أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - نحو فهم موضوعي رشيد للعبة الدولية!؟















المزيد.....

نحو فهم موضوعي رشيد للعبة الدولية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 08:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من لم يفهم الحقائق التالية لن يفهم طبيعة لعبة الأمم !!؟
(نحو وعي سديد وفهم سياسي عميق ورشيد للعبة الدولية بعيدا عن نظرية المؤامرة !)
****************************************
لا أعتقد ان جماعة الاخوان جماعة أنشأتها المخابرات البريطانية كما يدعي خصومها من القوميين العرب والشيوعيين، ولا أعتقد ان جماعة الوهابيين صنيعة بريطانيا كما يدعي خصومهم من الصوفيين والشيعة وغيرهم ، ولا داعش صنيعة امريكا والصهيونية كما يدعي انصار النظام السوري وايران والقاعدة والاخوان جميعا في نفس الآن!!، كما لا اعتقد ان القذافي وعبد الناصر والبعث العربي الاشتراكي والقوميين العرب وانقلاباتهم بعد حقبة الاستقلال هم صنيعة المخابرات البريطانية او الامريكية او الفرنسية أو الصهيونية كما يدعي الاسلاميون!!، بل كل هؤلاء هم نبتات وافرازات لتفاعلات ومشكلات اجتماعية واقتصادية محلية وصراعات سياسية وفكرية في العالم العربي، وكل ما يفعله الغرب أو اللاعبون الدوليون الكبار، بما فيهم الروس طبعا، حيال هذا الواقع وما يفرزه في كل حقبة من قوى وتيارات سياسية هو أن يلعبوا ويديروا اللعبة في واقعنا العربي كما لو أن هؤلاء الحكام ومعارضيهم وخصومهم السياسيين عبارة عن (بيادق) على رقعة شطرنج محلية يحركونها هكذا وهكذا، فينصرون هذا ضد ذاك تارة ثم اذا تغيرت الظروف تجدهم ينصرون ذاك على هذا تارة اخرى، وهكذا دواليك، وذلك وفق تكتيكات يعتقدون أنها، بحساباتهم، تحقق اهدافهم ومصالحهم الاستراتيجية في المنطقة، هذا التصور معقول ومقبول من حيث المبدأ ولا يمكن ان نعتبر ذلك مؤامرات بل كل دولة عظمى لابد ان تمارس هذه اللعبة في المجال الدولي لخدمة مصالحها الاستراتيجية والحيوية (الاقتصادية والامنية والسياسية)، فلو كنا نحن العرب دولة عظمى لتصرفنا بهذا الشكل! ، ومع اقراري ان اللعبة الدولية تدور احيانا بهذه الطريقة حيث تصبح القوى الفاعلة والمؤثرة في واقعنا العربي ،سواء كانت في فريق السلطة الحاكمة او كانت في فرق المعارضة، كما لو أنها بيادق تتأثر برغبات وتوجيهات اللاعبين الكبار الا أنه علينا ان ننتبه لعدة ملاحظات وحقائق لابد من أخذها بعين الاعتبار للوصول الى حكم موضوعي ومعقول وفق تحليل سياسي عميق وقوي قائم على أصول للاحداث في منطقتنا ، وأهم هذه الملاحظات والحقائق الاساسية كالتالي :

(1) أن هؤلاء اللاعبين الدوليين الكبار في الغالب الاعم لا يصنعون هذه الأحداث السياسية والاقتصادية الجارية ولا القوى والجماعات المحلية الفاعلة والمؤثرة في هذه الاحداث بل هي تخرج وتنبت في الواقع العربي نتيجة تفاعلات وتدافعات ومشكلات وتناقضات عميقة متشابكة كانت تعتمل وتتفاعل في قبو ومحيط واعماق المجتمع العربي واحيانا خارج نطاق عيون وأنوف المخابرات الغربية وتكون نتيجتها ظهور هذه القوى والجماعات السياسية والتوجهات الايديولوجية أحيانا بشكل هادئ ونمو طبيعي تدريجي واحيانا بشكل طفرات مفاجئة غير متوقعة!!.

(2) مع وصفنا لهذه القوى المحلية المتنافسة والمتدافعة والمتناقضة بأنها تصبح كما لو أنها (بيادق) في لعبة الكبار على رقعة شطرنج الا أن هذه البيادق ليست بيادق خشبية أو حجرية طيعة يمكن ادارتها بكل سهولة عن بعد في شتى الاتجاهات بجهاز التحكم (الرموت كنترول) كما هو الحال في سيارة الأطفال التي تدار بجهاز التحكم اللاسلكي، لا ! ، ليس الامر كذلك وبهذا التبسيط المخل!، فهي بيادق بشرية من لحم ودم ولهم متطلبات ومزاج وحسابات ومعتقدات و قد تخرج في كثير من الأحيان من قبضة تأثير هؤلاء اللاعبين الكبار وتتحرك على رقعة الشطرنج بطريقة تخالف مصالح هؤلاء اللاعبين بل وفي اتجاه معاكس لما يشتهون ويخططون مما يعني فشل حساباتهم ومخططاتهم السابقة والانتقال، من ثم، بعد فترة الصدمة، الى مخططات بديلة لتقليل الخسائر بسبب هذا التحرك الذاتي المفاجئ وغير المتوقع وغير المحسوب لبعض قطع هذه القوى والجماعات والشخصيات المحلية (البيادق) في اتجاه مخالف تماما للمخطط السابق !! ، ويجب هنا ان لا نبالغ في قدرة الغربيين والقوى الدولية على التوجيه و التحكم في حركة وتصرفات هذه القوى والجماعات والشخصيات المحلية، فليس ثمة سيطرة مطلقة وكاملة ولا دائمة!.

اذا فهمنا مثل هذه الحقائق والمعطيات وأثرها على دور وفاعلية وتأثير القوى الدولية واللاعبين الكبار ومدى سطوتهم وتأثيرهم في واقعنا وفي القوى المحلية واللاعبين الصغار في هذا الواقع، فإننا يمكن أن نصل الى التصور السليم والتحليل الحكيم للاحداث السياسية في منطقتنا وعوامل التأثيير والتغيير فيها، هكذا يجب ان نفهم اللعبة وطبيعتها!، أما تصور البعض أن الغربيين كما لو أنهم (قوى خفية مطلقة خارقة للعادة وكاملة المعرفة والقدرة والارادة والفاعلية والسيادة) ولها سلطان مطلق في واقعنا كما لو أنهم آلهة تعرف كل دقائق وخفايا واقعنا وقادرة على التدخل متى شاءت وفعل كل شيء كما تريد وتخطط وتشتهي فهذا وهم كبير وتحليل وتصور سطحي غرير يسطح العقول بل ويشلها ويعطلها عن التفكير الموضوعي السليم والمعقول، فهؤلاء اللاعبون الكبار انفسهم لا يتحكمون بالكامل في واقعهم المحلي والاقليمي وواقع مجتمعاتهم بالصورة التي تدور في اذهاننا واذهان اصحاب نظرية المؤامرة !، بدليل أنهم هم انفسهم تعرضوا الى ازمات خطيرة وحروب كثيرة ونكسات مريرة وتغيرات مفاجئة وخسائر سياسية واقتصادية فادحة ومؤلمة ولو كانوا يعلمون كل شيء او يقدرون على فعل أي شيء او يسيطرون في واقعهم سيطرة تامة ومطلقة لما مسهم الضر ولا وقعت على رؤوسهم الكوارث المالية والاقتصادية والسياسية ولا الفضائح الاعلامية!، فالاحداث كثيرا ما تثبت لهم ولنا أيضا انهم يغلطون في الحسابات وفي فهم واقعهم وفي فهم واقعنا بشكل صحيح وكاف فيدفعون ثمن تدخلاتهم الارادية الواعية والقاصرة في واقعنا او حتى في واقعهم القومي الداخلي وفق هذه الحسابات الخاطئة والمعلومات الناقصة او المشوهة ثمنا مريرا وكبيرا !!.


اذا لم نفهم هذه الحقائق الاولية فلن نفهم (كيف تدار) لعبة السياسة الداخلية والخارجية والدولية ثم (كيف تدور؟!)، فهي تدور مرة حيث يحسبون ويرسمون ويشتهون، وتدور مرات بعكس حساباتهم ومخططاتهم بل وتحملهم احيانا حيث لا يتوقعون ولا يشتهون فيجدون انفسهم في اشكاليات ومآزق كبيرة وخطيرة أكبر وأخطر من الاشكاليات التي تدخلوا سياسيا وماليا وربما عسكريا وامنيا لحلها اساسا !! ، ومع ذلك علينا ان نعترف بأنهم يتمتعون بمرونة سياسية كبيرة فهم ما إن يسقطوا في حفرة من الحفر فينكسرون أو ينجرحون ويعرفون أنهم تنكبوا الطريق الصحيح حتى نجدهم وقد نهضوا بسرعة وذكاء مبتكرين الحلول الجديدة للخروج من هذه الحفرة وجبر كسورهم وتضميد جراحهم التي تعرضوا لها بل ويعملون بجد وواقعية وفاعلية على تقليل خسائرهم الى أدنى حد ممكن والمحافظة على اكبر قدر من مكاسبهم قدر الامكان !! ، وهكذا يستمرون وهكذا يلعبون !!.


وهذا الفهم الذي نطرحه هنا للعبة السياسية الدولية يختلف تماما عن نظرية المؤامرة بالطريقة التي يعشقها عموم العرب، خصوصا من القوميين والاسلاميين وحتى اليسارين!، ويستعملونها غالبا كشماعة جاهزة يعلقون عليها فاشلهم الذريع وخطأهم القاتل الشنيع في النهوض بمجتمعاتهم ثم يذرفون بعض دموع التماسيح في نحيب ونعيب ونديب وهم يلعبون دور الضحية المسكينة التي يتآمر عليها العالم أجمع لسلب ثروتها أو نزع سلطتها أو لتخريب اخلاقها الحميدة وتلويث طهارتها واغتصاب عفتها أو حتى لتشويه صورتها وتلطيخ سمعتها وتخويف الناس من مشروعها وفكرتها وسالتها !، وهي في الحقيقة ليس سوى هذيانات مصحوبة بمحاولة صبيانية للهروب من المسؤولية التاريخية عن الفشل والكارثة والعجز عن النهوض!، ولله في خلقه شؤون!، وله سنن صارمة في هذا الكون لا تجامل احدا من البشر ولو كان نبيا مرسلا !، فكيف بمن هم من دون الأنبياء والمرسلين!!؟؟.
**********
سليم الرقعي
كاتب ليبي من إقليم (برقة) مقبم في بريطانيا.
(*) وصفي للشخصيات والجماعات والقوى الفاعلة والمؤثرة في العالم العربي سواء كانت حاكمة او معارضة بعبارة (البيادق) لا يعني أنني اقر بانهم عملاء للغرب بل بالعكس فإن منهم من يعادي الغرب بشكل مطلق وتام ونهائي كالقاعدة والدواعش وبعض القوميين العرب والشيوعيين ولكن وصفهم بالبيادق هنا لكونهم اطرافا في اللعبة السياسية المحلية حيث ينظر اليهم اللاعبون الكبار، اسياد العالم الحالي، بهذه الطريقة والى بلادهم كما لو أنها رقعة شطرنج محلية عليهم ان يشاركوا اللعب فيها بما يوجه الخط العام في اللعبة السياسية والاقتصادية المحلية في اتجاه يخدم مصالحهم الاستراتيجية !.






#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا صاحبي هذا الزمان مخيف!.شعر
- ملكيات جمهورية وجمهوريات ملكية!؟
- كم عدد المجانين في العالم العربي السعيد !؟
- انا والشحات الافريقي وبلد المجانين!؟
- في الغابة!؟
- ويكيليكس وحرب المعلومات!؟(خبر وتعليق)
- تضخم الدواعش كأثر للعبة المكايدة السياسية!؟
- حكاية سفينتنا !!؟
- نظرية المؤامرة هي أكبر مؤامرة ضدنا !؟
- المعلومات وتأثيرها في صحة القرارات!؟
- اصناف الناس في التعلق بالزمن!؟
- تمتع بصوت نهيق الحمير!!
- فتاة الحي الثاني!؟
- بين الكسب المعز والكسب المذل!؟
- العيب في النخب اولا لا في الشعب !؟
- عن الطرب العراقي الحزين!؟
- سر الفشل والنجاح في الحياة!؟
- لقاء مع مواطن عربي منتهي الصلاحية!؟
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر !؟
- الديموقراطية الواقعية لا تعني حكم الشعب !؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - نحو فهم موضوعي رشيد للعبة الدولية!؟