|
العبادي يلتزم الصمت ازاء استمرار تواجد القوات الامريكية
سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 17:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قطعا لن يجد الامريكان احسن من رئيس الوزراء حيدر العبادي. لن يجدوا شخصا احسن منه في الانصياع لكل طلباتهم. فهو قد اوتي به الى الحكم اصلا لتحقيق الاهداف الامريكية. احد هذه هو تسهيل التواجد الدائم للقوات الامريكية في العراق بكل صمت وهدوء. فهو امر ليس مما يستحب ان ينتبه العراقيون عليه وان يبدأوا (لا سمح الله) بطرح الاسئلة حوله.
فقد ردد الجنرال ماتيس في شباط الماضي بان القوات الامريكية ستبقى في العراق لما بعد داعش. ونفس الشيء ردده قبله قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال جيمس فوتيل في كانون الاول الماضي وقبلهما اشتون كارتر وزير دفاع اوباما في الصيف حين صرحوا جميعا وإن بطرق مختلفة بأن الجيش الامريكي لا ينوي الانسحاب من العراق حتى بعد هزيمة داعش.
نعيد التذكير باهداف التواجد الامريكي في العراق وهو منع اية تحقيق للوحدة الوطنية العراقية تمهيدا للاستيلاء على آبار النفط بالكامل والعودة بالعراق الى العهد ما قبل الصناعي (وهو ما كانت داعش تعمل عليه). وهدف الاستيلاء على النفط هو ما كرره ترامب كثيرا خلال حملته الانتخابية (انظر مقالتنا السابقة "ترامب يفضح نفسه بهذا الشريط"). وعدا هذه فهناك اهداف اخرى للتواجد الامريكي من مثل استثناء المتورطين مع داعش من العقاب ، ولاعادة خلق داعش جديدة وبوجه آخر إن اقتضى الامر.
فبعد حجة التدريب التي استخدمها الاميركان لابقاء قواتهم في العراق ابتكرت ذريعة الدعم والاسناد العسكري في الحرب على داعش حيث نرى مشاركة قواتهم الجوية والمدفعية في القتال مع زيادات مستمرة لاعداد القوات. والآن وحيث قد استهلكوا كل حججهم السابقة قالوها بملء الفم بانهم يريدون البقاء حتى بعد داعش لحماية مصالحهم. وهذه المصالح التي لم يريدوا الافصاح عنها هي بكل بساطة السيطرة على منابع النفط في بلادنا.
ويتواجد الامريكيون وباقي القوات الاجنبية من استرالية وكندية ومن معظم اعضاء حلف الناتو في قواعد كثيرة في العراق. فهم متواجدون في قواعد الحبانية وعين الاسد والقيارة وتكريت والتاجي وبسماية ، وحتى في سنجار وكركوك عدا عن كردستان. كل هذه القوات تتواجد الآن في العراق بحجة الدعم والتدريب. فقاعدة القيارة الجوية يجري العمل فيها على قدم وساق لتحويلها الى مركز لعمليات الدعم الجوي والامداد للقطعات العراقية في معركة الموصل. وهو ادعاء كاذب لا ينطلي علينا. فالغرض الاساس لكل هذا البناء هو تهيئة هذه القاعدة لتكون إحدى دعائم التواجد الامريكي الدائم في البلد. وبعد كلام المسؤولين الاميركيين حول رغبتهم في البقاء الى الابد في العراق ، يتأكد توقعنا لمآل هذه القاعدة بالنسبة للقوات الغازية لما بعد طرد داعش من العراق. ونفس الكلام يقال بالنسبة لقاعدتي الحبانية (او التقدم) وعين الاسد قرب حديثة في الانبار التي تتمركز فيهما اعداد كبيرة من هذه القوات.
وقد بلغت اعداد هذه القوات في العراق حتى الآن 6500 جندي حسب متابعتنا الشخصية. وليس لدينا ضمان من الا يكون الرقم الحقيقي اكبر منه بكثير. وما زالت اعداد هذه القوات تتزايد في كل لحظة حتى ونحن نكتب هذه المقالة. وقد كان عديدها العام الماضي 3500 جندي ، اي نصف العدد الحالي. كل هذه الزيادات والعبادي الذي بيده الحل والربط في البلد صامت تماما عن الموضوع. وهو ما يعني عدم ممانعته لتواجدها وزيادة اعدادها. إلا انه قد ساعدنا هذه الايام فاعلن في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز نشرت مساء الأحد بأن القوات العراقية بحاجة لبقاء القوات الأميركية لمواصلة مهام تتعلق بالتدريب والدعم اللوجستي والتعاون في المجال الاستخباراتي. وإذ نشكره على هذه الصراحة المتأخرة نسأله من الذي قد فوضه اصلا بالاذن لهذه القوات بالتواجد في العراق الى ما لا نهاية ؟ فهل هو قد طرح الموضوع مقدما على الرأي العام العراقي لمعرفة رأيه قبل سفره الى امريكا ؟ وحيث كنا نكرر وباستمرار ولسنا وحدنا عن معارضتنا لهذا التواجد.
ولسنا بحاجة للتذكير كيف ترك الامريكيون مدن العراق تسقط بيد الارهابيين دون ان يقوموا بتنبيه العراق حسب الاتفاقيات الموقعة معهم. فعلوا هذا في الموصل واعادوا الكرة في الرمادي. وفي الانبار كلما انطلقت حملة لتحريرها نجدها تتوقف رأسا بعد يوم او يومين دون ان يتجشم العبادي إعطاء توضيح للموضوع. وما زالت الانبار محتلة من قبل داعش حيث يستخدمها كقاعدة دعم خلفية في هجماته على مناطق شرق سوريا وغرب العراق وشماله. وايضا لسنا بحاجة للتذكير بالإمدادات العسكرية الجوية التي زودت بها داعش المحاصرة في غير مكان وفي غير مرة والتي جرى تصويرها في جبهات العراق دون اية تدخل من الاميركان المسيطرين على الاجواء. وبسبب اهمية الانبار لداعش كعمق استراتيجي في حربها في سوريا ، لن تقوم القوات الامريكية في الانبار بالسماح للجيش العراقي بتحريرها وهو ما نراه حاصلا. وكل هذا هو من نتاج صمت العبادي على التواجد الامريكي ومنع التحرير بعدما كان قبلها يؤكد بعدم رغبة العراق بتواجد قوات برية اجنبية على اراضيه لمقاتلة ارهابيي داعش. وهذا يكذب كل الادعاءات الامريكية حول حرصهم على محاربة هذا التنظيم الاجرامي. ومهما يكن من امر يكون العبادي بتصرفه هذا قد نكث بالقسم الذي اداه لدى توليه منصبه والذي اقسم فيه على السهر على امن البلد وحماية نظامه. وقد صار العبادي يلتزم الصمت حول كل شيء يتعلق بقوات إعادة الاحتلال هذه من مثل الاعلانات المتكررة عن زيادة عديد هذه القوات في العراق منذ بدء عمليات التحرير. وطبعا فبموازاة الصمت على تواجد هذه القوات فقد منحهم العبادي الحصانة ايضا عن اية جرائم قد يرتكبونها في البلد.
ولكي لا يتصور العبادي باننا ممن يمكن استغفالهم نعيد وضع ادلة الدعم الامريكي لداعش مما يوجد في الانترنت من اشرطة. وهو مما صار العراقيون يعرفونه عن ظهر قلب. نعيد وضع اثنين من اقطاب السياسة الامريكية. احدهما هي كلينتون المرشحة الديمقراطية الرئاسية السابقة وهي تعترف بانهم هم من خلق تنظيم القاعدة : https://www.youtube.com/watch?v=xPyV7NDk5AA
وهنا في هذا الشريط يعترف السيناتور ماكين المرشح الجمهوري الرئاسي السابق باتصالاته مع داعش وبمعرفته الشخصية بهم (لم اجد شريطا مترجما) : https://www.youtube.com/watch?v=tgLj5s0Xk8A
لاحقا كشف لنا ترامب تصريحاته المتكررة قبل حملته الانتخابية وخلالها بكل صلافة وعنجهية عن اهدافه بخصوص العراق : https://www.youtube.com/watch?v=Voqr81Q1SCQ
بناء على كل هذه نكرر للعبادي ولغيره بأن لا ثقة لنا بهؤلاء مطلقا ولسنا راغبين بتوفير قواعد عسكرية لهم في اية بقعة من بلادنا ونريد خروجهم من العراق فورا. وسنظل نعيد المطالبة به حتى يتحقق.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التنافس الكردي يندلع في معركة في سنجار
-
قيادي في الحشد وعضو مجلس محافظة في آن واحد
-
يتوجب الضغط لاسترجاع ممر خور عبدالله العراقي
-
سيارات الرابسكان عند مداخل بغداد يجري تعطيلها.... !
-
نائب تركي يفضح دعم نظام اردوغان لداعش
-
الرئيس معصوم ظهير الارهابيين
-
اكتشفنا جزءاً من اموال الحسابات الختامية المسروقة
-
العبادي راض ٍ عن تباطؤ عمليات تحرير الموصل
-
يجب إحالة مسعود البرزاني الى القضاء لجرائمه
-
مشروع قانون جهاز المخابرات العراقي
-
ترامب يفضح نفسه بهذا الشريط
-
ما زال القاتل الاقتصادي واصدقاؤه يعملون وبنشاط....
-
الممر الآمن المؤمّن لهروب الدواعش
-
متى ستجري محاكمة المتسببين بجريمة قاعدة تكريت العسكرية في حز
...
-
العبادي يعيد رشيد فليح الى الانبار
-
تجاوز مفوضية الانتخابات على حقوق عراقيي الخارج
-
هل تقوم حكومة العبادي بالتجسس على مواطنيها ؟
-
من سيتبوأ شرف طرد القوات التركية الغازية ؟
-
قيادة عمليات بغداد وامن العاصمة
-
-زلة- اوباما التي ازالت الغشاوات
المزيد.....
-
تحسن طفيف في وول ستريت وتسجيل أرقام قياسية جديدة
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من عملية استهداف معسكر جنوب حيفا أسفرت
...
-
الجيش الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على مدينة بعلبك ومحيطها شرق
...
-
إيران تحذر.. رد إسرائيل قد يورط واشنطن
-
-الأقصى المبارك-.. جوهر الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال
-
إعلام إسرائيلي: نخوض حرب أدمغة مع حزب الله وقدراتنا الاعتراض
...
-
خبير عسكري: اشتباكات جنوب لبنان التي نشرها جيش الاحتلال -تمث
...
-
رغم المذابح وتفوّق القوة لماذا يشعر الإسرائيلي دائما بالهزيم
...
-
حزب الله ينشر صور عملية -العشاء الأخير- التي استهدفت لواء غو
...
-
مسؤول أميركي سابق يدعو إلى -رد فعل قوي- تجاه الصين
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|