصل يضطهد إبنتى
- قاعد اسال من سنين 00أمال احنا نبقى مين؟؟
- بيدى لا بيد عمر---عن ختان البنات
- أنفلونزا الطيور
- وعد ومكتوب
- عين الحسود فيها عود
- من ينقذ المضطرين من مخالب المرتشين؟؟
- أنا علمانى من حيث لا أدرى
- حرية التفكير بين التسيير والتخيير
- تفتيش القلوب للبحث عن ذنوب
- نموذج حزين للمرأة
- ألإنسان العربى متهم حتى يؤكد براءته
- ألمواطن العراقى المعذب وضمير الأمة المغيب
- يا أعداء الحب والسلام00زولوا
- نصف أصدقائى أقباط
- قطط عربية ونمور آسيوية
- قول يا صاحبى مش تخبى
- ألعجوز المسكينة
- ثم غضب الشيخ وترك القاعة!!!
- ديمقراطية الحكم الشمولى


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - الإنسان الصالح للزمن الكالح