أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - في البدء كان الكلمة














المزيد.....

في البدء كان الكلمة


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 5527 - 2017 / 5 / 21 - 16:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المشكلات التي واجهت الفلسفة الماركسية - وما فتئت - مشكلة التجريد. إنها مشكلة ما زالت الفلسفة الماركسية عاجزة عن إيجاد حل لها. وقد يمكن أن يقال، في أحسن الأحوال: إن الماركسية، ظلت تراوح، وهي بإزاء هذه المشكلة، بين المثالية والمادية، بين التأملية والعلمية.
ما معنى التجريد فلسفياً؟
التجريد هو تحويل الذهن موجوداً مادياً ما إلى كلمة منطوقة لها دلالة أو معنى يرجع إلى ذلك الموجود، وينبه إليه: كأن تحول القلم الحقيقي بصورته المادية المحسوسة المعلومة، إلى كلمة مؤلفة من أصوات يتبع بعضها بعضاً بتسلسل: ق. ل. م. ويعمل الذهن (الدماغ) على تخزين الكلمة في الذاكرة. والذاكرة حيز في الدماغ يكاد يماثل في وظيفته الحيز الموجود في الكومبيوتر هذا الذي صنع ليحفظ المعلومات والبرامج والصور، تمام المماثلة.
ولكن ما عسى أن يكون هذا الشيء الذي جرده الذهن عن شيء مادي محسوس، وحوله إلى كلمة ثم ادخره في الذاكرة؟
هل هو شيء مادي أم هو شيء لامادي؟ وكيف نعلم – إن اختلفنا في تحديده – أنه هذا وليس ذياك؟
يرى الماركسيون، رغم ماديتهم، أن المجرَّد صورة الشيء الذهنية، ولكن هذه الصورة، ليست حقيقية أي ليست مادية. إن صورة القلم في الذهن هي مجرد صورة ذهنية لهذا القلم عارية من المادة وشوائبها عرياً تاماً وإن كان أصل الصورة هذه مادياً؛ مما يستتبع، على هذا التقدير، نتيجة هي أن وجود القلم في الذاكرة، ليس وجوداً له على الحقيقة، مثل حقيقة وجوده المادي في الواقع؛ إذ لا يمكن أن يكون في الذاكرة قلم حقيقي بمادته، وإنما الموجود فيها فكرة القلم، صورته الذهنية.
ومن المعلوم أن الفلسفة الماركسية تقدم المادة على الفكر. فالأصل فيها المادة، ومن المادة تنبثق الأفكار. وهي نظرة تكاد تضارع نظرة هِركليت الذي كان يرى أن أصل الوجود مادة النار منها تتوقد كل الموجودات والأفكار. غير أن الماركسية لا تتحرى أمر الصورة المجردة، أو الفكرة المأخوذة عن الأشياء: ما هي؟
لذا فمن غير المجدي أن يسأل المرء عن حقيقة الصورة المجردة للأشياء المادية في الماركسية؛ لأنه ليس في وسع الماركسية أن تقدم له عن هذه الصورة جواباً إلا أنها فكر، صورة، وكفى! وهذا من باب تفسير الشيء بالشيء، كتفسير الماء بالماء، والنار بالنار، وهو أمر مبتذل مردود.
وإذ ينعى الماركسيون على المثاليين القائلين بأن الفكر أصل الموجودات، يقرون في الوقت ذاته بوجود الفكر بصورةٍ – إن جاز التعبير، فليس للفكر صورة – لامادية، من غير أن ينتبهوا إلى أنهم بإقرارهم بوجود صورة لامادية للأشياء، يطعنون بمبدأ المادية الذي هو أسّ فلسفتهم وينقضونه. وهذا مما يجيز طرح السؤال: ما هو الفرق بين المادية والمثالية إذاً؟
ما هو الفرق بين قول من يقول: في البدء كان الكلمة، وبين قول من يقول: الصورة المجردة للأشياء ليس لها وجود مادي في الدماغ.. فما هي سوى فكر مجرد عن المادة؟
فإن كلا القولين ينتهي إلى معنى واحد؛ إلى معنى التجرد التام عن المادة. والتجرد التام عن المادة، مفهوم أشبه ما يكون بمفهوم الروح. فهل لمفهوم الروح يا ترى، وجود منفصل عن المادة، ليكون للفكر بالمقابل وجود منفصل عن المادة أو ليكون له وجود لامادي؟
العلم، جهينة. وعند جهينة الخبر اليقين.



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجع الكلام على ما تقدم من القول في المعنى
- لاهوت التنزيه
- مناظرة المسيحي والمسلم
- قصة التحولات الفجائية 7
- قصة التحولات الفجائية 6
- قصة التحولات الفجائية 5
- قصة التحولات الفجائية 4
- قصة التحولات الفجائية 3
- قصة التحولات الفجائية 2
- قصة التحولات الفجائية
- قضية الفعل (جَبَرَ) بين العقاد وجبران
- ذهان رويدة سالم 4
- ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون 3
- ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون 2
- ذهان رويدة سالم على منهج الأورغانون
- العرقيون
- حلم فرانتس كافكا
- محاورة المؤرخ شلومو زاند
- حديث الروح والمادة
- ديالكتيك الدين والدَّيِّن


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - في البدء كان الكلمة