أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حديث عن الدواعشيات















المزيد.....

حديث عن الدواعشيات


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن صفحة داعش بدأت تطوى وبريقها آخذ فى الأفول لكن لاباس من الحديث عن خصوصية هذا التنظيم فى مجال إستقطاب وتجنيد النساء، نعلم كيف تفوق هذا التنظيم كثيرا عن قرنائه فى مجال حقل الإلكترونيات والتواصل عبر الفضاء الإفتراضى وتميزه فى تصميم وإدارة المواقع الإلكترونية، يضاف الى ذلك جرأته فى التعامل مع الشباب من الجنسين وخاصة ذوى الأصول الأوروبية والغربية عموما وتحديدا الحديثى الدخول فى الإسلام، وصولا إلى «إعلام داعش» الذى مثل طفرة فى توظيف واستخدام الجماعات الجهادية لوسائل الإعلام على اختلافها، بل وامتلاك استراتيجية إعلامية متكاملة. مشكلا فرض واقعا جديدا للإعلام الجهادى، وفتح مساحات لبحث فاعلية هذا الإعلام ومجال وحدود تأثيره، .بالنسبة لحديثنا عن علاقة تنظيم الدولة بالنساء عموما والمراهقات بوجه خاص فقد إنفتحت داعش كثيرا على تجنيد النساء فى صفوفها عبر مواقعها الإلكترونية خاصة موقع "كتائب الخنساء" الموجه للنساء خصيصا حيث يدعوهن الى الأنضمام للتنظيم لأن ذلك يرفع عن كاهلهن قيود وضغوط المجتمع ويسمح بتمكينهن ويحررهن فى بناء دولة الخلافة، ويعمل عناصر «داعش» المعنيون بالدعاية الإلكترونية على البحث عن «الهاشتاغات» النشطة في تلك البلدان، وينشر داعش رسائله باللغتين الإنجليزية والعربية على وسائل الإعلام الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك، والتي هي بطبيعتها مفتوحة للجمهور، مع أشرطة الفيديو الدعائية، والتي دفعت الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم إلى الاعتقاد بأن القضية تستحق الكفاح من أجلها، إن وسائل التواصل الاجتماعي منبر مهم لتلك الجماعات المتطرفة لتجنيد وحشد المقاتلين الأجانب، بل إنها ضرورة قصوى، وذلك لطبيعتها المفتوحة ووصولها الواسع لشرائح الجمهور المستهدفة، إن المنضمات لتنظيم داعش يدركن أن المعركة لا تتعلق بحقوق المرأة بل بقضية قيام الخلافة، وبالتالي فهن يدخلن من أجل الصراع السياسي، وهذا أمر لا يفهمه الكثيرون، كما تواجه العديد من النساء المسلمات في المجتمعات الغربية غالبًا حالة اغتراب في مجتمعاتهن ما يدفعهن إلى السفر للالتحاق “بالدولة الإسلامية” من أجل العيش في دولة إسلامية لا يشعرن فيها باغتراب، كما أن الشريحة العمرية ما بين 14- 24 عامًا هى أبرز الشرائح العمرية التي تُقبل على الانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية، ومعظم هؤلاء النساء هن خريجات جامعيات تركن عائلاتهن وسافرن للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وهن غالبًا من أبناء المهاجرين المسلمين ، يأتى موقف داعش خلافا للموقف المتحفظ من تجنيد النساء الذى ساد جميع التنظيمات الجهادية بدئا من الإخوان المسلمين حتى تنظيم القاعدة التى أظهر فيها الظواهرى موقفا متحفظا من دور النساء فى التنظيم حتى ظهور أشكال التدعش والتوحش عليها إبّان سيطرة أبو مصعب الزرقاوى وتوسعه فى استخدام الانتحاريات، تساؤلات كثيرة أثيرت خصوصاً عن الاسباب التي تدفع امرأة أو مراهقة الى ترك عالم الازدهار والمساواة للمغادرة في اتجاه شقاء الصحراء وأهوال الحروب وتسلّط رجال برابرة والالتحاق بتنظيم داعش الارهابي، و تبدو قدرة التنظيم على اجتذاب المقاتلين بواسطة الدعاية السياسيّة فعّالة، خصوصاً عبر استخدامه شعارات جذّابة كالدفاع عن المسلمين والعيش تحت شرع الله وغيرهما، النساء الملتحقات بتنظيم الدولة الإسلامية، داعش، الإرهابي لسن فقط ضحايا، وإنما يلعبن دوراً في الجرائم الإرهابية التي يرتكبها التنظيم، أن النساء يتأثرن بالخطاب العاطفي لداعش واستخدامها الألفاظ البراقة في عودة الخلافة الإسلامية، أو تنصيب خليفة للمسلمين، قد يكون دافعا للانضمام، كما تقوم داعش بتجنيد النساء في دعم الأدوار الحيوية عن طريق حملات فعّالة على وسائل الإعلام الاجتماعية التي تعدهن بأزواج مجاهدين أتقياء، ومنزل في دولة إسلامية حقيقية وفرصة لتكريس حياتهم لدينهم وإلههم، إن النساء والفتيات الغربيات اللائي انضممن إلى التنظيم المتشدد ينتمين إلى الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، وأنهن لسن بالضرورة مسلمات في الأصل فهناك بينهن من اعتنقن الإسلام حديثا و معظم هؤلاء النساء والفتيات يعتقدن أنهن يتعرضن للتمييز في دولهن وأن المسلمين عرضة للهجوم عليهم في العالم بأسره.
كثيرات هن من تجدن أن الإنضمام الى داعش عبر الإنفصال عن الأهل وخوض رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر للوصول الى سوريا أو العراق يعد مغامرة جريئة ومثيرة فى ذلك السن الغض المنتشى بالمغامرة يتواكب ذلك مع الرغبة فى إثبات ذواتهن وإحساسهن بالفخر أنهن يشاركن فى بناء دولة الخلافة، إن مشاعر العزلة وتناقض الهوية والاضطهاد لكونهن مسلمات والرغبة فى المثالية ورؤية الخلافة كيوتوبيا، حيث يمكنهن الشعور بالانتماء، هى كلها أشياء تجمع ما بين مجندات داعش الغربيات، أذكر أثناء عملى بسيناء فى ثمانينات القرن الماضى أن عددا لابأس به من الأوروبيات كن تستهويهن الحياة البدوية كنوع من المغامرة وكسر الملل ويقمن علاقات مع بعض الشباب من البدو ويعشن معهم فى خيام من الخيش ويقمن بأعمال النساء البدويات من رعى الأغنام وجمع الحطب وخلافه، لم يكن يصبرن طويلا على هذا النمط من الحياة وسرعان ما يعدن الى بلدانهن بعد أن يشبعن لديهن روح المغامرة، جزء من ذلك يمكن تفسيره فى الإنضمام لتنظيم داعش لكن المشكلة تكمن فى صعوبة الإنسحاب خصوصا بعد زواجها من أحدهن وإنجاب أطفال، ولكن في نفس الوقت يعتبرن أنفسهن جزءا من مسار تاريخ عظيم وأنهن سيغيرن العالم بالكامل.
الحديث المتكرر حول ما يسمى جهاد النكاح هى مقولة مبالغ فيها كثيرا وفى معظمها تعود الى الدعاية المضادة لداعش، وسائل إعلام اخترعت أكذوبة “جهاد النكاح” منذ عام 2012، ولكثرة ترديدها على وسائل إعلام فقد صدّقها الكثيرون واعتبروها حقيقةً غير قابلة للشكّ، لا ينفى ذلك وجود بغايا يذهبن الى صفوف داعش للتسرية عن المقاتلين مقابل أجر، كما أنه لا ينفى أيضا إختطاف المسيحيات والأزيديات وغيرهن وإجبارهن على ممارسة الجنس بصفتهن سبايا وملك يمين وحتى بيعهن فى أسواق نخاسة بما هو أفدح من مقولة جهاد النكاح.
لا يمكن فهم نساء داعش بسهولة الاّ من خلال وعى ذلك المعتقد الذى يدفعهن للإيمان بذلك الدور الذى يلعبن، فهن يعشقن قيودهن ويؤمن بدورهن فى تعنيف وتعذيب النساء الأخريات اللائى يعتبرونهن كفارا من مسيحيات وإزيديات بل وحتى رفاقهن فى التنظيم اللآئى يعتبرن خارجات عن النمط الإسلامى فى الزى أو السلوك من خلال البوليس النسائى أو نظام الحسبة فى "كتيبة الخنساء" فضلاً عن إدارة سجون النساء والسبايا، والعمل كمخبرات في المجتمع المحلي ورفع تقارير سرية، ويبدو وضع المرأة داخل التنظيمات الإرهابية التكفيرية, وبصفة خاصة داخل تنظيم داعش, بعيدا عن ذلك التصور الغربى المعتاد، بل وحتى التصور المعتاد فى مجتمعاتنا العربية عن حجم العنف الذى يمكن أن تمارسه المرأة خلف زيها شديد الاحتشام، إنه وضع شديد التعقيد وأيضا سريع التحول حيث يبرز شكل غير مسبوق من أشكال عنف المرأة ضد المرأة، حين تتولى المرأة الداعشية "الورعة" بنفسها عمليات الإعتقال والتعذيب التى تمارس ضد النساء، فقد تم تشكيل كتيبة الخنساء فى البداية لحل مشكلة إكتشاف المقاتلين الرجال من جماعات التطرف الأخرى التى تندس لقتال داعش، حيث عادة ما يتخفون وراء النقاب الأسود السميك للمرور عبر نقاط تفتيش داعش، هنا كانت مهمة نساء الكتيبة الكشف عن مثل هؤلاء الرجال المندسين وبمرور الوقت تزايدت سلطات نساء الكتيبة بعد أن ضمت إليها الكثير من الفتيات المراهقات بعضهن قادمات من الغرب وأصبحت تتضمن إلقاء القبض على أى سيدة تسير بلا محرم أو لا ترتدى النقاب أو لمعرفة ما إذا كانت المرأة مسلمة أم لا خلال عمليات تحقيق تتم تحت تهديد السلاح عن مدى معرفة المرأة بتعاليم الصلاة والصيام والحجاب، وإذا تم الشك فى ديانتها أو طائفتها يتم إعتقالها، وغالبا قتلها، إن وجود كتيبة الخنساء وغيرها إضافة لدور الرقابة الدينى الذى تلعبه يدل بشكل واضح على حجم التحولات التى تحدث داخل التنظيمات الإرهابية الجديدة حيث يسمح للنساء بلعب المزيد من الأدوار التنفيذية داخل الحركات التكفيرية الجهادية مما يمثل عنصر جذب للنساء والفتيات اللاتى قد يجدن فيه أحد أشكال تحرر المرأة داخل تلك المجتمعات المتطرفة شديدة الإنغلاق، وقد تكون فتاة كانت أقصى طموحاتها حتى وقت قريب لا تتعدى أن تكون زوجة ثالثة أو رابعة لأحد شيوخ تلك التنظيمات وتحدى تلك الصورة النمطية الغربية عن المرأة المسلمة الضعيفة القابعة فى قعر منزل أحدهم بصورة أخرى لنساء يحملن السلاح وقادرات على تنفيذ أقصى عمليات القتل وحشية بأيديهن، إنه تحدى المرأة القوية وربما نوع جديد من الثقافة الناشئة التى تطلق عليها فرض "سلطة الفتاة الجهادية" والذى هو للأسف غالبا ما يأتي على حساب نساء أخريات، تلك هى أوضاع النسوة المعقدة داخل تنظيم الدولة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الدماقسة وسليمان خاطر .. حلول العنف الفردى
- مآلات الإسلام السياسى فى مصر
- ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟
- ما بعد داعش .. عودة الى البدايات
- الموقف من 11 فبراير 2011 .. وموازين القوى
- الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون
- الإنقسام والوحدة فى الحركة الشيوعية المصرية
- زكى مراد ..شهاب تألق فى سماء مصر
- عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام
- -روج آفا- يوتوبيا الأكراد فى سوريا
- صعود اليمين المتطرف فى الغرب..محاولة للفهم
- مرّة أخرى .. الصين دولة رأسمالية
- هل تختلف مواقف ترامب كثيرا عن سلفه أوباما؟
- حالات تعرض الكعبة للهدم عبر التاريخ الإسلامى
- حزب الرئيس .. القرار المؤجل
- -المشاغب- فتح الله محروس .. وداعا
- داعش...وما بعد الموصل
- دابق .. الأسطورة المؤسسة للدولة -داعش-
- البرجماتية السلفية ... النور مثالا
- الأزمة السورية الى أين؟


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حديث عن الدواعشيات