أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أثر المكان في ديوان -الجبال التي أحبت ظلي- يونس عطاري















المزيد.....

أثر المكان في ديوان -الجبال التي أحبت ظلي- يونس عطاري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


أثر المكان في ديوان
"الجبال التي أحبت ظلي"
يونس عطاري
يلجأ الكاتب إلى المكان عندما يشعر بأنه مهدد، فالمكان كالأم نلتجأ إليها وقت الشدة، وقت شعورنا بالخطر، إن كان متعلق بنا أو بالمكان، ففي كلتا الحالتين نتقدم إلى ما يمكن أن يكون مانع/حاجب من تلك الأخطار التي تهددنا أو تهدد المكان، وهذا الأمر يكاد أن يكون صفة عامة في الأدب الفلسطيني تحديد، لكن بعد أن أنتشر الموت والقتل والتشرد والخراب في المنطقة العربية أخذ الاهتمام في المكان يحتل مساحة في النصوص الأدبية، خاصة تلك التي تتحدث عن العراق وسورية.
من الصعب أن يتحرر الكاتب من واقعه، وأن يكون خارج الحدث، خارج المكان، فالانتماء والنبل والمشاعر المرهفة عند الكتاب تجعلهم يتقدمون من المكان ومن الحدث ومن الإنسان، وهذا أمر طبيعي وإنساني ووطني وقومي، فلا يستطيع الكاتب أن يكتب في مواضيع خارج النص، ووطنه وشعبه يموت، وجدنا هذا الأمر عند غالبية الكتاب، حتى وأن كانوا خارج وطنهم، فالانتماء كان حاضرا وبقوة في النصوص التي انتجوها، "يونس عطاري" يتألم لألم دمشق والشام وفلسطين والعراق واليمن، فنجد العديد من قصائد ديوانه "الجبال التي أحبت ظلي" يذكر فيها دمشق والشام والفرات.
الحديث عن الألم/الوجع/القهر ليس بالأمر السهل، وهو يحمل بين ثناياه ألم يضاف إلى ما يحمله الكاتب، فالحديث عن الألم وهو ألم أيضا، لهذا نجد العديد من الكتاب يحاولنا تقديم هذا الألم بشكل مغاير لما يتحدث عنه الإنسان العادي، فهو يعملون على تقديم فكرة الألم لكن بأدوات ولغة وألفاظ غير تلك التي يتحدث بها الشخص العادي.
من هنا نجد في هذا الديوان اسلوب جديد في تناول اللغة وألفاظ وشكل تقديم الفكرة/المضمون، سنتعب ونتألم من خلال قرأتنا للديوان، فالشاعر يجعلنا نشاركه ألمه، ونتفاعل معه، من خلال تقديم مادة بحاجة إلى التوقف عندها، والتأمل فيها، فالديوان ليس بسيط بالتأكيد، لكن من السهل تناوله، وهنا يكمن ابداع الشاعر، فنجده يستخدم قصيدة الومضة في أكثر من موضع، وهذا الشكل من القصائد بحاجة إلى قدرات استثنائية عند الشاعر، لما تحتاجه من قدرات على التكثيف والاختزال وألفاظ خاصة قادرة/يستطيع من خلالها ايصال الفكرة للمتلقي.
المكان
قبل الدخول إلى النص الشعري، نقول بأن هناك علاقة بين عنوان الديوان "الجبال التي أحبت ظلي" والمضمون، فالشاعر يقلب مفهوم الحب من الإنسان إلى المكان، ويجعل المكان هو من يقوم بعمل الحب وليس الشاعر، وهذا يشير إلى العلاقة الحميمة التي تربطهما معا، فمثل هذا التحويل يؤكد على حدوث فعل عظيم وكبير، جعل الشاعر يشعر بأنه محبوب من المكان، كما يحبه هو.
يفتتح الشاعر ديوانه بقصائد الومضة، وهذه الفاتحة توحي للمتلقي بأنه أمام نص غير عادي، وبحاجة إلى التـأمل والتوقف عنده لفهم ما يحمله من أفكار:
"الأمي عابد اللغة
الصامت سيد الكلام

في غطرسة العرس
بذخ ..أيضا

هددني بالنوم..
فتسع الشمعدان

كلما زرتك ضيعت مفاتيح بيتي

الممرات لا تتحد
كي يعبر من هو مثلي" ص5و6. أذا ما توقفنا عند هذا المقاطع سنجدها تحمل فكرة التناقض، فكرة عدم الانسجام، فنجد: أمي عابد اللغة، والصامت وسيد الكلام، وغطرسة في العرس، والنوم وسعة نور، والزيارة وفقدان المفاتيح، بهذه الفاتحة المضطربة وغير المنسجمة يقدم لنا الشاعر أفكاره/مشاعره/احساسه عن الواقع، وكأنه بهذا المقاطع النابعة من العقل الباطن يشير إلى حجم والألم الكامن فيه، ولهذا نجد فيه شيء من عدم الاتزان، عدم المنطق، لكنه منطقي وواقعي إذا ما عرفنا دوافع هذا الشكل من الكتابة، فرغم أن الفاتحة لا تتحدث عن مكان بعينه، إلا أننا سنجدها تخدم فكرة المكان، فهذا الاضطراب هو أحد أركان الديوان الأساسية، وهو السمة الغالبة فيه.
"يا أهل الشام
منذ بيت صغير كان لي
لا تدلقوا ماء عنبكم
في بردى" ص8، دائما استخدام حرف النداء يشير إلى ضرورة انتباه المتلقي للنص، حيث يشعر بأنه هو المخاطب، وهذه البداية موفقة من الشاعر، في هذا المقطع يجمع بين المكان "الشام وبردى" وبين الناس، فهو ليس مهتم بالجغرافيا فحسب بل أيضا بالإنسان، فكلهما له مكان في نفس الشاعر.
"لا تنسج دربا بعيدة عن نهر الفرات
أو بردى
كي تصل هذا المساء إلى بيتي
فاني اعد قهوتك" ص21، هناك ترابط/توحد بين المكان والإنسان، وكأن الشاعر يريدنا أن لا نأخذ أحدهما دون الآخر، فهما شيء/عنصر واحد، وليس لأحدهما مكان/حضور/وجود دون الآخر، العديد من استحضار المكان أخذ هذا المنحى:
"جاراتي
خرجن عصر هذا اليوم الدمشقي
لسوق الخضار" ص22، الحدث والمكان والفعال جمعهم الشاعر معها، فالإنسان والمكان يتفاعلان من خلال سلوك اجتماعي، لهذا نجد الشاعر في غالبية استحضاره للمكان يأتي على ذكر الإنسان والفعل الاجتماعي.
"هربت نهدي من حمحمة خيل الرب
لبست الديباج، الأساور، تيجان الشجر
ومشيت على كتف الفرات
أخبر هل الشمل، أهل الجنوب
رأيته يقود الثور إلى بابل
وينام قرب اللذة مشنوقا بالفتنة
والتبرج
حتى إذا جاءه الجسد
كان من الساجدين" ص63، يأخذنا الشاعر إلى التاريخ، إلى طقوس الفرح التي أقامها السوري احتفاء بعودة "البعل" فهو يتجاوز العلاقة الآنية بين الإنسان والمكان، ويقدمنا من تلك القرون التي خلت، أيام كانت البهجة والفرح هما العنوان لهذه الجغرافيا ولهذا الإنسان، وكأنه بهذا الاستذكار يريدنا ان نتقدم من الفرح ونهجر الألم وما حل بنا، وهذه الدعوة/الفكرة تحسب للشاعر الذي طرح/قدم فكرة الفرح بشكل غير مباشرة، فهو يحترم ذهنية المتلقي، لهذا يخاطبه بطريقة غير مباشرة لكي يتقدم من الصواب ويبتعد عن الخطأ.
قرية الشاعر "سمخ" تلك القرية التي ذكرها أيضا الروائي "يحيى يخلف" في رواية "بحيرة وراء الريح" يحدثنا عنها بهذا الشكل:
"لو في سمخ
ولدت
وعشت
لنمام الفراش على جفني
وغطاني الحبق
لو في سنخ
كنت يوم
لأرسلت الطير
وعلقت بالغمام قلبي
لو في سمخ
نمت الليلة
على بطني
على ظهري
فوق اكوام التين
إذا ما هربت
أو في حضن جدي إذا ما فزعت
وكسرت عكازه
إذا ما ضجرت
لو في سمخ
غسلت مرة وجهي من ماء البحيرة
لنام قلبي في الشختورة
لو في سمخ
كبرت
ودرست
لطار قلبي إلى دمشق
وحط في "نوى"
لو في سنخ
كان لي ربيع واحد
وصاحت بي الصفوح
لعدت إلى أمي "بالخرفيش"
أم نمت حولا كاملا
أو
لو غبت شتاء كاملا يكفي
لأبيع في "أربد"
طبراني يا سمك
لو مات أبي
مات عمي، خالتي، خالي
لو مات جدي في سمخ
لو أحيا
وأموت
في سمخ" ص97-100،الشاعر يتناول أكثر من مكان في هذه القصيدة، فهو كفلسطيني يعرف العلاقة بين مدن وقرى بلاد الشام، من هنا نجد يذكر "سمخ، أربد، نوى، وبحيرة طبريا ودمشق" الاستحضار للمكان جاء مقرونا بالحنين إلى الماضي الذي يدغدغ العاطفة والمشاعر، فهو يعيدنا إلى أيام الفلاح البسيط الذي كان يتغذى ويعيش على ومن الأرض، لهذا نجده يذكر "الخرفيش" الذي يتسلى بتناوله الفلاح، فهو كالفاكهة بالنسبة له، ونجد الحبق ورائحته الزكية التي تنعش النفس، ونجد الريف حاضرا بكل ما فيه، فالشاعر يلغي الحدود من الجغرافيا السياسية ويقدما من الجغرافيا الطبيعية، لهذا نجده يصيد من "طربيا" ويبع صيده في "أربد".
والشاعر يعيدنا إلى الحياة المدنية في الشام من خلال قوله :
"ودرست
لطار قلبي إلى دمشق" فهو لا يتحدث عن حياة بدائية متخلفة، بل إلى حياة حضارية متقدمة، فالتعليم كان يسير متوازيا مع حياة الفلاح، بمعنى أن حياة المدينة والريف يعملان يأخذان عين الاهتمام من الإنسان، فهذا ينتج الغذاء، وآخر ينتج العلم والمعرفة.
أنهاء القصيدة بالحديث عن المكان الذي ينتمي له الشاعر، عن الموت فيه يشير إلى العلاقة الوطيدة التي يرتبط بها الشاعر بسبخ، من جمالة هذه القصيدة انها جاءت بلغة سهلة وناعمة وحميمة، فالقارئ يشعر بعاطفة والحنين الذي يبديه الشاعر لقريته التي هجر منها، وأيضا نجده يرفض التقسيمات السياسية "سايس بيكو" بطريقة غير مباشر من خلال تناوله العلاقة الطبيعية التي تجمع بلاد الشام، وكأنه من خلال هذا الطرح يتجاوز/يرفض الحواجز والحدود التي تفصل الشعب الواحد عن بعضه البعض، وتمزقه إلى شعوب ودول.
هناك شكل آخر يستخدم فيه الشاعر المكان، فيجعل من محبوبته تنتمي لجغرافيا التي يحبها:
"هبي قدميك لبنات الشام
ولي باق البدن
قد عصرن التوت
وغسلن أرض الديار
جلبن قهوتك
وكرسي القش
فكوني رحمية عليهن
كوني نهار خبر
فكلما اشعلت حول عنقك
وردة
أو شمعة
ذاب قلبي
وغاب" ص128، الشاعر أيضا هنا يستحضر الطبيعة الشامية الدمشقية بكل ما فيها من بساطة وبهاء، فيجعلنا نتمنى أن نكون فيها، فالوصف جاء ناعم وأنيق، وحضور الأنثى دائما يعطي حيوية للنص ويمنحه جمالية استثنائية، فما بالنا أن قرنت هذه الأنثى بالطبيعة؟، بكل تأكيد سيكون هذا الجمع بين الجمال الإنساني والطبيعة دافع وحافز للمتلقي ليستمتع بما قدم، ويجعله يذهب إلى فضاء النص وما فيه.
وإذا ما توقفنا عند هذه القصيدة سنجد الشاعر يستخدم ألفاظ بيضاء تخدم فكرة النص، "هبي، بنات، لي، عصرن التوت، غسلن، جلبن قهوتك، رحيمة، نهار خير، عنقك، وردة، ذاب فلبي" كلها هذا الألفاظ ناعمة وهادئة وتنسجم مع الفكرة/المضمون العام.
لهذا دائما نقول: إذا ما اجتمعت العناصر التي تمنح الشاعر الراحة والسكينة لا بد أن يكون ألفاظه متحررة من القسوة والخشونة، وهذا ما كان في هذه القصيدة، فكانت المرأة والطبيعة تعطينان الشاعر الخلاص/التحرر من الواقع وتجعله يهيم في عالم الفرح والهناء، لهذا وجدنا هذه القصيدة مطلقة البياض.

هناك قصائد أخرى تم تناول المكان فيها لكن نكتفي بهذا المقدار وننتقل إلى موضوع التاريخ في الديوان.
التاريخ
دائم الجغرافيا مقرونة بالتاريخ، فالشاعر يتعمد أن يحدثنا بشيء عن التاريخ، ليس من باب المعرفة فقط، بل من باب غرس الأمل فينا، وجعلنا نتعظ مما كان، والاستفادة من أخطائنا الماضية، وحثنا على التقدم إلى الفرح، إلى ما كنا عليه، وطبعا هذا الاستحضار يعطي جمالية للديوان، فعندما يتحدث الشاعر عن الماضي السلبي تكمن جمالية هذا التناول في أنه يوافق وينسجم مع الواقع، مما يعطي تأثير أكبر على المتلقي، وعندما يتناول الجانب الايجابي فهو أيضا يزرع الأمل ويعطي دفعة نحو الحياة، يقول في قصيدة "حزنك المثالي":
"حزنك بوابة دمشقية في العصر العباسي
ينبش جراح البنين والبنات
ويزور قبر "خالد بن الوليد" في المسجد الأموي
لحزنك بكاء أهل البيت والكربلائيين.
في المسجد الأموي
علقت صوتك ايقونة مريمية" ص 32، عنوان القصيدة يشير إلى الحزن العميق عند الشاعر، لهذا نجد الألفاظ والفكرة حزينة، لكن رغم هذا الحزن نجد شيء من الجمال فيه، فالشاعر يجمع بين المسجد الأموي الإسلامي، وبين ايقونة مريم، وكأنه يؤكد على حالة التنوع والتعدد التي يتميز بها المجتمع السوري، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ سنجدها في غالبيتها سوداء وقاسية، وهذا ينسجم مع المضمون وعنوان القصيدة.
صوت المرأة
ما يحسب للديوان أنه يتحدث في بعض القصائد بصوت المرأة، فالشاعر يحدثنا بصوتها هي، وهذا يعد انحياز للمرأة وأيضا يعطي الديوان بعدا إنسانيا، وهذا ما يجعل المتلقي ينتشي بما يقرأ من قصائد، وإذا ما عرفنا أن المرأة عنصر مخفف/مهدئ، يتأكد لنا دورها في تخفيف من حدة وقسوة الديوان:
"جاراتي
خرجن عصر هذا اليوم الدمشقي
لسوق الخضار
جلبن صنوك من الفاكهة
ليحلو لي انتظارك
فأرش الحديقة بالماء والزبد
أغسل جدرانها بالياسمين
وأجلس تحت شجرة الليمون
أسرح شعري
وأحمل مرآتي
فأراك تبتسم لي
فيقول قلم الحمرة: نعم" ص22، الاستماع إلى هذا الكلام يبعث فينا نشوة من الفرح والسعادة، فدائما حديث المرأة عن رجلها ممتع وشيق، وما يحسب لهذا المشهد أننا نجد فيه حب عذري، ناعم وهادئ، وليس ذاك الحب القاسي والعنيف أو الذي يثير الجنس، لهذا نجد الشاعر يستخدم أفعال وألفاظ مطلقة البياض، وكأنه بها يواجه قسوة الحدث الآني، فامرأته تحدثه عن حالة خاصة بينهما، وتريده أن يهيأ المكان لهذه الجلسة.
ونجد حوار بين الشاعر وحبيبته في قصيدة "الياسمين" وقصيدة "برج القوس" حيث هناك حديث عن الحب، تقول الحبيبة في قصيدة "برج الحب":
"لن أزف إلى الترب حبيبي
أنا فتاة الماء
اغتسلت تحت عرش الدوالي
بالبارود والحناء
هربت نهدي من حمحمة خيل الرب
لبست الديباج، الأساور، تيجان الشجر
ومشيت على كتف الفرات
أخبر أهل الشمال، أهل الجنوب
رأيته يقود ثورة في بابل
وينام قرب اللذة مشنوقا بالفتنة
والتبرج
حتى إذا جاء الجسد
كان من الساجدين" ص63، جمالية هذا المقاطع تمكن في أن المتحدث هي أنثى، وتحمل دعوة للتمرد للثورة، فالمرأة تحب من يحمل صفات الرجولة، كما أن استحضار "بابل" الحضارة والعظمة يعطي القصيد بعدا تاريخيا يخدم فكرة التمرد/الثورة، كما أن المرأة هنا ليست رواية فقط، بل أيضا مشاركة في فعل التمرد/الثورة: "أخبر أهل الشمال، أهل الجنوب" كحال رجلها.
الحيوان
هناك شبه اجماع عند الكتاب عندما يستحضرون الحيوان في نصوصهم الأدبية، فهم يعبرون عن حالة من القسوة والشدة عندما يستحضرون الحيوان، وهذا ما أكده "يونس عطاري" في قصيدة "في بستاني":
"ضن..
واستولى على المستور
على كلي
دخل في كرومي الكريم
بغلمانه وماعزه السود دخل
ونحلاته وأفراسه وكلاب صيده
والفئران أجمع" ص 77، الشاعر يعطي صورة لفعل قاسي حدث معه، لهذا نجده يستحضر الماعز السود، والنحل والكلاب، فهو يشير إلى فعل مؤذي حدث معه، وإذا ما توقفنا عند هذه القصيدة سنجد هناك شيء من الرمز فيها، لكنه ليس كالرمز التقليدي، بل جاء كشيء/كشكل جديد لهذا الرمز، وعندما استخدم كلمة "كرمي" أراد أن يعطي حيوية للنص، فالحديث متعلق بما يخص الشاعر، فهو يتجاوز الوجع الهم العام ويجعله هم ووجع خاص به، وهنا يكمن أبداع وتألق الشاعر.
الكتاب والكتابة
الديوان يكاد أن يكون قريب من الرواية في تعدد مكوناته، فنجده ذكر "السياب" من خلال قصيدة "حارسة المعبد" والتي جاء فيها:
"... أهلي به
وأهيلي عليه تمور الخليج
وأنشدي أسطورة المطر" ص122، الحديث عن السياب وقصيدة "مطر مطر" وأيضا هناك ذكر لقصيدة "غريب في الخليج" وهذا يعد دعوة غير مباشرة من الشاعر للتقدم مما كتبه السياب في هاتين القصيدتين.
وهناك ذكر لغسان كنفاني من خلال هذا المقطع الذي جاء في قصيدة "هذه الأرض":
"دبيب النمل مأتم
هذه الأرض
فخذ "ما تبقى لكم"
وقرع "الخزان"" ص 84، وهذا الشكل من الطرح يمثل ذكاء من الشاعر الذي يدعو المتلقين لديوانه للتقدم مما كتبه غسان في رواية "ما تبقى لكم" ورواية "رجال في الشمس" وأعماله الأخرى.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرمز في قصة -الرجل ذو العين الواحدة- مشهور البطران
- أنا والأم مشهور البطران
- وقفة مع اللقاءات الثقافية في دار الفاروق
- أثر الأم في قصيدة -أمي- علي بيطار
- السيرة النبوية في قصيدة -نور النبوة- محمود ضميدي
- -هذي دمشق- الملتقى الثقافي العربي
- تعدد الأصوات في قصيدة -فراش- عصام الديك
- لاستعجال في ديوان -همسات على هامش الوطن- مهند ذويب
- بساطة السرد في مجموعة -1986- سعود قبيلات
- الفاتحة القاسية في قصيدة -محاكاة لعينة- سامح أبو هنود
- اللغة الدينية في قصيدة -وقضى أرباب الدولة- مفلح أسعد
- الأنثى والحرب في رواية -لغة الماء- عفاف خلف
- صوت المرأة في قصيدة -بين الفؤاد- هالة إدريس
- الأدوات العادية والتألق في قصيدة -هذه الكأس- عبود الجابري
- المغالاة والتطرف في قصيدة -مقام الحرف- أحمد مولاي جلول
- التجديد في رواية -المأدبة الحمراء- محمد هاني أبو زياد
- التفكير
- وقفة مع كتاب شهرزاد ما زالت تروي- فراس حج محمد
- الخطاب عند -عروبة الباشا-
- القصيدة التاريخية -ركام الأزمان .. من سالف القدس حتى الآن- ع ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أثر المكان في ديوان -الجبال التي أحبت ظلي- يونس عطاري