أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - ايران تتابع خط التحالف مع روسيا















المزيد.....

ايران تتابع خط التحالف مع روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5538 - 2017 / 6 / 1 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت هذا العنوان، نشرت الجريدة الالكترونية الروسية برافدا ـ رو، المقربة من الكرملين، تحليلا حول الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة كتبه الباحث المعروف آيدن ميختييف، جاء فيه:
"حقق الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني انتصارا مقنعا في الانتخابات التي جرت مؤخرا في البلاد وانتخب لدورة ولاية ثانية من اربع سنوات."
ونحن نضيف انه بالرغم من شدة المعركة والتنافس الشديد بين روحاني والمرشحين "المحافظين"، فقد تمت الانتخابات في مناخ دمقراطي حقيقي، ولم يسجل وقوع اية حوادث، ولم تقدم اية اعتراضات او طعون في الانتخابات. وقد فاجأت نتيجة الانتخابات تماما ما يسمى التيار "المحافظ" و"المتشدد" الذي كان متأكدا من الفوز، او على الاقل ان لا يصل اي من المرشحين الاربعة الى نسبة 50% وان تجري دورة انتخابية ثانية بين المرشحين اللذين ينالان اكبر نسبة من الاصوات. ولكن النجاح الواضح لحسن روحاني من الدورة الاولى يؤكد خيار جماهير الشعب الايراني المناضل، ويعطي لمركز الرئاسة مكانة اكبر مما كانت لها ويضع على كاهل الرئيس المنتخب مسؤولية اكبر جنبا الى جنب مرشد الثورة الايرانية.
وتضيف الجريدة الروسية: "ان الكثيرين الان يطرحون السؤال: ما هو النهج الداخلي والخارجي الذي ستنتهجه ايران في السنوات الاربع القادمة؟
" قبل كل شيء يجب ملاحظة احدى خصوصيات النظام السياسي الايراني: ان الرئيس يضطلع فقط بدور قائد السلطة التنفيذية، ولكنه ليس هو رأس الدولة.
وطبقا للدستور الايراني، تعود السلطة العليا في البلاد الى الزعيم الروحي، الذي هو في الوقت الراهن آية الله خامنئي. والزعيم الروحي يمنح رئيس البلاد حرية واسعة لنشاطه، ويعود للاخير التقرير في شؤون التطور الاقتصادي للبلاد، وسياستها الخارجية وعلاقاتها مع البلدان الرئيسية في العالم.
ان روحاني هو احد اكثر الرؤساء ثقافة في ايران: وهو يتقن جيدا اللغات العربية، الانكليزية، الالمانية والفرنسية. وبعد حصوله من جامعة طهران على بكالوريوس في الحقوق، تابع روحاني تحصيله في جامعة كاليدونيا في غلاسكو (بريطانيا) حيث حصل على درجة ماجستير في الفلسفة ثم درجة الدكتوراه في الفلسسفة في حقل الحقوق. وهو كاتب عدد من المؤلفات العلمية."
ويستعرض المقال عهد الرئاسة الاول لروحاني الذي بدأ سنة 2013 ، والذي تميز بنقل ايران من سياسة المجابهة والنزاعات متعددة الاتجاهات في السياسة الخارجية الى سياسة التقارب مع روسيا ومع الاتحاد الاوروبي.
وخلافا لسلفه محمود احمدي نجاد، انتهج حسن روحاني سياسة خارجية حذرة جدا، توجت بالنتيجة بنجاح دبلوماسي كبير. وبفضل السياسة المرنة لروحاني استطاعت ايران التخلص نهائيا من غالبية العقوبات التي كانت مفروضة عليها من قبل هيئة الامم المتحدة.
وتم هذا النجاح لروحاني بفضل السياسة المرنة التي اتبعها خلال المباحثات التي دامت سنوات بين ايران وبين اللجنة السداسية (الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن + المانيا) حول البرنامج النووي الايراني. وقد رفعت القيود عن تصدير النفط الايراني الى الاسواق الخارجية، وعادت ايران لتنمية استخراج الذهب الاسود. مما ساعد على رفع مداخيل الميزانية الايرانية. كما رفعت عن ايران العقوبات المالية الدولية، مما اتاح لها العودة الى النظام البنكي الدولي، وهو ما كان مفيدا لرفع الناتج المحلي القائم.
وتوافد الى طهران العديد من القادة الغربيين، الذين بحثوا مع روحاني امكانية العمل لاستثمار مشترك لاكبر مكامن الغاز الطبيعي في العالم، بهدف التصدير اللاحق "للوقود الازرق" الى اوروبا.
وكان هذا نوعا من الرسالة الغربية الى روسيا: انظروا، كما يقال، كيف يمكن شراء ايران بمساعدة التوظيفات الكبرى في صناعة الوقود فيها.
ولكن آمال الاتحاد الاوروبي لجذب ايران الى جانبه وتحويلها الى مزاحم لـ"غازبروم" الروسية في السوق الاوروبية ليس من المحتم ان يتحقق. وحتى اذا تم اغراء روحاني لتحدي موسكو، بالشروع في مد انابيب الغاز الايرانية نحو اوروبا، فإن "الدوش البارد" الحقيقي لطهران سيكون في انتصار دونالد ترامب في انتخابات تشرين الثاني 2016. اذ فورا بعد تغيير السلطة في البيت الابيض، فإن السياسة التصالحية السابقة لباراك اوباما حيال ايران قد تم استبدالها بالسياسة المتشددة: وقد وصف ترامب علنا ايران بأنها "دولة ارهابية" و "ممولة للارهاب".
وهذا الخطاب العدائي قد دفن آمال جميع القوى ذات التفكير السليم في طهران وواشنطن للتوصل الى تصالح في وقت قريب بين الدولتين، اللتين قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 1979. بالاضافة الى ذلك، تلقت طهران رسالة عدائية اخرى من واشنطن، مما يدفع طهران الى عدم متابعة اللعبة المزدوجة، التي كانت تحاول في السابق ان ترضي بها موسكو والغرب معا.
فالمحادثات خلف الكواليس مع اللجنة الاوروبية لتوريد الغاز الايراني الى اوروبا قد تم ايقافها، اذ انه في مواجهة خطر العدوان الاميركي فإن طهران حولت وجهها فجأة نحو روسيا، طامحة لان تكوّن واياها حلفا عسكريا. اما موسكو فوضعت امام ايران شرطا: "نحن مستعدون ان ندافع عنكم، ولكن في مقابل ذلك على ايران ان تتوقف عن محاولة ايجاد منافسة لـ"غازبروم" في سوق الغاز الاوروبية".
وبعد ان استلم دونالد ترامب مهامه في كانون الثاني 2017 فإنه شدد الضغط اكثر ضد ايران: اذ وسعت الولايات المتحدة اكثر من السابق لائحة العقوبات ضد طهران، وخاصة فيما يتعلق ببرنامج ايران لصنع الصواريخ الباليستية. وردا على ذلك فإن طهران ايضا اتخذت قرارا بفرض العقوبات على عدد جديد من الشركات والاشخاص المرتبطين بواشنطن.
وصادفت اعادة انتخاب روحاني لولاية رئاسية ثانية مع بداية اول جولة خارجية يقوم بها ترامب: ففي 20 ايار كان ترامب يقوم بزيارة رسمية الى الرياض، حيث اجرى محادثات مع الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وكانت نتيجة المحادثات ضربا من الخيال: لقد جرى التوقيع على سلة من الاتفاقيات لتزويد الرياض باسلحة اميركية بقيمة 110 مليارات دولار. بالاضافة الى ذلك فإن مجموع مبلغ الاتفاقيات التي عقدت خلال زيارة الرئيس الاميركي زاد عن 380 مليار دولار. وقد اعلن وزير خارجية المملكة السعودية عادل الجبير شخصيا "ان المبلغ الاجمالي للتوظيفات هو اكثر من 380 مليار دولار". ويعني ذلك ان هذه هي اكبر صفقة في التاريخ يجريها قطاع الصناعة الحربية لاميركا مع بلد واحد، كما اعلن الناطق الرسمي باسم البيت الابيض شون سبيسر في تغريدة له على تويتر.
ضد من تقوم الولايات المتحدة الاميركية بتسليح السعودية على هذا النطاق الواسع؟
طبعا ضد ايران التي هي بنظر واشنطن "ممولة للارهاب".
ولماذا يقوم ترامب بتشكيل تحالف معاد لايران من الممالك العربية الست، الاعضاء في مجلس تعاون الدول العربية في الخليج الفارسي. وهي : السعودية العربية، الكويت، البحرين، قطر، عمان والامارات العربية المتحدة. واذا حكمنا بموجب صفقات التسلح واسعة النطاق من قبل الولايات المتحدة الاميركية، فإن الرياض هي التي تلعب الدور الاول في هذا الحلف ضد ايران.
وردا على مثل هذه النشاطات لواشنطن وحلفائها العرباويين فإن ايران ايضا ستضطر الى زيادة نفقاتها العسكرية. وقد صرح وزير الدفاع الايراني الجنرال حسين دكهان ان طهران سوف تواصل زيادة برنامجها الصاروخي. واعلن "ان الاولوية الرئيسية لايران هي ضمان امنها القومي". وفي ظروف الضغط المتزايد على ايران من جانب الولايات المتحدة الاميركية والسعودية العربية فإن دائرة النجاة الاولى امام الرئيس الايراني حسن روحاني تتجسد فقط في الصداقة مع روسيا. وتدرك طهران انه فقط بتشكيل تحالف ستراتيجي بين موسكو وطهران، يمكن ان يسمح للاخيرة ان تغلق فوقها بإحكام مظلة الدفاع الروسية في حال تعرض ايران للهجوم من قبل الولايات المتحدة الاميركية.
في السنة الماضية اقدمت ايران على خطوة لا سابق لها: وضعت تحت تصرف القوات الجوية الروسية مطار همدان، الذي انطلاقا منه امكن للطائرات الحربية الروسية ان تطير لتوجه ضرباتها الى داعش.
وقد توطد بشدة التعاون العسكري ـ التكنولوجي بين البلدين. وفي السنة الماضية قام الجانب الروسي بتزويد ايران بأول ارسالية من المنظومة الصاروخية ـ السمتية S-300، القادرة على تدمير الاهداف على بعد 200 كلم. ومصالح ايران وروسيا تتطابق تماما في سوريا. وروسيا وايران الى جانب تركيا تتشارك بنشاط في تسوية الاوضاع ما بين الاطراف السورية في اطار عملية استانا للتسوية السلمية. وقد جرت حتى الان في عاصمة كازاخستان اربع جولات من اللقاءات لاجل التسوية السورية: 23-24 كانون الثاني، 15-16 شباط، 14-15 اذار و3-4 ايار. والنتيجة الرئيسية لهذه المحادثات ظهرت في الاتفاق على تسوية الاوضاع وتشكيل مجموعات مشتركة لمراقبة نظام وقف العمليات القتالية في سوريا. وقد وقعت الدول الضامنة (روسيا، ايران وتركيا) مذكرة لتشكيل مناطق تخفيض التصعيد في سوريا، التي اعلنت فعليا كمناطق بدون طيران.
ولكن، اخذا بالاعتبار كل شيء، يبدو ان واشنطن لا تريد ان تتقبل الدور المهيمن لروسيا وايران في سوريا. وفي مساء 18 ايار فإن قوات التحالف، الذي تتزعمه الولايات المتحدة الاميركية وجه ضربة الى القوات الحكومية في سوريا. وقبل ذلك بثلاثة ايام، اي في 15 ايار، وحسب معلومات المخابرات السوربة، فإن مجموعة عسكريين، من مواطني الولايات المتحدة الاميركية، بريطانيا والاردن، اجتازت الحدود السورية ـ الاردنية، تمهيد للهجوم على القطاع الحدودي دير الزور، الذي يعتبر الاستيلاء عليه تمهيدا للسيطرة على الحدود السورية ـ العراقية. وارادت الولايات المتحدة الاميركية ان يفهم من ذلك انها تريد ان تنشئ في سوريا منطقة نفوذ اميركية، وهكذا اصبح يوجد في سوريا خط هش للمواجهة بين روسيا، ايران وتركيا، من جهة، والولايات المتحدة الاميركية، من جهة ثاية.
وفي مثل هذه الاوضاع فإن اعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني يمثل اختيارا حاسما: في السنوات الاربع القادمة فإن طهران ستكون حليفا موثوقا لروسيا في قضية اقامة سلم عادل في سوريا خاصة وفي الشرق الادنى بصورة عامة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاصات المعارضة الشعبية الجديدة في اميركا
- مقدونيا امام خطر التقسيم والألبنة!
- اميركا ضعفها في قوتها
- الاستعدادات العسكرية للجيش الشعبي لكوريا الشمالية
- -البجعة البيضاء- الروسية ترهب الخبراء العسكريين الاميركيين
- ضلوع السي آي ايه في تفجير المترو في بتروغراد
- بداية انهيار الاتحاد الاستعماري الاوروبي
- الستراتيجيون الاميركيون ينصحون ترامب بالعودة الى الحرب البار ...
- الحصار الكامل على الدونباس لعرقلة التقارب الروسي الاميركي ض ...
- الدونباس ضحية التقارب الروسي الاميركي ضد داعش
- الاقتصاد الروسي المتنامي في عهد الرئيس بوتين
- روسيا تعمل للانتصار بدون اللجوء الى السلاح النووي
- اميركا بدأت الحرب ضد سوريا وروسيا تنهيها
- اميركا عدوة جميع شعوب العالم وروسيا فزّاعة اميركا
- فشل مشروع الدولة الداعشية العثمانية الاميركية
- شبح الفوضى وحرب المافيات يتحفز في دهاليز اميركا
- الحرب الباردة مستمرة واكثر استعارا
- السعودية تغامر بمصيرها في اليمن
- الفشل التام لنظام القطب العالمي الاوحد لاميركا
- العلاقات الاميركية - الروسية ستنقلب عاليها سافلها


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - ايران تتابع خط التحالف مع روسيا