احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 5510 - 2017 / 5 / 3 - 00:12
المحور:
الادب والفن
كَكلِّ الطَّامعينَ بِالمنِ
وَكلِّ الطَّامعينَ بِالسَّلوى
قَررتُ أن أطمعَ بِالعَيش
وَلهذا غَضبتْ السَّماءُ وَقالت:
يا أيها العِراقي
إذهبْ أنتَ وَحُلمكَ فَقاتلا
البَطلُ من يَتزوجُ الحَياة
وَالبَطلُ من يَتزوجُ المَوت
وَالجَبانُ من يَقفُ سَاكناً
هَكذا قالتْ جَدتي
وَلأنني أثقُ بِكلامِها
تَزوجتُ الإثنينَ معاً
هل جَربَ أحدُكم
كيفيةَ المَوتِ وقوفاً
وعلى ظهرهِ يَكتنزُ الهَمُّ
كطفلٍ مُشاغب !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَلعقَ الحائطَ المُنقضَ على نَفسهِ
وهو يَرعفُ ملوحتهُ الأخيرة
على شَكلِ ذِكريات !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَلتقطَ أشلاءَ الأملِ المُتشظي
كمن يَلتقطُ مَاساتِ الرَّاحة
من مَنجمِ الإعياء !!
وهل جَربَ أحدَكم
البحثَ عن قبرٍ فارغٍ
لِيواري بِهِ سوءةَ الحُظوظ
وَيَكتبُ شاهدهُ بعدَ حين
(هنا يَرقدُ من عاشَ مَيتاً) !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن ينجبَ أطناناً من العَطفِ
في حين أنَّ الأخرينَ مُصابونَ بِالعُقم !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يقفَ وسطَ الحَرب
لِتثقبَ الرَّصَاصَاتُ رَأسهُ
وَصدرهُ وَبطنهُ وَأقدامه
فَيكونُ ناياً
يَنفخُ فيهِ أطفالُ الوَطنِ
كلما شَعروا بِالجُوع !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَزرعَ قمحَ المَودةِ طيلةَ حَياتهِ
وَإذا حانَ وَقتُ جَني سَنابلهُ
يَرمي كلَّ المَحصولِ الى السَّماء
لِينزلَ على هيأةِ خبزٍ
يَسدُ رَمقَ الجَائعين !!!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَلبسَ قميصاً بِألفِ يد
لِيحققَ فرصةً واحدةً
بأن يَكونَ أباً لكلِّ يَتيم !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَصغي إلى تَنهداتِ اللِّيل
وَلو لمرةٍ وَاحدة
بَدلاً من أن يَنهالَ عليهِ بِالشَّتيمة !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَموتَ وَيَموتَ وَيَموت
حتَّى يُبعثَ من جَديد
بِنظرةِ فَتاةٍ عَابرة !!
وهل جَربَ أحدُكم
وَلو لِمرةٍ وَاحدةٍ
أن يَتعرى من كلِّ بُؤسٍ
بِإبتسامةٍ كَاذبة !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن ينتبهُ إلى أنَّ الأرقَ نَبيٌ
يُخرجُ النَّاسَ من ظُلماتِ الكوابيس
الى نُورِ الوَاقع !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَحزنَ بِبشاعةٍ
وَيَضحكَ بِشراهةٍ
وَيموتَ بِهدوءٍ !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يَصطادَ نَجاتهُ من بينِ ألفِ مَوت
كمن يَصطادُ سَمكةً
من البَحرِ المَيت !!
وهل جَربَ أحدُكم
أن يبزغَ كما الضُّوء
لِيقتلَ وَساوسَ الظَّلام
بَدلاً من المُكوثِ في حضنِ سريرٍ
يَعتاشُ على المَرضى !!
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟