أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )














المزيد.....

ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 15:44
المحور: الادب والفن
    



إن أعظم نعمة نحظى بها هي النسيان، لكن لا يمكن أن أنس تجربة واد زم مهما حييت، من ينسى السوق الأسبوعي ليوم الاثنين ؟ من ينسى الصراخ واللغط والضجيج ؟ في عامي الأخير أقلعت نهائيا عن الذهاب إلى السوق ولكن في عامي الأول كنت أجلس مع المرتادين في المقاهي والاحظ المتسولين والباعة المتجولين والريفيين الذين أتوا من بعيد لزيارة السوق، كانوا يتحدثون عن الأمطار والجفاف والفلاحة والصراع حول الأرض ، كانوا مازالوا يرتدون "الرزز" والجلابيب ويتكلمون بلكنة قروية قحة، كان السوق هو هاجسهم وحلمهم وافقهم الذي جاؤوا من أجله من الريف القصي، كان يجلس بالقرب مني حسن، كان صامتا في كل الأوقات، بعد أن نغادر المدرسة، نتناول الغداء في السوق ونشتري حاجياتنا ونعود الى المنزل للنوم أو القراءة . كان حسن يحب الانصات للإذاعة، بينما أنا أهيم في نوم عميق لا أستيقظ إلا في غضون المغرب، وحينما يحل الليل ويختفي البشر نطوف أرجاء المدينة للخوض في الذكريات، والنقاش في اليومي والشوق إلى الرحيل عن مدينة رتيبة.
لم يكن يفوتني أن أزور المكتبة الوحيدة في وادي زم، والتي لا يزورها أحد وتقبع في زنقة سوق الاثنين، كانت كتبها قديمة، ولا يتردد عليها أحد، كان يشرف عليها رجل بالغ في السن، يبدو قلقا على الدوام وعلامات اليأس بادية عليه، كلما حاولت مفاوضته على الثمن، ينتابه القلق، ومذاك لم أعاود المجيء عنده بالمطلق . في أوقات الشتاء تأتي رياح باردة من الأطلس المتوسط، فلا ترى أحدا في الشارع، بينما تمتلئ الشوارع في ليالي الصيف وتغص الحديقة المجاورة لمحطة القطار في شرق المدينة حيث لازالت هناك أشجار غرسها الفرنسيون باقية إلى يومنا هذا، القطار لا يذهب إلا مرة واحدة إلى وادي زم، يصل في الثانية عشرة ليلا ويغادر في السادسة صباحا، طيلة مكوثي في واد زم أتيت في القطار مرة ورجعت فيه مرة، ذهابي اختلف عن ايابي، ذهابي كان ملؤه الفرح ورافقني فيه صديقي هشام وأيوب، الأول غادرني في برشيد والثاني غادرته في المحمدية، أما ايابي فكان في عامي الأول، فحللت في الظلام وتعلمت أن أسير وحدي بين الأزقة ذات الضوء الخافت.



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلك
- صراعنا صراع مشاريع
- حوار المغرب والمشرق (1)
- أياد تحلم بالقمر
- بلابل تغني للضياء
- أنشودة الثرى
- تمردي يا غايا 1
- كيف يتواصل الرعاة مع مواشيهم ؟ (ملاحظة انثروبولوجية )
- وتسير القافلة
- الملاح التائه
- لن تغردي على نغمي
- الثورة السورية : جذورها، نتائجها ومآلاتها (مقاربة نظرية)
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (4 )
- ذكريات مدينة كان الصعب الخروج منها
- ذكريات مدينة كان الخروج منها صعبا (2 )
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها!
- على شفا الأمواج
- واقعة لا تنسى
- نحو انثروبولوجية الواقع الكرزازي
- لنكن كبارا وما يجمعنا هو الأرض


المزيد.....




- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (5 )