أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قلب الروائي مهند الصباح لا زال هناك رواية فتحت جروح الماضي وأحيت فينا مشاعر -النكبة- من جديد














المزيد.....

قلب الروائي مهند الصباح لا زال هناك رواية فتحت جروح الماضي وأحيت فينا مشاعر -النكبة- من جديد


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


قلب الروائي مهند الصباح لا زال هناك
رواية فتحت جروح الماضي وأحيت فينا مشاعر "النكبة" من جديد
بقلم: ديمة جمعة السمان
"قلبي هناك" رواية أهداها الكاتب مهند الصباح إلى قلبه النابض بها، إلى من كانت سببا ليكون قلبه هناك، إلى قريته التي هجر منها جده، إلى قرية قالونيا. يستطيع القارىء أن يقرأ ما أخفاه الكاتب بين السطور، فالاهداء لم يقتصر على قالونيا، بل شمل كل قرية أو بلدة لا زالت تسكن في قلوب مهجريها، حيث انتهت مصائرهم في إحدى مخيمات اللاجئين، تاركين ذكرياتهم وراءهم تشهد أنهم كانوا هناك.
حياة خشنة عاشوها في مخيمات اللجوء التي تكرمت وجادت عليهم بها وكالة الغوث. لوحة رسمها الكاتب بإتقان، تصور لنا قسوة الحياة في المخيمات، وبيئتها غير الصحية، والحياة الاجتماعية التي تحرمه من خصوصيته، حيث عاشها اللاجىء مكرها.
هي مخيمات وما أدراك ما المخيمات! تمضي الأيام، وتتحول الخيام المعهودة إلى مخيمات اسمنتية، يتغير شكلها الهندسي الهرمي المألوف أيضا، ولكن وضع اللاجىء ونفسيته وظروفه تأبى أن تتغير. يكبر الأولاد في "تغريبتهم" ويدركون الأمور من حولهم على حقيقتها.
يكبر الطفل ابراهيم، يلتحق بالجامعة ويتخرج منها وصديق الطفولة محمود، وكأي شاب مفعم بالحياة، كان يظن أن الدنيا ستفتح أبوابها له فور تخرجه، يصطدم بواقع البطالة التي تلاحق الشباب، تقتل أحلامهم. وبعد سنتين من عذابات البطالة يتعثر محمود في إحدى برامج المؤسسات النرويجية غير الحكومية التطبيعية (إن. جي. اوز). وما شجعه على التقديم للمنحة أنها مدفوعة كاملة لمدة سنتين، بشرط وحيد وهو العودة الى البلاد، مع التأكيد على ضمان العمل بعد العودة. وبما أن هناك فرصة لاثنين من فلسطين، يقوم محمود بإقناع إبراهيم التقديم للمنحة؛ ليكون رفيقه في السفر، خاصة وأن ابراهيم كان قد تعرض لصدمة عاطفية أوصلته مرحلة الياس، فقد تزوجت حبيبته من آخر بعد فشله في إيجاد عمل، مما جعله يؤجل التقدم لطلب يدها، فضاعت منه فرصة الزواج من سلمى. ولم يكن قبول ابراهيم للمنحة سوى نوع من الهروب من واقع مرير. لقد أجاد الكاتب التطرق لهذه القضية التي تواجه شبابنا، وتدفعهم الى الهجرة خارج البلاد بحثا عن فرصة عمل.
أصابع اليد ليست واحدة، وهكذا هم الشباب المهاجرون أيضا، فمنهم من يلتزم بدينه وخلقه وعاداته وتقاليده في بلاد الغربة، ومنهم من يخلعها على باب الطائرة إلى حين عودته إلى البلاد؛ ليلتم الشمل من جديد، تماما كمحمود الذي سمح لنفسه أن ينجرف خلف الشّهوات والملذّات في النرويج. أمّا ابراهيم فقد كان ملتزما، وتقيّد بنصائح الجد الصديق الصدوق الحكيم، على الرغم من المغريات التي أوقعت العديد من ضعاف النفوس من الشباب في براثنها، الا أن تمسك ابراهيم بالثوابت التي نشأ عليها جعله يرد شتى المغريات خائبة، مع ضرورة الاشارة أن الفضل الأكبر كان لجده وعلاقته المتميزة معه، فقد كان صديقا قريبا مخلصا لحفيده، مثّل عنده الضمير. كم أعجبتني علاقة الحفيد بالجد، أتقن الكاتب وصفها، وأظهر أهميتها، فللجد والجدة دور كبير في حياة الحفيد، قد يؤثر به أكثر من أبويه، وهذا ما كان. ويعود الصديقان إلى البلاد ليكتشفا أن العمل الذي حصلا عليه بعد حصولهما على المنحة ما هو سوى محاولة لترويضهما؛ ليقبلا الذل والهوان، وليغضا البصر عن الانتهاكات الاسرائيلية بحق أبناء جلدتهم باسم الحضارة والديمقراطية. فتغلب الضمير الوطني الانساني، وتركا العمل غير نادمين. فعاد محمود وزوجته النرويجية إنغريد إلى النرويج ليبحثا عن عمل يناسبهما. وبقي ابراهيم وزوجته صوفيا (وهي من أصول عربية ومن أم نرويجية) في القدس يديران مؤسسة تعنى بحقوق الانسان، ليعملا على إحياء الذاكرة الوطنية الفلسطينية، ينظمان رحلات إلى المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948. كل يروي قصة تهجيره من بلدته تاركا بيتا يحتضن ذكرياته وذكريات أسرته، ويعود العلم الفلسطيني يرفرف هناك عاليا حرا طليقا. وإذا بعين المحتل ترقب من بعيد، فوقفوا له بالمرصاد، اعتقلوا وهددوا وحاولوا إيقاف برنامج ابراهيم الوطني بشتى الوسائل، فلم ينجحوا، بل زاده ذلك إصرارا على المضي في طريقه. وتتدخل عاطفة الأبوة محاولة منع ابراهيم من الاستمرار بالرحلات، التي قد ترمي به في غياهب سجون الاحتلال، فهدد الأب وتوعد محاولا استخدام سطوته وسيطرته كأب شرقي، إلا أن إصرار ابراهيم انتصر .
رواية عدلت البوصلة، وكشفت عن أصالة الفلسطيني، وكشفت عن مؤامرات يخطط لها الغرب تحمل عنوان الديمقراطية وحقوق الانسان، برامج تقود الفلسطيني بنعومة إلى التقيد بنص كتبه الأوروبي بذكاء؛ ليخدم مصالحه ومصالح الاحتلال يحمل شعار الديمقراطية، وهو براء منها ومن مفهوم الانسانية التي يتغنى بها الغرب، ويتصف فيها زورا وبهتانا.



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهرزاد لا زالت تروي.. والشاعر -فراس حج محمد- ينصت بإمعان ويح ...
- بين الحرام النّسبي.. والعيب النّسبي
- سقوف الرغبة- لوحات مكتملة مكثفة عميقة
- مزاج غزّة العاصف أم مزاج الشّاعر
- عذارى في وجه العاصفة للكاتب جميل السلحوت:
- -سبيريتزما- عزام أبو السّعود قدّمت للقاريء ما غفل عنه التّار ...
- نصوص خولة سالم والأصالة
- بلاد السلحوت عجيبة.. ولكنها ليست غريبة
- برج اللقلق جديد ديمة السمان
- -فراشة البوح- عنوان اختصر كلاما بات في حكم النّسيان
- -رولا- رواية جمعت بين التوثيق والتشويق
- -الخط الأخضر- سيحتفظ بلونه ما دامت إرادة الشّعب حاضرة.
- غزّة يا صخرة.. مات عند قدميها موج بحر الأعداء ذليل..!!
- من ذاكرة الأسر.. صرخة من المناضل راسم عبيدات
- - أبوك يا الخوف - مسرحية فلسطينية جسّدت الواقع الفلسطيني بحل ...
- مسرحية - أبوك يا الخوف- جسدت الواقع الفلسطيني بحلوه ومره..!!
- يا كلب إسرائيل .. ساءت سمعتك..!!
- الجنازة حامية والميت كلب
- امرأة بألف رجل..!


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قلب الروائي مهند الصباح لا زال هناك رواية فتحت جروح الماضي وأحيت فينا مشاعر -النكبة- من جديد