وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 21:52
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تبرز اهمية جلوس قوى اليسار العراقي على طاولة مستديرة في ظل سقوط السرديات الكبرى والايديولوجيات الحزبية ,وانهيار مشروع الدولة الوطنية والقومية .وفي ظل هيمنة قوى النيوليبرالية المعولمة والاسلام السياسي , وسيطرة الفئات الطفيلية الرثة والعسكر على السلطة في البلدان العربية ,وتراجع الحريات وانعدام التنمية في بلداننا .
لذا يبرز مشروع وحدة اليسار العراقي كنوع من الضرورة يفرضه الواقع العراقي للتوحد حول برنامج مشترك يتضمن استقلالها الفكري والتنظيمي ويعمل على توحيد جهودها للقيام بفعاليات وانشطة مشتركة على مختلف الصعد .وتبرز ايضا اهمية العمل في صفوف الشبيبة والطلبة وفي التجمعات السكانية.
من اشكاليات اليسار العراقي :
1 – تعريف معنى اليسار:كلمة ( يسار ) كلمة ضبابية وفضفاضة وغير محددة .ورغم ان كلمة يسار نتاج الثورة الفرنسية ,الا انها اتخذت اثناء الحرب الباردة ومابعدها معنى ايديولوجيا وثنائية استقطاب وفق سياسة التاطير ( يساري – يميني),(تقدمي – رجعي)..الخ .لذا برزت اهمية جلوس قوى اليسار العراقية في اللقاء التحاوري الاول لليسار العراقي بتاريخ 26 نيسان – ابريل 2017 حيث ادار اللقاء السيدين فرحان قاسم وكامل عبد الرحيم .وقد توسعت اللجنة الى ثمانية اعضاء .
مقالتنا(اللقاء التحاوري لليسار العراقي )والمنشورة على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=556914
ان اجتماع اطراف اليسار العراقي والاقرار بالتعددية الفكرية والتنظيمية للاحزاب الشيوعية والماركسية والاقرار بوجود عدة ماركسيات ادى عمليا الى الغاء مصطلحات العمالة والتخوين وماشابه ذلك من مصطلحات .لذا على قوى اليسار العراقي فتح ورشة فكرية من اجل انضاج الافكار وتداولها والوصول الى توافقات فكرية وسياسية مشتركة والعمل على تطبيقها .
2 – عدم وجود منظمات مجتمع مدني مستقلة تماما عن الاحزاب , الا ماندر .وبالتالي اصبحت الاحزاب والايديولوجيا هي المسيطرة على منظمات المجتمع المدني ,دون النظر الى تجاوز الوقائع على الارض في العراق وفي العالم , بسبب تراجع دور الاحزاب السياسية وتقدم دور النقابات ومنظمات المجتمع المدني ,ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلان التلفزيوني والالكتروني وشاشات الحواسيب والهواتف الذكية .
ويكفي متابعة احداث مباريات فريقي لشبونة وريال مدريد في الشارع العراقي وانغماس الاطفال والطلبة والشبيبة وحتى المثقفين في متابعتها وتحليلها لنكتشف قوة تاثير الدعاية والاعلان والاعلام على المواطن العراقي .
3 – جمود معاني المصطلحات التي يستخدمها اليسار العراقي واستخدامها كما كانت في فترة الحرب الباردة , ومحاولة اعادة استنساخ التجارب الاشتراكية .
4 – عدم قدرة اليسار العراقي على ايجاد تمويل ذاتي له لاصدار صحيفة يومية تتحقق فيهاجميع الشروط المعيارية للصحيفة الناجحة ,والتي تعتمدعلى الاخراج الطباعي الراقي . وعلى جاذبية الصورة والكلمة , وعلى الاعمدة اليومية والاسبوعية والتنوع في الصفحات . وتكوين كادر شبابي لادارة الجريدة .حيث تبرز ضرورة عمل الشباب في هذه المطبوعات لكي تعكس مشكلاتهم وثقافتهم ونظرتهم الى الواقع والى المستقبل .
5 –عدم قدرة اليسار العراقي على تجاوز اخطائه وتقديس رموزه وسياساته وتراثه السياسي .
6 – عدم التعويل على مفهوم الكتلة التاريخية لاختلاف ظروف العراق عن ظروف مجتمعات اميركا اللاتينية .
خلاصات واستناجات :
اتمنى على اليسار العراقي استبدال شعار (الدولة المدنية) بشعار (الدولة العلمانية ).لان الاسلاميين يدعون ايضا الى الدولة المدنية , ويقصدون بها الدولة التي تطبق الشريعة الاسلامية.هذا الخلط بين المفاهيم والمصطلحات يعمل على فقدان اليسار لتاثيره في الشارع العراقي .الخلط بين المصطلحين يشبه عقيدة الكنيسة المسيحية والقائمة على الايمان بصاب وموت وقيامة المسيح .اما اذا قالت الكنيسة بان المسيح لم يصلب ولم يموت بل شبه لهم , فقد تحولت الكنيسة الى الاسلام وخرجت من نطاق المسيحية.
كتب الاعلامي عماد جاسم عمودا في الصفحة الاخيرة من جريدة المشرق الصادرة في بغداد ليوم الثلاثاء 2 آيار 2017 جاء فيه بان خطوة اللقاء التحاوري الاول لليسار العراقي جاء كمحاولة لتكوين جبهة مضادة لتحالفات الاحزاب الاسلامية والتمهيد لدخول الانتحابات القادمة بتوجهات تتقارب مع شعارات الحراك الجماهيري المطالبة بالاصلاح وانهاء المحاصصة الطائفية – الاثنية .
ويتساءل عماد جاسم :
( هل يمتلك اليسار العراقي ارضية شعبية تمكنه من ذلك ؟وما مدى واقعية افكار اليسار الجديد الذي بدا التنظير له في اجتماعات تمهيدية لعدد من المهتمين بتوحيد الصفوف اليسارية والاشتراكية؟).ويكمل عماد جاسم ( الايتطلب هذا الحال الى معرفة مزاج الشارع اليوم الذي يعده الكثيرون مزاجا اسلاميا ؟وربما يتطلب ايضا التعريف بمفهوم اليسار الان الذي يلفه الغموض والضبابية . اذ ان الخطوة لابد ان تكون ممهدة لمواجهة حقيقية لاخطاء اليسار وكبواته واخفاقاته السابقة , وان يرافق الحراك السياسي حراكا ثقافيا واجتماعيا ).في الختام يؤكد عماد جاسم اعتراضه الاتي :
( وربما اكثر الاعتراضات التي طرحت اثناء عقد الملتقى اليساري تتوقف عند غياب الاطار النظري للتجمع وعدم حضور شخصيات ومنظمات واحزاب يسارية متعددة ,بل كان الملتقى تجمعا للشيوعيين السابقين وبعض الشخصيات المتعاطفة مع الحزب الشيوعي , ما اعتبره البعض مؤشرا على غياب الجدية في مد جسور التواصل مع تيارات قومية او احزاب وشخصيات متنوعة مؤمنة بعودة اليسار ,لكن ضمن اطار تنظيري واقعي وتفعيل حوارمتعقل ينسجم مع مصالح البلد في ظل تحولات سياسية واجتماعية تتطلب فهما عميقا لطبيعة المرحلة المصيرية التي تتطلب بالتالي الكثير من التسامح وانهاء الخلافات الثانوية والصراعات السابقة ).
خاتمة المقال :
1- لقد تمت تسمية السيد كامل عبد الرحيم منسقا للقاء التحاوري اليساري , على ان تكون صفحته الشخصية على الفيسبوك مكانا مؤقتا لادبيات ووثائق اللقاء حتى اعدادالصفحة الالكترونية الخاصة باللقاء.
2- التاكيد على توضيح معنى اليسار والفكر اليساري في العراق .
3- اتمنى ان تضم اللجنة المنبثقة عن اللقاء التحاوري عن ممثلين للاحزاب الشيوعية التي شاركت في اللقاء حتى لايتسم عمل اللجنة بالهيمنة من طرف واحد ومد جسور الثقة بين اطراف اليسار العراقي .
4- لازالت الاحزاب الشيوعية في العراق تفكر بعقلية العقل الدائري الجماعي(عقلية القبيلة الشيوعية) وليس بالعقل الفردي الحر .
5- على الاحزاب الشيوعية تثقيف منتسبيها وجماهيرها باهمية العمل اليساري المشترك واهمية تبادل الحوارات للوصول الى قناعات وفعاليات مشتركة .
نعم لوحدة اليسار العراقي !
لنعمل من اجل حاضر ومستقبل شعبنا وبلدنا العراق
لنعمل من اجل اجيالنا القادمة !
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟