أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - في البدء كان الكلمة 2














المزيد.....

في البدء كان الكلمة 2


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 15:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الأول من شهر آذار من عام ألفين وأحد عشر، نشرتُ الخاطرة الفلسفية التالية في الحوار المتمدن رداً على الماركسيين الذين اعترضوا على آرائي في نقاط فلسفية محددة من الماركسية اعتراضاً صامتاً.
وبعد مرور ثلاث سنوات على نشرها .. في سنة (2014) تحديداً ظهرت فرضية للعالم (Max Tegmart) تقول بما قلته في هذه الخاطرة من أن الوعي يمكن أن يكون نوعاً من المادة أو بتعبير آخر شكلاً من أشكالها.

((قبل أن أخوض في عمق المسألة الخلافية، لا بدّ من أن أنكفئ إلى حديث الأمس عن معضلة الوعي والمادة؛ إذ قد رأيت سامعي الحديث يرجمونه (بتصويت) عنيف كاد أن يبلغ به درجة الصفر. ولمّا كنت أرى في هذا الرجم الصامت، انتهاكاً لحقيقة لم أبلغ مشارفها إلا بعد المكابدة الذهنية، عزّ عليّ ذلك، فدفعني إلى أن أنفر إلى راجميها بالحجة والمنطق تأييداً لها وانتصاراً. والانتصار للحقيقة واجب كل مفكر مهما يصغر حجمه، ويذلّ مقامه.
ولأبدأ بتعريف لينين للمادة فهو - كما ذكرت في حديثي السابق - التعريف المعتمد لدى جمهور الماركسيين، وإن كان بعضهم في أيامنا تنبه إلى ما فيه من قصور.
يقول لينين:
" المادة مقولة فلسفية للإشارة إلى الواقع الموضوعي الذي يُعطى للإنسان في إحساساته، والذي تستنسخه، وتصوره، وتعكسه إحساساتنا، وهو موجود بصورة مستقلة عنه".
وهذا التعريف لا يخلو من عيوب، وقد أجزئه لتبيين عيوبه:
1- جزؤه الأول " المادة مقولة فلسفية للإشارة إلى واقع موضوعي يُعطى للإنسان في إحساساته"
إن لينين هنا يقسم الوجود المادي إلى قسمين: الواقع الموضوعي في جهة، والإنسان في جهة ثانية. وهذا تقسيم، عندما يكون الغرض منه تعريف ماهية المادة، لا يسوغه العقل، ولا تؤيده نظرية علمية؛ لأن الإنسان ليس كياناً خارجاً عن المادة مستقلاً عنها، بل هو داخل فيها، هو جزء منها. وعلى هذا فليس القول: "إن المادة هي هذا الجزء المعطى للإنسان في إحساساته..“ تعريفاً للمادة، وإنما هو تحديد للعلاقة التي تربط الإنسان بالمادة.. إنه تحديد لأثر المادة في حواس الإنسان.
لقد كان يجب على لينين أن يعرف المادة بما هي مادة، لا بما هي واقع موضوعي (كتلة) يعطى للإنسان في إحساساته؛ فإن ما يعطى للإنسان في إحساساته هو ما يعطى للإنسان في إحساساته، وليس هو المادة في حقيقتها التي يجد العلماء اليوم في الوصول إليها بأدوات متطورة حساسة، ومعادلات رياضية شديدة الدقة.
لقد سعى لينين إلى أن يحدَّ المادة، ولكنه لم يرَ إلا صورها المتحققة في موجودات الكون كالنجوم، والماء، والحديد، والشجر... في ما أسماه بالواقع الموضوعي، ولم ير منها إلا أثرها في أحاسيس الإنسان.
2- جزؤه الثاني "والذي تستنسخه، وتصوره، وتعكسه إحساساتنا، وهو موجود بصورة مستقلة عنه" .
وفيه يفترض لينين أن الأحاسيس، أو جوارح الإنسان - بمعنى أدق - كجارحة اللمس، وجارحة البصر، وجارحة السمع، وجارحة الشمّ، وجارحة التذوق، آلات تنسخ وتصور وتعكس الواقع الموضوعيّ. وهذا الافتراض لن يخلو أن يكون سليماً، إذا ما نظرنا إليه من زاوية خاصة؛ أي من الزاوية التي نرى منها الإنسان مستقلاً عن الواقع الموضوعي بما هو إنسان له كيان خاص. بيد أن الإنسان في الحقيقة ليس مستقلاً بجوارحه عن الواقع المادي الموضوعي، بل هو على تماس دائم معه بوساطة هذه الجوارح. فالبصر مثلاً لا يعمل إلا إذا احتكَّ بموضوعه أي بالمبصَر من واقعه. وهذا الاحتكاك اتصال، إنه نقيض الاستقلال؛ ولأنه كذلك، فمن السذاجة أن نتخيل العين مستقلة عن الواقع الموضوعي، والواقع الموضوعي مستقلاً عن العين.
فأما قول لينين بعد ذلك: "...أن يكون الفكر والمادة واقعيين، أي أنهما موجودان، هذا صحيح. لكن القول إن الفكر مادي هو خطوة فاسدة نحو خلط المادية والمثالية".
فقول لا يبوح بغير التخبط والتناقض. فأن يعزل لينين الفكر عن المادة، ويجعل لكليهما وجوداً، ثمّ يعلن في عين اللحظة، أنّ الفكر ليس مادياً رغم وجوده، أمرٌ لا يمكن وصفه إلا بالتناقض والتخبّط .
كيف يكون الفكر واقعياً موجوداً، ثم لا يكون مادياً؟ هل يمكن أن يكون لشيء ما وجودٌ في الواقع وهو غير ماديّ؟!
ماذا يعني غيرُ الماديِّ؟ ألا يعني أنه عدم؟ فإن لم يكن عدماً، فما هو؟ هل هو المثال؟ هل هو الروح؟ هل هو الكلمة؟ إن لينين - وهو الماديّ - ينزلق هنا بقدمه إلى المثالية في عين اللحظة التي يحذِّر فيها من الانزلاق إليها!
وفي الختام أقول: إنما الوعي معضلة، ولن يتأتَّى لهذه المعضلة حل، إلا باعتبار الوعي شكلاً من أشكال المادة. وهذا الحل وإن لم يرتدِ ثوب اليقين الخالص، خيرٌ بما لايقاس من اعتقاد الماركسيين بوجود (لا مادة)؛ إذ أن اعتقادهم هذا، هو اعتقاد بوجود ما لا وجود له. وهذا من أشنع وأنكر أنواع الاعتقاد!)).

https://www.google.de/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=4&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwi52vmB9pbUAhUICpoKHW7PBS0QFgg8MAM&url=https%3A%2F%2Fnasainarabic.net%2Fmain%2Farticles%2Fview%2Fthis-physicist-is-arguing-that-consciousness-is-a-new-state-of-matter&usg=AFQjCNEOD2_DjmGu4NSGoW9i8CTpQHkBRQ



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البدء كان الكلمة
- رجع الكلام على ما تقدم من القول في المعنى
- لاهوت التنزيه
- مناظرة المسيحي والمسلم
- قصة التحولات الفجائية 7
- قصة التحولات الفجائية 6
- قصة التحولات الفجائية 5
- قصة التحولات الفجائية 4
- قصة التحولات الفجائية 3
- قصة التحولات الفجائية 2
- قصة التحولات الفجائية
- قضية الفعل (جَبَرَ) بين العقاد وجبران
- ذهان رويدة سالم 4
- ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون 3
- ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون 2
- ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون
- العرقيون
- حلم فرانتس كافكا
- محاورة المؤرخ شلومو زاند
- حديث الروح والمادة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - في البدء كان الكلمة 2